المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي تحذر من الدوحة: المجاعات في المنطقة وصلت لأعلى مستوياتها

01 أكتوبر 2023
سينجيندو: 23 دولة في المنظمة تعتبر من الدول الأقل دخلاً (العربي الجديد)
+ الخط -

انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الأحد، أعمال المنتدى الثاني رفيع المستوى حول الأمن الغذائي للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، ويستمر ثلاثة أيام.

وقال المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو"، عبد الحكيم الواعر، إنّ المجاعات في المنطقة وصلت إلى أعلى مستوياتها عام 2022، لافتاً إلى أنّ عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية بلغ 59.9 مليوناً، بزيادة 75.9%، عن عام 2000، ما يشكّل نحو 13% من السكان بارتفاع 9% عن المعدل العالمي.

وبيّن الواعر، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أنّ انعدام الأمن الغذائي الحاد أثر على أكثر من 100 مليون شخص، بما يشكّل 60% من سكان المنطقة، موضحاً أنّ هناك 61 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد بزيادة 4 ملايين عن عام 2021.

ولفت إلى أنّ هذه التعقيدات تتأثر بالنزاعات والتغير المناخي، وأزمة أسعار الغذاء التي تتزايد حول العالم، وكذلك التباطؤ الاقتصادي والاضطرابات الاجتماعية، وعدم المساواة في الدخل التي تعد المحرك الأساسي لانعدام الأمن الغذائي.

وفي كلمته الافتتاحية، اعتبر وزير البلدية القطري، عبد الله بن عبد العزيز السبيعي، أنّ المنتدى "منصة مهمة لمناقشة قضايا الأمن الغذائي وتطوير الزراعة ضمن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والذي يعكس الالتزام المشترك بالبحث عن الحلول المستدامة للتحديات".

وأوضح  أنّ جدول أعمال المنتدى يتضمن العديد من الجلسات والمناقشات التي تهدف إلى تعزيز الأهداف المشتركة، من خلال عقد ثلاثة منتديات فرعية: الأول منتدى دور المجتمع المدني في تعزيز الأمن الغذائي، والثاني منتدى التكنولوجيا الزراعية المتقدمة ودورها في تعزيز الأمن الغذائي المستدام، والثالث منتدى الاتحاد الإسلامي للصناعات الغذائية حول تعزيز أسواق الغذاء في دول منظمة التعاون الإسلامي.

وشدد وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري التونسي، محمود إلياس حمزة، على أهمية التركيز على تحقيق التنمية والاكتفاء الذاتي قدر المستطاع لتحقيق الأمن الغذائي، خاصة في ظل ما يشهده العالم حالياً من أزمات وتحولات عميقة ومتسارعة على أصعدة شتى، لا سيما ما يتعلق بالارتفاع غير المسبوق لأسعار المواد الغذائية الأساسية والطاقة والوقود، فضلاً عن التغيرات المناخية وحالات الجفاف في بعض البلدان، والضغط المتزايد على الموارد الطبيعية وتأثيراتها ومخاطرها وانعكاساتها على قطاع الزراعة، وتأمين الغذاء للشعوب.

بدوره، نبّه مساعد وزير الزراعة في كازاخستان، آربول تازهوريكوف، إلى أنّ المنتدى يعكس اهتمام المجتمع الدولي بقضية الأمن الغذائي، موضحاً أنّ الوضع يتفاقم بسبب التغير المناخي، وتراجع الاستثمارات في الزراعة، الأمر الذي يظهر حاجة المجتمع الدولي للتعاون مع الحكومات والقطاع الخاص.

أما الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بمنظمة التعاون الإسلامي، أحمد كويسا سينجيندو، فشدد على أهمية الموضوعات التي يناقشها المنتدى والمتعلقة بالأمن الغذائي ومشكلات الإمدادات، التي تسببت فيها النزاعات المسلحة وتأثيرها على ارتفاع أسعار السلع والمنتجات الغذائية، لا سيما في الدول الهشة والضعيفة بالمنظمة.

ولفت إلى وجود 23 دولة في المنظمة تعتبر من الدول الأقل دخلاً، والتي تطلب مساعدات التزود بالمواد الغذائية، وأن نسبة سكان الدول الأعضاء بالمنظمة الذين يعانون من سوء التغذية وصل عام 2022 إلى 2.8%.

ووصف مدير إدارة العلوم والبحث العلمي، في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم محمد سند أبو درويش، في حديث لـ"العربي الجديد"، المنتدى بـ"القيّم جداً"، إذ يتيح الفرصة لأصحاب الرأي والقرار والباحثين في مجال الأمن الغذائي للتباحث والتشاور حول قضية الأمن الغذائي بحضور عدد كبير من المنظمات والمؤسسات والهيئات الدولية والعربية والإسلامية المهتمة، مشيراً إلى أنّ الأمن الغذائي هو من مواضيع الساعة التي تحتاج إلى تضافر الجهود العربية والإسلامية والعالمية لتحقيق مفهوم الأمن الغذائي الذي يشكل حيزاً كبيراً وأساساً في حياة الإنسان.

ورأى أنّ تحدي الأمن الغذائي الآن "هو من التحديات الكبيرة جداً وخاصة في ظل الأزمات التي يواجهها العالم، سواء أزمات التغير المناخي وما يليه من تأثيرات على إنتاجية الغذاء وأمن الغذاء في العالم بشكل عام، وتأثير النزاعات كذلك على مفهوم وأساسيات الأمن الغذائي".

وكشف أبو درويش، لـ"العربي الجديد"، أنّ المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وبالتعاون مع المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، وعدد من المنظمات المعنية، ستعقد يوم 20 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، في مقر المنظمة بتونس، "مؤتمر الأمن الغذائي في الدول العربية خلال الأزمات وما بعدها"، لافتاً إلى أنّ المؤتمر سيتناول عدداً من المحاور الرئيسة؛ ومن أبرزها كيفية التعاون عالمياً لمواجهة تحديات الأمن الغذائي، وطرق استخدام التكنولوجيات الحديثة في سبل تطوير الزراعات التي تحقق الأمن الغذائي، ومفهوم الأمن الغذائي وتداخله مع مفهوم الصحة والطاقة والمياه كوحدة واحدة.

ويشارك في المنتدى، الذي تنظمه وزارة البلدية القطرية بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، أكثر من 100 مشارك، و60 متحدثاً.

ويغطي المنتدى موضوعات مثل تطوير قطاعات الأغذية الوطنية، والاستثمارات في صناعة الأغذية، ومشاريع الأغذية الزراعية في جميع أنحاء المنطقة.

المساهمون