المغرب: منتجو الدجاج يشتكون من غلاء الأعلاف

يطالب مربو دواجن في المغرب بخفض أسعار الأعلاف التي يرى منتجون أنّها لا تكفّ عن الارتفاع، رغم تراجع أسعار المدخلات في السوق الدولية.

وقد راسلت "الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم"، جمعية مصنعي الأعلاف المركبة، مطالبة إياها بخفض أسعار الأعلاف بما يساير المدخلات في السوق الدولية.
ولاحظ رئيس الجمعية الوطنية لمربي الدجاج محمد عبود في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ أسعار الأعلاف تسجل ارتفاعاً كبيراً في السوق الوطنية، رغم انخفاض أسعار المدخلات في السوق الدولية.

ويؤكد عبود أنّ الأعلاف تتدخل بنسبة 70% في تكلفة إنتاج الدجاج وتلك نسبة مرتفعة في نظره، ما يساهم في زيادة الأسعار في سوق الدواجن للتجزئة. وأضاف رئيس الجمعية أنّ أسعار الذرة تراجعت منذ شهر يوليو/ تموز الماضي خمسين دولاراً وانخفضت أسعار فول الصويا سبعين دولاراً، ما دفع شركات في بلدان أخرى إلى خفض أسعار الأعلاف المركبة.
وتطالب "الجمعية الوطنية لمربي الدجاج" بخفض أسعار الأعلاف، بما يساير المستوى الذي بلغته المدخلات في السوق الدولية، مثل الذرة وفول الصويا، معتبرة أنّ ذلك سيساعد في تخفيف الضرر عن منتجي الدواجن.

أسواق

التحديثات الحية

"أوميكرون" يضع أسواق المغرب على أبواب انتكاسة جديدة

وتأتي مطالبة المربين بخفض أسعار الأعلاف المركبة خلال الفترة الأخيرة، في سياق متسم بارتفاع أسعار الدواجن في سوق التجزئة، إذ تعدت في الفترة الأخيرة دولارين للكيلوغرام الواحد في بعض الأسواق.
ويشير عبود إلى أنّ ارتفاع تكاليف الأعلاف، بالإضافة إلى الكتاكيت، ساهم في عدم انخفاض أسعار الدجاج، بشكل كبير بعد الصيف، إذ تصل حالياً إلى 1.5 دولار للكيلوغرام في الضيعات (وحدات بيع بالجملة) ودولارين في سوق التجزئة.

ويؤكد أنه لو تم الالتزام بالتحكم في تكاليف الإنتاج، عبر أسعار معقولة للأعلاف والكتاكيت، لكانت الأسعار في مستوى منخفض على غرار ما تعرفه بلدان أوروبية. وتدعو "الوطنية لمربي الدجاج" إلى مراجعة منتجي الأعلاف المركبة ديون المربين المتضررين وإعادة جدولتها لتمكينهم من الاستمرار في تربية وإنتاج الدجاج في ظروف ملائمة.
تأتي الدعوة لإعادة جدولة الديون التي توجد في ذمة المربين تجاه منتجي الأعلاف كون العديد من المربين يعانون من صعوبات مالية. فقد اضطر بعض المنتجين الصغار للتوقف عن الإنتاج، نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف، حسب عبود.

تأتي الدعوة لإعادة جدولة الديون التي توجد في ذمة المربين تجاه منتجي الأعلاف كون العديد من المربين يعانون من صعوبات مالية

ولم ينشغل المنتجون بالأسعار فقط، بل إنّهم يدعون إلى الحرص على مراعاة معايير الجودة في توفير الأعلاف، وهو ما كان من مبررات الوقفة الاحتجاجية التي نظمت في الثالث من شهر أغسطس/ آب الماضي أمام مقر وزارة الزراعة بالرباط.
ويعتبر أنّ التشديد على جودة الأعلاف يجد مبرره في كون تأمين أعلاف لا تتوفر فيها البروتينات الكافية ينعكس سلباً على نمو الدواجن، ما يؤثر على إيرادات المربين.

كان المغرب أبرم عقوداً مع المنتجين منذ حوالي أربعة عشر عاماً من أجل النهوض بقطاع تربية الدواجن. وتشير بيانات وزارة الفلاحة والصيد البحري إلى أنّ القطاع بات ينتج 635 ألف طن من اللحوم بعد إنجاز أهل القطاع استثمارات في حدود 1.3 مليار دولار، الأمر الذي ساعد في تحقيق معاملات بلغ حجمها 2.74 مليار دولار.

ويعاني الشارع المغربي من ارتفاعات كبيرة في أسعار مختلف السلع، خلال الفترة الأخيرة، إذ قالت المندوبية السامية للتخطيط (الهيئة الرسمية المكلفة بالإحصاء) في بيان، إنّ معدل التضخم السنوي بالمغرب ارتفع 7.7 بالمائة في يوليو /تموز 2022. وأرجعت صعود التضخم لارتفاع أثمان المواد الغذائية 12 بالمائة والمواد غير الغذائية 5 بالمائة، على أساس سنوي.

وعلى أساس شهري، سجل معدل التضخم ارتفاعاً بمقدار 0.9 بالمائة خلال الشهر الذي الماضي، مقارنة بالشهر السابق عليه.