النفط صاعد عشية الميلاد وروسيا تهدد بتقليص الإنتاج رداً على سقف الأسعار

23 ديسمبر 2022
نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك (فرانس برس)
+ الخط -

تتجه أسعار النفط لاختتام أسبوع ما قبل الأعياد على صعود لافت، فيما برز تطور قد يكون له تأثير في دفعها نحو مزيد من الارتفاع، وتمثل في تهديد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك بأن موسكو قد تقلص إنتاجها من النفط بين 5 و7% مطلع 2023، ردا على سقف السعر.

فقد ارتفعت أسعار النفط، اليوم الجمعة، وسط توقعات انخفاض صادرات الخام الروسية من منطقة البلطيق خلال الشهر الجاري، مما يهدئ المخاوف من أن تؤدي عاصفة شتوية عاتية في الولايات المتحدة للقضاء على نمو الطلب على الوقود في موسم العطلات.

وبحلول الساعة 01:48 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر برميل خام برنت 88 سنتا، بما يعادل 1.1%، إلى 81.86 دولارا. كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 92 سنتا، أو 1.2%، إلى 78.41 دولارا، حسب بيانات "رويترز".

وقد تتراجع صادرات روسيا من نفط البلطيق 20% في ديسمبر/كانون الأول مقارنة بالشهر السابق، بعدما فرض الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع عقوبات وسقفا لأسعار الخام الروسي، وذلك وفقا لمتعاملين وحسابات "رويترز".

المحلل في "أواندا" إدوارد مويا قال إن "أسعار الخام أعلى، إذ يركز المتعاملون في الطاقة على استجابة موسكو للحد الأقصى لأسعار النفط الروسي دون التركيز كثيرا على إلغاء آلاف الرحلات الجوية التي ستعطل السفر في العطلات".

وتقرر إلغاء أكثر من 4400 رحلة جوية في الولايات المتحدة على مدار يومين بسبب العاصفة الشتوية بالتزامن مع موسم السفر لقضاء العطلات الذي يتوقع البعض أن يكون الأكثر ازدحاما على الإطلاق.

وقد تؤدي العاصفة الثلجية لتغيير خطط أصحاب السيارات للسفر بها في عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، مما يحد من استهلاك البنزين. ومع ذلك، قد يرتفع الطلب على زيت التدفئة إذ من المتوقع أن يتسبب الطقس القاسي في انقطاع التيار الكهربائي.

وقال مويا: "ستؤدي العاصفة الثلجية إلى خيبة أمل الكثيرين من المسافرين، لكنها تظهر أننا نقترب من سلوكيات السفر العادية".

ويتجه برنت والخام الأميركي لتحقيق ثاني مكاسب أسبوعية، بدعم من توقعات انتعاش الطلب على النفط في الصين ثاني أكبر مستهلك في العالم. لكن زيادة إصابات كورونا في البر الرئيسي للصين والمخاوف حيال الرفع الجديد لأسعار الفائدة في العالم والركود الذي يحد من استهلاك الوقود، كلها عوامل أدت لكبح مكاسب أسعار النفط.

ومن موسكو، قال ألكسندر نوفاك إن تخفيضات إنتاج النفط الروسي قد تتراوح بين 500 ألف و700 ألف برميل يوميا، كاشفا لأول مرة تفاصيل عن الرد الروسي على سقف الأسعار الذي فرضه الغرب على موسكو بسبب غزو أوكرانيا.

وفرض الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع وأستراليا حدا أقصى لسعر النفط الروسي يبلغ 60 دولارا، وبدأ سريانه في 5 ديسمبر/كانون الأول. وجاء ذلك إضافة إلى الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على واردات الخام الروسي المنقولة بحرا وتعهدات من الولايات المتحدة وكندا واليابان وبريطانيا باتخاذ إجراء مماثل.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس، إنه سيصدر مرسوما خلال الأسبوع المقبل يفصل رد موسكو على سقف الأسعار، فيما قال نوفاك إن المرسوم سيحظر مبيعات النفط والمنتجات النفطية للدول التي تنضم إلى سقف الأسعار والشركات التي تطالب بتطبيقه.

وهذه ليست المرة الأولى التي تلمح فيها روسيا إلى عزمها خفض إنتاج النفط ردا على سقف الأسعار، إذ سبق للرئيس الروسي أن أكد استعداد بلاده لخفض الإنتاج "إذا تطلب الأمر".

وذكّر نوفاك بأن روسيا تعد مرسوما خاصا سيتم إصداره قريبا بشأن رد موسكو على قرار فرض سقف لسعر نفط الخام الذي حددته دول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أنه وفقا لنتائج العام الحالي سينمو إنتاج النفط في روسيا بنسبة 2% إلى 535 مليون طن، كما سيزداد تكرير النفط 5%.

في سياق متصل، كشف نوفاك عن انخفاض جزئي في إنتاج الغاز بحوالي 18-20%، مؤكدا في الوقت ذاته أن روسيا ستقوم بإنتاج 671 مليار متر مكعب من الغاز هذا العام، وبيع حوالي 470 مليار متر مكعب.

ويأتي سقف سعر النفط الروسي إلى جانب الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على واردات الخام الروسي المنقولة بحرا وتعهدات من الولايات المتحدة وكندا واليابان وبريطانيا باتخاذ إجراء مماثل.

المساهمون