الهند تدعو البلدان المنتجة للنفط إلى "الإحساس" بالدول المستهلكة

03 أكتوبر 2023
الدول المستوردة للنفط تعاني جراء ارتفاع سعره (فرانس بريس)
+ الخط -

دعت الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، الدول المنتجة اليوم الثلاثاء إلى "الإحساس" بالدول المستهلكة، التي تضررت من تجاوز الأسعار 90 دولاراً للبرميل، بعد أن قررت السعودية وروسيا تمديد التخفيضات الطوعية للإنتاج حتى نهاية العام.

وقال وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي هارديب سينغ بوري، بعد لقاء مع الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) هيثم الغيص، "عندما انهارت أسعار النفط الخام خلال الجائحة، اتحد العالم لتحقيق الاستقرار في الأسعار للحفاظ عليها بالنسبة للدول المنتجة".

وكتب بوري على منصة إكس، تويتر سابقاً، "والآن، وبما أن العالم على أعتاب ركود وتباطؤ اقتصادي، يتعين على منتجي النفط مراعاة مصالح الدول المستهلكة".

وحثت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون أوبك+ على زيادة الإنتاج لتأمين خفض تكاليف الطاقة ومساعدة الاقتصاد العالمي. وتقول الدول المنتجة في أوبك+، الذي يضم منظمة أوبك وحلفاء بقيادة روسيا، إنها تحافظ على استقرار السوق وتتخذ إجراءات وقائية.

وقال بوري لرويترز في وقت لاحق خلال مقابلة على هامش مؤتمر أديبك في أبوظبي إنه ناقش أسعار النفط مع الغيص.

وأضاف "إذا التقى وزير النفط والغاز الطبيعي لإحدى أكبر الدول المستهلكة للنفط بالأمين العام لأوبك... فمن المؤكد أننا ناقشنا الأسعار... وبالتالي يسعدني جداً أن أعترف لكم بأننا قمنا بذلك".

ودعا بوري أوبك+ مراراً إلى النظر في مدى تأثير سياساتهم على الدول المستهلكة للنفط.

وقال "عند مفاتحة أي دولة منتجة للنفط في موضوع الأسعار، سيقولون لك "لا علاقة لنا بالأمر"، وردي على ذلك هو أنه إذا أدخلت تعديلاً على كمية الطاقة التي تنتجها أو المخزونات التي تفرج عنها، فإنك تؤثر على الأسعار حتى وإن كنت لا ترغب في ذلك".

وتعتمد الهند على الواردات لتلبية نحو 85% من احتياجاتها من الخام.

لكن بوري ذكر في وقت سابق أن الهند ستدبر أمرها إذا ارتفعت أسعار النفط فوق مئة دولار للبرميل، ولن يكون مثل هذا السعر في "مصلحة أحد".

وأضاف أن الهند تستورد نحو 60% من وارداتها النفطية من دول أوبك بما قيمته 101 مليار دولار.

وقال خلال جلسة نقاشية في أديبك "أتمنى ألا يتجاوز سعر النفط 100 دولار... ستدبر الهند أمرها... وسأشعر بالقلق مما سيحدث في مناطق أخرى من العالم النامي".

واقتنصت شركات التكرير الهندية فرصة شراء النفط الروسي بأسعار مخفضة بعد أن فرضت الدول الغربية عقوبات على موسكو، لكنها توقفت عن الشراء من روسيا بعد غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

وقال بوري لرويترز إن الهند لن تشتري النفط الروسي إذا تجاوز السعر الحد الأقصى الذي حددته الدول الغربية وهو 60 دولاراً للبرميل.

وأضاف "إذا تجاوزت الأسعار الحد الأقصى، لن نشتري بكل وضوح".

ويجتمع تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بالإضافة إلى روسيا وحلفاء آخرين، غداً الأربعاء لكن من المستبعد أن يعدل سياسته الحالية لإنتاج النفط.

وأظهر مسح أجرته رويترز ارتفاع إنتاج أوبك من النفط للشهر الثاني على التوالي في سبتمبر/أيلول رغم تخفيضات السعودية.

وقبيل نهاية سبتمبر، سجلت أسعار النفط أعلى مستوياتها في عشرة أشهر، بنسبة ارتفاع تقترب من 30% خلال الربع الثالث من العام فقط.

وارتفعت أسعار النفط بدعم من توقعات اتساع العجز في المعروض النفطي في الربع الأخير، بعدما مددت السعودية وروسيا تخفيضات الإنتاج الطوعية حتى نهاية العام، ليتجاوز مقدار الخفض الطوعي مليوني برميل يومياً.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون