المغرب: المقاهي والمطاعم تستنجد بـ"رمضان".. وتهديد بالإضراب

06 ابريل 2021
خسائر باهظة تكبّدتها المقاهي بسبب كورونا (جلال مرشدي/الأناضول)
+ الخط -

تسود حالة من الترقب والقلق بين العديد من المستثمرين في المغرب حول القرارات التي قد تتخذها الحكومة حول الأنشطة التي يزاولونها في رمضان، في ظل تردد الشائعات التي تتراوح بين مرجحة لتشديد التدابير الاحترازية وبين تلك التي تفيد باحتمال منع التنقل بعد الإفطار.
ونبهت التنسيقية الوطنية للهيئات المهنية الأكثر تمثيلية، التي تضم جمعيات ممثلة لتجار ومهن حرة، أول من أمس، إلى ما تعتبرها آثارا وخيمة لأي إغلاق محتمل لقطاع المقاهي والمطاعم والوجبات الخفيفة خلال شهر رمضان المقبل.
وكشفت الجمعية المغربية لأرباب المقاهي والمطاعم، من جانبها، عن اتجاه النية نحو تنظيم إضراب يوم الجمعة المقبل، حيث تريد لفت الانتباه للصعوبات التي يواجهها أصحاب المقاهي بسبب تداعيات الأزمة الصحية.
ويسعى أصحاب المقاهي والمطاعم، من وراء ذلك الاحتجاج الذي يعتزمون تنظيمه إلى دفع السلطات لتحديد ما سيكون عليه الوضع في شهر رمضان، حيث ينتظرون أجوبة حول ما إذا كان سيقدمون خدماتهم قبل وبعد الإفطار.
أوضح رئيس الجمعية المغربية لأرباب المقاهي والمطاعم، نورالدين الحراق، لـ"العربي الجديد"، أن المهنيين يتطلعون إلى قرار من السلطات حول نشاطهم في رمضان، الذي تصل فيه إيراداتهم إلى 40 في المائة مقارنة بإيرادات الفترات العادية المتبقية.
ويشدد الحراق على أن رقم معاملات أرباب المقاهي تهاوى في بعض الأحيان إلى 70 في المائة في سياق الأزمة الصحية، التي أفضت إلى إغلاق المحلات في فترة الحجر الصحي والطوارئ الصحية التي سنها المغرب في العام الماضي.
وكانت الفيدرالية المغربي للفرانشيز والتجار، أكدت أن المطاعم والمقاهي تكبدت خسائر مالية كبيرة في العام الماضي، ملاحظة على لسان رئيسها محمد الفن، أن 30 في المائة من المقاهي والمطاعم لم تستعد نشاطها في ظل الجائحة وسجلت فقدان 10 في المائة من فرص العمل.

وينتظر أن يؤثر إغلاق المقاهي والمطاعم في رمضان، إذا لم توافق قرارات السلطات العمومية مطالب المهنيين، على قطاعات أخرى، يرتبط نشاطها بهذين النشاطين، مثل المخابز التي تزودها بالخبز والحلويات.
ولم يبق منتجو الخبز والحلويات بمنأى عن القلق الذي ينتاب أرباب المقاهي والمطاعم، حيث يعولون على تدابير مخففة في شهر رمضان من أجل تعظيم أرقام مبيعاتها، بعد تراجع نشاطها بفعل تدابير الحجر الصحي والطوارئ الصحية، خاصة أن ذلك الشهر يكثر فيه الطلب على منتجاتها.
ودأبت المخابز منذ انتشار الفيروس وما واكبه من تدابير حتى بعد رفع الحجر الصحي، على مطالبة الحكومة ببلورة تدابير تمكنها من محاصرة الخسائر التي تكبدتها في العام الماضي.
وتدعو الجامعة الوطنية للمخابز والحلويات، بمناسبة شهر رمضان، حسب ما يوضحه رئيسها الحسين أزاز، إلى نوع من المرونة على مستوى مواعيد الإغلاق، حيث تتطلع إلى الإقفال ساعة قبل الإفطار.
وتراهن المخابز على تحديد طريقة اشتغالها في شهر رمضان أياما قبل حلوله، حتى تتزود بالمواد الأولية الكافية تبعا لمواقيت الإقفال في ذلك الشهر، بعدما فرض على المخابز الإغلاق ثلاث ساعات قبل الإفطار في العام الماضي.
وأكد وزير الصحة، خالد أيت الطالب، في تقرير قدمه خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة، على أن الحكومة تتشاور مع اللجنة العلمية الوطنية ومع القطاعات التي يهمها الأمر بهدف اتخاذ تدابير بتزامن مع رمضان، تستحضر سلامة المواطنين والوضعية الاقتصادية.
وكشفت لجنة اليقظة الاقتصادية، في نهاية الأسبوع الماضي، تمديد تقديم دعم للعاملين في بعض القطاعات حتى يونيو/ حزيران المقبل، بالموازاة مع مواصلة ضمان قروض الشركات. تشير وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، إلى أن الدعم المحدد في 210 دولار في الشهر، يشمل أكثر من 100 ألف أجير في السياحة والمطاعم وغيرها.

المساهمون