النفط يتراجع تحت ضغط كورونا الصين.. والذهب يرتفع مع هبوط الدولار

29 ديسمبر 2022
تراجع لافت للدولار وانخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية لمدة عامين إلى 4.3512% (Getty)
+ الخط -

انخفض سعر برميل النفط في الأسواق العالمية اليوم الخميس، متأثرا سلبا بالضغوط التي يمليها استشراء كورونا في الصين، بينما اتخذت أونصة الذهب منحى صعوديا توازيا مع الاتجاه التراجعي لسعر العملة الأميركية المهيمنة على حركة التجارة والتداول العالمية.

فقد تراجعت أسعار النفط بعدما أضعف ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين الآمال في تعافي الطلب على الوقود في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

وانخفض سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير/شباط 42 سنتا، أو 0.5%، إلى 82.84 دولارا بحلول الساعة 01:23 بتوقيت غرينتش، بينما هبط الخام الأميركي 50 سنتا، أو 0.6%، إلى 78.46 دولارا، وفقا لبيانات "رويترز".

ولاحقا في التعاملات الأوروبية، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت أكثر من دولار إلى 82.25 دولارا، والعقود الآجلة للخام الأميركي دولارا إلى 77.96 دولارا.

وتأثرت أسواق النفط أيضا بتوقعات رفع أسعار الفائدة الأميركية مرة أخرى في الولايات المتحدة، حيث يحاول مجلس الاحتياطي الاتحادي الحد من ارتفاع الأسعار في سوق العمل التي تعاني شحا.

كذلك تراجعت مخزونات النفط الخام الأميركية أقل من المتوقع، بنحو 1.3 مليون برميل، في الأسبوع المنتهي في 23 ديسمبر/كانون الأول، وفقا لمصادر السوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأميركي، في انخفاض عن تقديرات محللين بسحب 1.5 مليون. وستصدر الحكومة الأميركية أرقامها الأسبوعية في الساعة 10:30 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة اليوم الخميس.

ومما أثر على الأسعار أيضا، أن شركة (تي.سي إنرجي) لتشغيل خطوط الأنابيب قالت إنها تعمل على إعادة تشغيل جزء من خط أنابيب كيستون الذي اضطرت السلطات لإغلاقه بعد تسرب هذا الشهر.

حظيت الأسواق ببعض الدعم من قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحظر تصدير النفط الخام والمشتقات

ومع ذلك، حظيت الأسواق ببعض الدعم من قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحظر تصدير النفط الخام والمنتجات النفطية اعتبارا من الأول من فبراير/شباط لمدة 5 أشهر إلى الدول التي تلتزم بسقف السعر الغربي.

وقالت ألمانيا إن الحظر "ليست له أهمية عملية"، في ظل عمل برلين منذ الربيع على استبدال إمدادات النفط الروسية وضمان أمن الإمدادات.

الذهب والمعادن الثمينة

وفي سوق المعادن الثمينة، ارتفعت أسعار الذهب اليوم الخميس، مع تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية، بينما يترقب المتعاملون مؤشرات جديدة على خطط مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بخصوص رفع أسعار الفائدة.

وصعد سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 1807.57 دولارات عند الساعة 03:03 بتوقيت غرينتش بعد انخفاضه 1% في الجلسة الماضية. وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1% إلى 1814.30 دولارا.

وتراجع مؤشر الدولار 0.2%. ويجعل ضعف الدولار السبائك أكثر جاذبية للمشترين الذين يحملون عملات أخرى. وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل عشر سنوات بعدما بلغت أعلى مستوى في ستة أسابيع في الجلسة السابقة.

السبائك في طريقها لانخفاض سنوي يبلغ نحو واحد في المائة تحت ضغط من الزيادات الشديدة في أسعار الفائدة

وسيدرس المتعاملون أرقام طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة التي تصدر الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش، لمعرفة تأثيرها المحتمل على استراتيجية الاحتياطي الاتحادي لرفع سعر الفائدة.

المدير في كيديا كوموديتيز في مومباي أجاي كيديا قال: "ستكون بيانات البطالة مهمة. إذا أظهرت زيادة في الطلبات (الخاصة بالإعانة)، فمن المفترض أن تضعف الدولار وتدعم الذهب".

والسبائك في طريقها لانخفاض سنوي يبلغ نحو واحد في المائة تحت ضغط من الزيادات الشديدة في أسعار الفائدة الأميركية. ومع ذلك، ارتفعت الأسعار بما يقرب من 200 دولار من أدنى مستوى في أكثر من عامين سجلته في سبتمبر/أيلول، على أمل أن يبطئ البنك المركزي الأميركي وتيرة زيادات أسعار الفائدة.

موقف
التحديثات الحية

وأبطأ البنك الوتيرة تلك إلى 50 نقطة أساس في ديسمبر/كانون الأول بعد أربع زيادات متتالية تبلغ كل واحدة منها 75 نقطة أساس، بينما أكد رئيس المركزي الأميركي جيروم باول الحاجة إلى إبقاء معدلات الفائدة مرتفعة لبعض الوقت لمكافحة التضخم.

