يُعَدّ المغرب رائداً في تركيب وتجميع السيارات وصناعة بعض أجزائها، بحيث ينتج 700 ألف سيارة سنوياً، يُصدَّر 90% منها، معظمها إلى أوروبا. فقد أنتج أول سيارة محلية من شركة "نيو موتورز" تحت اسم "نيو"، ويتوقع إنتاج 27 ألف وحدة سنوياً، وأعلن النموذج الأولي لمركبة تعمل بالهيدروجين تحت اسم "نامكس".
ففي منتصف مايو/ أيار الماضي، كشف المغرب عن أول سيارة محلية الصنع تحمل اسم "نيو"، لتدخل البلاد مصافّ الدول المنتجة في القطاع، بعد سنوات من التجربة في التركيب والتجميع، وجلب استثمارات لشركات دولية.
ويتوافر البلد على 10 منظومات صناعية مرتبطة بصناعة السيارات، تتعلق بالأسلاك الكهربائية والميكانيك والبطاريات والمقاعد وإطارات السيارات.
وتحاول المملكة تحقيق منظومة متكاملة تمكنها من تصنيع سيارة محلية بنسبة 100%، وهو ما أُعلِن الشهر الماضي.
سيارة مغربية محلية الصنع
في منتصف مايو 2023، أعلن المغرب إنتاج أول سيارة محلية الصنع تحت اسم "نيو"، وحينها ترأس الملك محمد السادس في الرباط، حفل تقديم نموذجها، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
وصناعة سيارة مغربية مسألة مبتكرة على المستوى العربي، ومن شأنها تعزيز علامة "صُنع في المغرب"، وتدعيم مكانة المملكة منصة تنافسية لإنتاج السيارات.
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية، أن السيارة أنتجتها شركة "نيو موتورز"، وهي شركة برأس مال مغربي.
وقامت "نيو موتورز" بإحداث وحدة صناعية بعين عودة (قرب العاصمة الرباط)، لتصنيع سيارات موجهة للسوق المحلية وللتصدير.
ويتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية 27 ألف وحدة، بنسبة إدماج محلي تصل إلى 65%.
سيارة مغربية عاملة بالهيدروجين
وفي اليوم نفسه، أعلنت المملكة النموذج الأولي لمركبة تعمل بالهيدروجين، طوّرها مواطن مغربي، وأطلق عليها اسم "نامكس".
وطورت هذه السيارة شركة "NamX نامكس"، التي أطلقت عليها مركبة الهيدروجين النفعية HUV Hydrogen Utility Vehicle.
وصُمِّمَت المركبة بشراكة مع المكتب الإيطالي للتصميم والمتخصص في هياكل السيارات "بينينفارينا"، وقد أبدعَت التصميمَ الداخلي للمركبة كفاءاتٌ مغربية.
السيارات الكهربائية في المغرب
وفي يونيو/ حزيران 2020، أعلنت الشركة الفرنسية "ستروين" تصنيع أول سيارة كهربائية بمصنعها في مدينة القنيطرة شماليّ المغرب.
وفي 21 ديسمبر/ كانون الأول 2020، كشف المغرب عن نموذج محطة لشحن السيارات الكهربائية، أُنتِجَت محلياً.
وقالت وزارة الصناعة والتجارة في بيان آنذاك، إن "محطة الشحن تُعَدّ ثمرة مشروع بحث طُوِّر بطلب من صنّاع قطاع السيارات".
وخلال سبتمبر/ أيلول 2021، أعلنت وزارة الصناعة والتجارة المغربية، بدء تصنيع أول سيارة كهربائية لشركة "رونو" بمصنع طنجة شماليّ البلاد.
المغرب قبلة للاستثمار في السيارات
وتحول المغرب إلى قبلة هامة لشركات السيارات الأوروبية والآسيوية، عبر إقامة نقاط لتصنيع وتجميع المركبات في سوق واعدة، شهدت تطوراً متسارعاً منذ مطلع الألفية الجديدة.
وخلال مايو 2021، قالت وزارة الصناعة والتجارة إن المملكة تحتل المرتبة الثالثة عالمياً من حيث التنافسية في صناعة السيارات، بعد الهند والصين.
وأضافت الوزارة، في تقرير لها، أن البلاد تعمل على تقوية تنافسية القطاع والاقتراب من الصين، والوصول إلى مستوى الهند في التنافسية.
وأشارت إلى أن المغرب يضم 251 معملاً لصناعة السيارات، توظف أكثر من 160 ألف شخص.
وأوضح وزير الصناعة رياض مزور، في سبتمبر/ أيلول 2022، أن المملكة باتت تصدّر أجزاء السيارات لنحو 70 وجهة عالمية، معتبراً ذلك "نجاحاً" حققته مجموعة "رونو" المغربية.
وشدد على ضرورة إبقاء المغرب ضمن البلدان "الأكثر تنافسية" في صناعة السيارات، حيث يحتل المركز الثالث عالمياً في هذا المجال.
وأكد مزور قدرة المجموعة على القيام بمشاريع جيدة، مبيناً أنها أثبتت مكانتها عالمياً بعد مرور 10 سنوات على إنشاء مصنع "رونو".
وأشار إلى أن المغرب يتصدر قائمة الدول المصدرة لمنتجات السيارات إلى أوروبا، من خارج دول الاتحاد الأوروبي، منافساً بذلك دولاً كبرى (لم يسمّها).
(الأناضول)