الهندي غوتام أداني يزيح بيزوس من تصنيف ثاني أغنى رجل في العالم

18 سبتمبر 2022
الملياردير الهندي غوتام أداني (Getty)
+ الخط -

تفوق غوتام أداني، الملياردير الهندي الذي زادت ثروته بسرعة فائقة هذا العام، على جيف بيزوس، مؤسس عملاق التجارة الإلكترونية الأميركية "أمازون"، ليصبح ثاني أغنى شخص في العالم.

أداني، الذي بدأ العام في المركز 14 في مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، بلغت ثروته الآن 146.9 مليار دولار ليأتي في المركز الثاني بعد الملياردير الأميركي إيلون ماسك البالغة ثروته 260 مليار دولار.

قفزت أسهم شركته الرائدة "أداني إنتربرايزس" إلى مستوى قياسي، نهاية الأسبوع الماضي، وصعدت بعض شركات مجموعته بأكثر من 1000% منذ عام 2020. على الجانب الآخر، هبط صافي ثروة جيف بيزوس إلى حوالي 145.8 مليار دولار يوم الجمعة الماضي، حيث أدى تجدد المبيعات على أسهم التكنولوجيا إلى تراجع ثروات أغنى الأميركيين، إذ وصلت نسبة انخفاض أسهم "أمازون دوت كوم" إلى أكثر من 26% منذ بداية العام الجاري.

في بادئ الأمر، تفوّق أداني على الهندي موكيش أمباني، لأول مرة كأغنى شخص آسيوي في فبراير/شباط الماضي، وأصبح يمتلك أكثر من 100 مليار دولار في إبريل/نيسان، وتجاوز بيل غيتس والفرنسي برنار أرنو في الشهرين الماضيين، ليواصل تقدمه الكبير.

وهذه المرة الأولى التي يصل فيها شخص من آسيا إلى هذه المرتبة المرتفعة في مؤشر الثروات، الذي يهيمن عليه رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا في الولايات المتحدة.

أداني، البالغ من العمر 60 عاماً، ترك الكلية لتجربة حظه في صناعة الماس في مومباي في أوائل الثمانينيات قبل أن يتجه إلى الفحم والموانئ. وتوسّعت مجموعته منذ ذلك الحين لتشمل كل شيء من المطارات إلى مراكز البيانات والإسمنت ووسائل الإعلام والطاقة الخضراء، مع التركيز على المجالات التي يعتبرها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، حاسمة لتحقيق الأهداف الاقتصادية طويلة الأجل للهند.

وتُعد أكبر شركة تشغيل موانئ ومطارات بالقطاع الخاص في الهند، وشركة توزيع الغاز، ووحدة الفحم جزءاً من إمبراطورية "أداني"، والتي تهدف أيضاً إلى أن تصبح أكبر منتجة للطاقة المتجددة في العالم.

في العام الماضي، تعهدت مجموعته باستثمار 70 مليار دولار في الطاقة الخضراء، وهو محور انتقده بعضهم على أنه غسل أخضر نظراً لأن الكثير من عائدات المجموعة ما زال يأتي من الوقود الأحفوري.

أدى الاندفاع نحو مصادر الطاقة المتجددة والبنية التحتية إلى حصول أداني على استثمارات من شركات من بينها "توتال إنرجيز" الفرنسية، مما ساعد على صعود أسهم شركته وثروته الشخصية. فقد أضاف الملياردير الهندي هذا العام نحو 70 مليار دولار إلى ثروته، أكثر من أي شخص آخر، بينما تكبد الكثيرون خسائر.

دفع التوسع السريع لإمبراطورية "أداني" شركة "كريديت إنسايتس" التابعة لمجموعة فيتش العالمية، إلى وصف الرافعة المالية لبعض شركاته بأنها "مرتفعة" في تقرير صدر في سبتمبر/أيلول الماضي، وفق وكالة بلومبيرغ.

وجرى تداول بعض شركات مجموعة أداني بمكررات أرباح بلغت 700 مرة، متجاوزة بكثير شركات مثل "تسلا" لصناعة السيارات الأميركية التي تعود للملياردير إيلون ماسك و"أمازون"، التي كانت تقييماتها أقرب إلى 100 مرة.

ويتزامن صعود أداني مع المبيعات التي تعاني منها أسهم التكنولوجيا والتي تسببت في تآكل 45 مليار دولار من ثروة بيزوس منذ يناير/كانون الثاني 2022، إذ انخفض صافي ثروة مؤسس أمازون، أغنى شخص في العالم لسنوات، بشكل كبير بعد طلاقه عام 2019 من زوجته السابقة ماكينزي سكوت، التي حصلت على 4% من عملاقة التجارة الإلكترونية.

وتعد حياة الملياردير الهندي، مليئة بالأحداث الدرامية، ففي عام 1998 تعرض لعملية اختطاف، إثر هجوم إرهابي على فندق تاج محل في مومباي أثناء وجوده في الفندق.

والتحق أداني بجامعة جوجارات لدراسة التجارة، ولكنه ترك الجامعة في السنة الثانية لاهتمامه بالعمل، وانتقل إلى مومباي في سن 18 وبدأ العمل في فرز الألماس بشركة ماهيندرا براذرز، ليعمل بعدها وسيطاً لبيع الألماس لحسابه الخاص وتحقيق عوائد جيدة، ليعمل بعدها في تجارة المواد الخام الرئيسة لتصنيع البلاستيك، قبل أن تتعدد أنشطته في مجال تشغيل الموانئ وإنتاج الطاقة.

المساهمون