المصافي الآسيوية تتجه لتقليل واردات النفط السعودية بعد زيادة الأسعار وخفض الإنتاج

06 يونيو 2023
مصافي النفط الصينية والهندية ستتجه للخام الروسي الرخيص (Getty)
+ الخط -

توقع متعاملون، اليوم الثلاثاء، أن "تستورد مصافي التكرير الآسيوية نفطاً أقل من السعودية في شهر يوليو/ تموز، وتشتري مزيداً من الشحنات الفورية، كتلك التي من الإمارات، بعد أن رفعت أكبر دولة مُصدرة للنفط في العالم الأسعار بشكل غير متوقع، وتعهّدت بخفض الإنتاج".

ورفعت السعودية سعر البيع الرسمي لشهر يوليو لخامها العربي الخفيف الرئيسي للمشترين الآسيويين إلى أعلى مستوى في 6 أشهر، غداة إعلانها من جانب واحد التطوع بخفض الإنتاج مليون برميل أخرى يومياً في يوليو/ تموز خلال اجتماع "أوبك+" يوم الأحد.

وسينخفض إنتاج السعودية إلى 9 ملايين برميل يومياً في يوليو/ تموز من نحو 10 ملايين برميل يومياً في مايو/ أيار، وهذا أكبر انخفاض منذ سنوات.

وعلى النقيض، سُمح لدولة الإمارات برفع أهداف الإنتاج بنحو 200 ألف برميل يومياً إلى 3.22 ملايين برميل يومياً، مما يحافظ على وفرة الإمدادات من شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في آسيا.

وأكد متعاملون لوكالة "رويترز" أن التحول في الإمدادات قد يعزز الأسعار الفورية، ويحسن الطلب على الدرجات الأخرى، مثل خام مربان الرئيسي لشركة أدنوك وخام زاكوم العلوي اللذين يشكلان الجزء الأكبر من صادرات الإمارات.

وقال متعامل في شركة تكرير في شمال آسيا إن "أرامكو" السعودية حددت سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف أعلى بدولارين من خام دبي القياسي، وأعلى بنحو دولار واحد للبرميل من سعر البيع الرسمي لخام مربان المماثل في الجودة.

ورجح متعاملون أن يخفض المشترون الآسيويون حجم الخام العربي المتوسط وربما الخفيف عند ترشيح إمدادات تحميل شهر يوليو /تموز، وهو ما سيتماشى مع تعهد "أرامكو" السعودية بتعميق تخفيضات إنتاجها.

ويمكن أن يؤثر ارتفاع أسعار الخام السعودي، الذي يمثل أكثر من خُمس واردات آسيا، على هوامش أرباح معامل تكرير النفط الآسيوية.

وأشار متعاملون إلى أنه في حين أن للصين والهند خيار شراء النفط الروسي الأرخص ثمناً، بدلاً من الخام السعودي، فقد لا تتمتع مصافي التكرير الآسيوية الأخرى بالمرونة للقيام بذلك.

وقال متعامل مقيم في سنغافورة إن زيادات الأسعار تشير إلى أن السعوديين جادون بشأن تخفيضات الإنتاج.

توقعات بعدم ارتفاع أسعار النفط

في السياق، قال محللون في "سيتي" إن من غير المرجح أن يؤدي خفض السعودية إنتاجها من النفط بواقع مليون برميل يومياً إلى "زيادة مستدامة في الأسعار" في نطاق أعلى من 80 دولاراً وأقل من 90 دولاراً، بسبب ضعف العوامل الأساسية التي تشير إلى انخفاض الأسعار بنهاية العام.

وصعد خام برنت بنحو 2.60 دولار، أمس الاثنين، بعد أن قالت السعودية، التي تقود منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) فعلياً، وأكبر مصدر للنفط الخام في العالم، إنها ستخفض إنتاجها ​​بواقع مليون برميل يومياً، لتصل إلى تسعة ملايين في يوليو/ تموز.

ومع ذلك، تراجعت أسعار النفط عن مكاسبها لتنخفض اليوم الثلاثاء.

وتوقع محللو "سيتي" في مذكرة أن "يتحرك متوسط ​​الأسعار الفصلية في نطاق محدود إلى حد ما،وسيبلغ في المتوسط ​​81 دولاراً لبرنت في كل من النصف الأول والنصف الثاني، لكن مع احتمال أن يتراوح بين 72 دولاراً و90 دولاراً".

وأشار محللو البنك إلى أن "بعض العوامل، مثل ضعف الطلب وتزايد الإمدادات من خارج منظمة أوبك بحلول نهاية العام والركود المحتمل في الولايات المتحدة وأوروبا وتراجع النمو في الصين، قد تؤدي إلى انخفاض الأسعار بدلاً من ارتفاعها هذا العام وفي العام المقبل".

ووصل إجمالي تخفيضات تحالف "أوبك+"، الذي يضم "أوبك" وحلفاء بقيادة روسيا، الآن إلى 3.66 ملايين برميل يومياً، بما يعادل 3.6% من الطلب العالمي، بغية الحد من الإمدادات حتى عام 2024، مع سعي التكتل لتعزيز أسعار النفط المتراجعة.

وقال "سيتي" إن "الأمر سيتطلب تنسيقاً أفضل بين منتجي "أوبك+" لتقليص المعروض في الأسواق، واحتمال أن تتعامل السعودية مع هذا الأمر بمفردها وبشكل دائم منخفض للغاية".

وأشارت المذكرة إلى أنه إذا "أبقت السعودية على حجم إنتاجها عند 9 ملايين برميل يومياً طوال الربع الثالث، فإن العجز خلال هذه الفترة سيزيد إلى أكثر من مليون برميل يومياً، وسيؤدي إلى توازن أسواق النفط العالمية بشكل كبير هذا العام، ولكن الأسواق ستشهد فائضاً كبيراً في 2024".

وقال محللون آخرون إن "النقص العالمي في الإمدادات قد يتفاقم في الربع الثالث بعد خفض السعودية إنتاجها، وقد يدفع أسعار برنت صوب 100 دولار للبرميل بنهاية العام".


(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون