- الاستنزاف الشديد لطبقات المياه الجوفية، التي توفر 90% من شبكات المياه بالبلاد، يهدد بضرر لا يمكن إصلاحه للاقتصاد والمجتمع الأميركي، مع تأثيرات متزايدة للانحباس الحراري.
- تحليل "نيويورك تايمز" لمستويات المياه عبر عشرات الآلاف من المواقع يكشف انخفاضًا كبيرًا في نصف المواقع خلال 40 عامًا، مع تسجيل أدنى مستويات على الإطلاق في العقد الأخير.
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الأربعاء، عن أزمة نضوب المياه الجوفية في أميركا التي ستهدد موقعها كقوة عظمى في الزراعة والمنتجات الغذائية. وبحسب التقرير، تختفي طبقات المياه الجوفية في أميركا حيث تستنزفها المزارع والمدن، والتي يمكن أن يستغرق تجديدها آلاف السنين.
وساعدت ثروة المياه الجوفية في أميركا في إنشاء المدن الأميركية الشاسعة وأراضيها الزراعية الوفيرة، والآن يهدر الأميركيون هذا الإرث بسرعة فائقة، وفق الصحيفة الأميركية.
وأثار الانحباس الحراري العالمي القلق "على الأرض وفي السماء"، حيث أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى تكثيف الأعاصير والجفاف وحرائق الغابات. لكن هناك أزمة مناخية أخرى تتكشف الآن، تحت الأقدام وبعيدا عن الأنظار، وفق التقرير، إذ إن العديد من طبقات المياه الجوفية في أميركا التي توفر 90% من شبكات المياه في البلد، والتي حوّلت مساحات شاسعة من أميركا إلى بعض من أكثر الأراضي الزراعية وفرة في العالم، تتعرض للاستنزاف الشديد. وتهدد هذه الانخفاضات بإلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه بالاقتصاد الأميركي والمجتمع ككل.
تحقيق بشأن المياه الجوفية في أميركا
وأجرت صحيفة "نيويورك تايمز" تحليلاً لمستويات المياه المبلغ عنها في عشرات الآلاف من المواقع، وكشفت عن أزمة تهدد الرخاء الأميركي، فقد انخفض ما يقرب من نصف المواقع بشكل كبير على مدى الأربعين عامًا الماضية، حيث جرى ضخ كميات من المياه أكبر مما تستطيع الطبيعة تجديده. وشدد تقرير الصحيفة: "في العقد الماضي، وصلت أربعة من كل عشرة مواقع إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق. وكان العام الماضي هو الأسوأ على الإطلاق".
وأجرت "نيويورك تايمز" فحصاً دام أشهراً لنضوب المياه الجوفية في أميركا وأجرت مقابلات مع أكثر من 100 خبير، وسافرت عبر البلد وأنشأت قاعدة بيانات شاملة باستخدام ملايين القراءات من مواقع الرصد لمستويات المياه الجوفية.
ويكشف التحقيق كيف يتم استنفاد "الموارد الواهبة للحياة" في أميركا في معظم الولايات، وفي كثير من الحالات لا يمكن تعويض هذه المياه المستنزفة بواسطة المزارع الصناعية الضخمة والمدن مترامية الأطراف، وأن طبقات المياه الجوفية في أميركا التي قد تستغرق قرونًا أو آلاف السنين لتكوين مخزون لا يمكن تجديده خلال سنين، حتى إذا تعافت الطبيعة واستمرت مستويات الأمطار على منسوبها الطبيعي.