وتضعف أسعار الفائدة المرتفعة جاذبية الذهب كوسيلة للتحوط من التضخم وتزيد تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر لأنه لا يدر عائدا. وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.2% إلى 23.57 دولارا، وصعد البلاتين 0.3% إلى 1010.67 دولارات، وزاد البلاديوم 0.2% إلى 1786.97 دولارا. 

الدولار والعملات الرقمية

وفي سوق العملة، استقر الدولار اليوم، بعد ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل الليلة الماضية، مع تراجع التفاؤل الأولي بشأن تخفيف الصين قيود كورونا وفتح الاقتصاد.

وبعد إزالة الصين لقاعدة الحجر الصحي الخاصة بها للمسافرين الوافدين بداية من الثامن من يناير/كانون الثاني، قالت دول مثل الولايات المتحدة واليابان والهند إنها ستطلب اختبارات كوفيد-19 للقادمين من الصين.

وأدت السرعة التي ألغت بها الصين قواعد كورونا إلى إنهاك نظامها الصحي الهش، وأثارت مخاوف بشأن انتشار الفيروس.

وارتفع الين الياباني 0.5% تقريبا إلى 133.83 ينا للدولار. وصعد الجنيه الإسترليني 0.19% إلى 1.204 دولار، لكنه لم يبتعد كثيرا عن أدنى مستوى له في 3 أسابيع عند 1.1993 دولار الأسبوع الماضي. وزاد اليورو 0.15% عند 1.0628 دولار.

وأدت حالة عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية، فضلا عن المخاوف المتزايدة بشأن الركود في الولايات المتحدة، إلى انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية لمدة عامين، والتي تتحرك عادة وفقا لتوقعات أسعار الفائدة، الليلة الماضية. وبلغت 4.3512%.

ارتفعت "بيتكوين" 0.13% إلى 16561 دولارا، بينما ارتفعت "إيثر" 0.26% إلى 1192.6 دولارا

في غضون ذلك، بلغ العائد على سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات 3.8656% بعدما ارتفع إلى أعلى مستوى في أكثر من شهر عند 3.892% الليلة الماضية. واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة عملات عند 104.28.

وارتفع الدولار الأسترالي 0.16% إلى 0.6751 دولار، بينما تقدم الدولار النيوزيلندي 0.33% إلى 0.6331 دولار. وصعد اليوان الصيني في الخارج بشكل طفيف إلى 6.9932 للدولار.

وفي سوق العملات المشفرة، ارتفعت "بيتكوين" 0.13% إلى 16561 دولارا، بينما ارتفعت "إيثر" 0.26% إلى 1192.6 دولارا رغم أن كليهما في طريقه للانخفاض بأكثر من 60% مع نهاية هذا العام.

شبح العقوبات يهوي بالروبل الروسي لأدنى سعر في 8 أشهر

كما انخفض الروبل الروسي إلى أدنى مستوى في 8 أشهر مقابل الدولار، الخميس، إذ يعاني تحت وطأة التوقعات بأن العقوبات التي تستهدف النفط والغاز الروسي قد تحد من عائدات التصدير.

وهبط الروبل 0.9% مقابل الدولار بحلول الساعة 07:17 بتوقيت غرينتش إلى 72.83، وهو أضعف مستوى له منذ 27 إبريل/نيسان الماضي. كما تراجع 0.7% إلى 76.93 مقابل اليورو، وبنسبة 0.6% أمام اليوان إلى 10.31.

أدنى مستوى لمؤشر الأسهم اليابانية في 3 أشهر

وفي طوكيو، أغلق المؤشر نيكاي الياباني الخميس، على تراجع بعدما هبط لأدنى مستوى في نحو 3 أشهر خلال الجلسة مقتفيا أثر الأداء الضعيف لوول ستريت، وتصدرت أسهم شركات التكنولوجيا ذات الثقل الانخفاضات.

وأغلق "نيكاي" منخفضا 0.93%، بعدما وصل خلال التداولات إلى 25953.92 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ 3 أكتوبر/تشرين الأول. ونزل المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقا 0.72% إلى 1895.27 نقطة.

أسهم كوريا الجنوبية تخسر 25% في 2022

وفي سيول، تراجعت الأسهم في كوريا الجنوبية بنحو 2% في آخر جلسة تداول لها في عام 2022، وسجل المؤشر الرئيسي أسوأ أداء سنوي منذ عام 2008.

وانخفض مؤشر أسعار الأسهم المركب في كوريا الجنوبية (كوسبي) 44.05 نقطة أو 1.93% إلى 2236.4 نقطة بنهاية الجلسة، مسجلا أدنى مستوى إغلاق منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول. وهبط "كوسبي" 24.89% في 2022، وهي أول خسارة سنوية في 4 سنوات.

بورصات أوروبا تتراجع بضغط ارتفاع إصابات كورونا في الصين

وفي أوروبا، تراجعت الأسهم اليوم، وسط تداولات محدودة خلال فترة العطلات، فيما تقترب الأسواق من نهاية عام صعب عانت فيه من توترات جيوسياسية ومخاوف متزايدة من تباطؤ اقتصادي على خلفية قرارات البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة بمعدلات كبيرة.

وتراجع المؤشر ستوكس 600 بواقع 0.4%. وبالنسبة للعام ككل، هبط المؤشر 12.8% حتى الآن.

المساهمون