يروج النظام السوري لانتعاش قطاع السياحة في المناطق الخاضعة لسيطرته باعتبارها رافدا اقتصاديا لا يمكن الاستغناء عنه، في الوقت الذي يبقى فيه قطاع السياحة خارج دائرة العقوبات الإقتصادية المفروضة على النظام.
وكشفت وزارة السياحة التابعة لحكومة النظام السوري عن أعداد القادمين إلى سورية من العرب والأجانب لغاية يوليو/تموز عبر موقعها الرسمي.
وجاء في بيان الوزارة، الصادر أول من أمس الثلاثاء، أن عدد القادمين إلى سورية من العرب والأجانب لغاية يوليو من العام الحالي، بلغ 727 ألف قادم، منهم 98 ألف أجنبي و629 ألف عربي.
وأشار البيان إلى أن ذلك جاء بعد صدور قرار عن وزارة الداخلية التابعة للنظام، في مارس/آذار عام 2022، بإعادة فتح المعابر الحدودية بعد إغلاق شبه كامل عام 2021 بسبب انتشار كورونا.
وبيّنت الوزارة أن عدد الليالي الفندقية بلغ 500 ألف ليلة، وإجمالي النزلاء حتى نهاية يونيو/حزيران بلغ 130 ألف عربي وأجنبي.
الباحث الاقتصادي لدى "مركز جسور للدراسات" خالد التركاوي قال لـ"العربي الجديد": "قد يكون الرقم صحيحا، لكن هل هؤلاء سياح عمليا، الجواب لا. ففي عام 2019، رصدنا بعض الأرقام، كل من يدخل من المعابر أو المطار يعتبر سائحا. على سبيل المثال، امرأة تعيش مع أبنائها في السعودية عادت إلى سورية، أو شخص عاد من لبنان، والقادمون من أجل السياحة الدينية، كلهم يُحتسبون سائحين".
وأضاف: "على فرض أن الأرقام صحيحة، فالنظام يحاول استغلالها، سواء بتصريف مبلغ 100 دولار أو الضرائب على الأمتعة والرسوم وغيرها، ويحاول قدر الإمكان أن يبتز السوريين العائدين، وفق ما تأكدت من أكثر من شخص، وهم مطالبون بدفع مبالغ مالية منذ وصولهم إلى المطار أو أي معبر آخر".
وتابع: "وبعدها يتعرضون للابتزاز على الحواجز أيضا، وإلى أن يصل الشخص إلى مقصده يكون قد دفع ما بين 50 و60 ألف ليرة سورية على أقل تقدير". (الدولار = 4 آلاف ليرة).
وكان وزير السياحة في حكومة النظام السوري محمد رامي مرتيني صرح، خلال مؤتمر صحافي في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بأن عام 2022 سيكون عاما سياحيا أفضل من الأعوام السابقة، مبينا أن أغلب المسارات السياحية أصبحت آمنة.
كما لفت إلى أن حوالى نصف مليون شخص زاروا سورية خلال عام 2021، وبلغت أرباح الفنادق 14 مليار ليرة سورية من حوالي مليون و200 ألف ليلة فندقية.
كما كان الوزير التقى رئيس مجلس الشيوخ في الباراغواي أوسكار روبن فرنانديز، وبحث معه العلاقات السياحية، مشيرا إلى إمكان إقامة برنامج تعاون.
ودعا شعب الباراغواي إلى رؤية سورية عن قرب وما تم إنجازه بعد الحرب، معتبرا أن "نبض الحياة فيها عكس ما تروج له وسائل الإعلام المضللة"، متجاهلا الأزمات الاقتصادية والخدمية التي يعانيها المواطنون في مناطق سيطرة النظام، لا سيما انقطاع الماء والكهرباء ورفع الدعم الحكومي.