الولايات المتحدة تعثر على أكبر منجم لمعدن الليثيوم في العالم

12 سبتمبر 2023
محطة شحن كهربائي لبطاريات الليثيوم في أميركا (Getty)
+ الخط -

عثرت مجموعة من الجيولوجيين الأميركيين على ما يعتقدون، أنه أكبر منجم لاحتياطات الليثيوم في العالم، داخل بركان عملاق قديم يقع على طول الحدود بين ولايتي نيفادا وأوريغون. ويعد الليثيوم من أهم المعادن في صناعة البطاريات الكهربائية التي تعتمد عليها صناعة السيارات الكهربائية وخطط التحول من الوقود التقليدي إلى الطاقة المتجددة.

وكانت الولايات المتحدة تعاني من النقص في موارد الليثيوم التي تهيمن عليها الصين ودول بريكس والشركات الصينية صاحبة المناجم في أفريقيا وأميركا الجنوبية. ويذكر أن اختيار الأرجنتين لعضوية بريكس من بين 22 دولة، يعود إلى الاحتياطات الضخمة من الليثيوم الموجودة في أراضيها. 

وتشير دراسة بمجلة Science Advances إلى أن  حفرة "ماكديرميت كالديرا"، وهي حفرة بركانية كبيرة يبلغ طولها حوالي 45 كم وعرضها 35 كم في جنوب شرق ولاية أوريغون وشمال نيفادا، تحتوي على أحجار طينية تحتوي على 20 إلى 40 مليون طن متري من الليثيوم.

وحسب نشرة " مايننغ.كوم" التي نشرت مقتطفات من الدراسة، فإن الموارد المقدرة في هذا المنجم الأميركي تجعل كمية الليثيوم الموجودة في المسطحات المحلية في بوليفيا ضئيلة للغاية.

وكانت الولايات المتحدة تعاني من نقص في موارد الليثيوم التي تهيمن عليها الصين ودول بريكس والشركات الصينية صاحبة المناجم في أفريقيا وأميركا الجنوبية.

الولايات المتحدة تعاني من نقص في موارد الليثيوم التي تهيمن عليها الصين ودول بريكس والشركات الصينية صاحبة المناجم

ويستخدم المعدن الفضي الناعم الذي يطلق عليه الليثيوم في بطاريات السيارات الكهربائية. وباتت الاستخدامات التجارية لليثيوم أوضح من أي وقت مضى، فلا يستخدم الليثيوم في تصنيع بطاريات الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة فحسب.

بل إن عملية التحول إلى الطاقة النظيفة قد تصبح مستحيلة من دون الليثيوم، الذي يستخدم في تصنيع البطاريات التي تشغل السيارات الكهربائية وتختزن الطاقة الكهربائية المتولدة من مصادر متجددة.

وارتفع الطلب على الليثيوم في السنوات الأخيرة مع اتجاه مصانع إنتاج السيارات لتصنيع السيارات الكهربائية، بعد أن أعلنت عدة دول، مثل المملكة المتحدة والسويد وهولندا وفرنسا والنرويج وكندا، اعتزامها منع بيع السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي.

وتقول " مايننغ.كوم"، حتى لو كان هذا التقدير مرتفعاً بسبب الاختلافات في سمك الرواسب أو درجة الليثيوم، فإن مخزون الليثيوم الموجود في رواسب المنجم أو حفرة "ماكديرميت كالديرا" سيظل على قدم المساواة مع احتياطات بوليفيا، إن لم يكن أكبر بكثير منها.

وذكرت الدراسة أن  منجم "سالار دي أويوني" في بوليفيا، كان يعتبر في السابق أكبر منجم لرواسب الليثيوم على وجه الأرض.

ووفقًا للدراسة، تحتوي "كالديرا ماكديرميت"، خاصة في الجزء الجنوبي منها في ولاية نيفادا في منطقة تسمى " ثاكر باس" على درجات عالية للغاية من الليثيوم، أي أكثر من ضعف موارد الليثيوم الطينية المعروفة عالميًاً.

وتشير الدراسة إلى أنه قد يكون الكشف الأخير عن حفرة "مكديرميت كالديرا" وموارد الليثيوم المحتملة فيها بمثابة لحظة فاصلة، ليس فقط لسباق أميركا لاستخراج المعادن المهمة، ولكن أيضًا للصناعة بأكملها.

وقالت الخبيرة الجيوولوجية، أنوك بورست: "إذا كنت تصدق تقديراتهم التقريبية، فهذه رواسب كبيرة جدًا من الليثيوم.. يمكن أن تغير ديناميكيات الليثيوم على مستوى العالم، من حيث السعر وأمن العرض والجغرافيا السياسية".

من جانبه، قال توم بنسون، نائب رئيس الاستكشاف العالمي في شركة " ليثيوم أميركاز"، إنه بدأ دراسة حفرة "كالديرا ماكديرميت" في عام 2012 لفهم سبب احتوائها على العديد من الرواسب المختلفة.

وأضاف: "سرعان ما بدأت أدرك أن الليثيوم هو العنصر العملاق، الذي يتواجد في جميع أنحاء  الحفرة من الطرف الشمالي في ولاية أوريغون إلى الطرف الجنوبي في نيفادا".

وأشار تقرير للبنك الدولي إلى ضرورة مضاعفة إنتاج الليثيوم بنحو خمس مرات لتحقيق أهداف القضاء على الانبعاثات العالمية بحلول العام 2050.

يذكر أن بوليفيا احتفظت منذ فترة طويلة بالرقم القياسي لمعظم موارد الليثيوم في العالم، إذ تقدر احتياطاتها بنحو 23 مليون طن متري.

يذكر أن اختيار الأرجنتين لعضوية مجموعة البريكس من بين 22 دولة، يعود إلى الاحتياطات الضخمة من الليثيوم الموجودة في أراضيها.

المساهمون