المغرب: أسعار الغذاء والسولار ترهق الأسر

10 نوفمبر 2022
ارتفاع مؤشر أسعار الغذاء بنسبة 14.7% (جلال مرشدي/الأناضول)
+ الخط -

ينتظر أن تنشغل الأسر المغربية أكثر بأسعار الغذاء والوقود التي ارتفعت في الأشهر الأخيرة، فيما ستراقب سوق الملابس بحثاً عن عروض تستجيب لقدرتها الشرائية.
ورغم تأكيد وزير الموازنة فوزي لقجع، الإثنين الماضي، بمجلس النواب، أنّ الدولة ستواصل دعم السكر والدقيق وغاز الطهو، عبر رصد 2.6 مليار دولار، والاستعداد لتعبئة مواد أخرى لمواجهة المستجدات الاستثنائية، إلّا أنّ ذلك لا يستأصل القلق من الزيادات التي تعرفها بعض السلع والخدمات بفعل التضخم المستورد (عبر السلع المستوردة) والذي أضحى جزء منه ذا مصدر محلي.
وما زال الإقبال على الملابس الشتوية ضعيفاً في هذه الفترة من العام. فارتفاع درجات الحرارة في هذا الفصل وتأخر التساقطات المطرية في الخريف جعلا العديد من الأسر تتريث في تأمين الملابس، حسب ما يلاحظه توفيق فرتوت، المسؤول عن محل لتجارة الملابس بالدار البيضاء.

ويرجح أن تنتظر بعض الأسر، بخاصة المتوسطة، إلى غاية موسم التنزيلات الذي ينظم عادة في مستهل يناير/ كانون الثاني المقبل، غير أنّ ذلك يبقى مرتهناً، حسب رأيه، بالقدرة الشرائية التي تضررت بفعل ارتفاع الأسعار في الأشهر الأخيرة.

وقد تجلى من بحث الظرفية الذي تصدره المندوبية السامية للتخطيط (حكومية) تراجع مؤشر ثقة الأسر إلى أدنى مستوى له منذ خمسة عشرة عاماً، إذ إن 53.5 في المائة منها أكدت أن إيراداتها تغطي مصاريفها، بينما تفيد 43.7 في المائة بأنها استنزفت مدخراتها أو اضطرت للاقتراض.

وتعبر 89 في المائة من الأسر عن عدم قدرتها على الادخار في الأشهر الاثني عشر المقبلة. ويأتي ذلك في سياق ارتفاع معدل التضخم الذي وصل إلى 8.3 في المائة، متأثراً بارتفاع مؤشر أسعار الغذاء بنسبة 14.7 في المائة ومؤشر أسعار السلع غير الغذائية بنسبة 4.4 في المائة.

وإذا كانت الأسر في ظل الصعوبات المعيشية التي تعرفها، يمكن أن تنتظر إلى حين ظهور فرص مواتية في السوق من أجل تأمين ملابس الشتاء، فإنّها تنشغل أكثر بتوفير الغذاء وبأسعار الوقود، حسب ما يؤكد الاقتصادي المغربي علي بوطيبة، لـ"العربي الجديد".

يشير تجار في السوق إلى أنّ بعض السلع مثل القطنيات التي يرتفع الطلب عليها في الشتاء في المغرب تصعد أسعارها في السوق في ظل تراجع الإنتاج المحلي

ويتجلى من بحث للمندوبية السامية للتخطيط أن الانشغال بالغذاء دفع 99.1 في المائة من الأسر إلى ملاحظة أن أسعاره ارتفعت خلال الاثني عشر شهراً الأخيرة.

وهي أسعار تترقب 76.4 في المائة من الأسر تواصل ارتفاعها في الأشهر الاثني عشر المقبلة. ويسجل بوطيبة أنّ انشغال الأسر بالغذاء، يؤججه الجفاف الذي عرفه المغرب في الموسم الأخير، والذي أفضى إلى تراجع محصول الحبوب وتأثر إنتاج بعض اللحوم والحليب، بما كان لذلك من تأثير على الأسعار في سوق التجزئة.
ويشير تجار في السوق إلى أنّ بعض السلع مثل القطنيات التي يرتفع الطلب عليها في الشتاء في المغرب تصعد أسعارها في السوق في ظل تراجع الإنتاج المحلي واللجوء إلى تأمين الحاجيات عبر الاستيراد. كما سيؤدي ضعف التساقطات المطرية وارتفاع أسعار الكلأ (الأعلاف) إلى تراجع عرض السلع الغذائية كما تجلى في الأشهر الأخيرة، بما لذلك من دور في زيادة الأسعار.
وينتظر أن تتأثر أسعار السلع في الفترة المقبلة كذلك بمستوى أسعار السولار، التي ما فتئت الأسر تراقب مؤشراتها في الفترة الأخيرة، ما دامت تجاوزت 1.65 دولار للتر الواحد، بما لذلك من تأثير على نقل الأفراد والسلع، رغم الدعم الذي توفره الدولة لمهنيي النقل.
كلّ ذلك يدفع الكاتب العام لاتحاد النقابة الوطنية للبترول والغاز، الحسين اليماني، إلى التعبير في حديثه لـ"العربي الجديد" عن تخوفه من ارتفاع سعر السولار إلى دولارين للتر الواحد في الفترة المقبلة بالنظر إلى تطور مستوى سعر الخام في السوق الدولية. هذا ما يبرر في نظره الدعوة إلى خفض أسعار الوقود عبر وضع سقف للمواد المعدة للبيع للسكان والموزعين.

المساهمون