المركزي الصيني يتحرك لكبح جماح سوق السندات

01 يوليو 2024
مقر البنك المركزي الصيني في بكين، 1 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- البنك المركزي الصيني يخطط للتدخل في أسواق السندات لمواجهة انخفاض تكاليف الاقتراض إلى أدنى مستوياتها في عقدين، بهدف الحفاظ على استقرار السوق عبر اقتراض السندات السيادية.
- إقبال كبير من المستثمرين على السندات الحكومية الصينية بسبب البحث عن أصول الملاذ الآمن، مما أدى إلى انخفاض العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 2.18%، وهو الأدنى منذ 2002.
- المنظمون الصينيون يعبرون عن قلقهم من "جنون السندات السيادية" ويخططون لبيع السندات في السوق المفتوحة لتحقيق استقرار في العائد وتقليل مخاطر تقلبات أسعار الفائدة، في إطار جهود تحفيز الاقتصاد.

يخطط البنك المركزي الصيني للتدخل بشكل مباشر في أسواق السندات في إشارة إلى تزايد انزعاج المسؤولين من ارتفاع أسعارها، بعد تراجع تكاليف الاقتراض إلى أدنى مستوى لها في عقدين.

وقال بنك الشعب الصيني يوم الاثنين في بيان إنه "سوف يقترض السندات السيادية من المتداولين الأساسيين في السوق المفتوحة في المستقبل القريب"، مشيراً إلى أن القرار تم اتخاذه بناءً على "المراقبة والتقييمات الحكيمة لأوضاع السوق الحالية" من أجل "الحفاظ على التشغيل المستقر لسوق السندات". وجاء بيان المركزي الصيني في الوقت الذي انخفض فيه العائد على السندات الحكومية الصينية لأجل 10 سنوات بنقطتي أساس إلى 2.18%، وهو المستوى الذي تقول بلومبيرغ إنه الأدنى منذ شروعها في تتبع البيانات الصينية في عام 2002.

وتهافت المستثمرون على شراء السندات الحكومية الصينية أثناء بحثهم عن أصول الملاذ الآمن في اقتصاد ضعيف، ما زال يعاني للخروج من ركود طويل، في وقت تضغط فيه أزمة السوق العقارية على العديد من قطاعاته. وقال الخبراء إن بيان بنك الشعب الصيني يشير إلى أنه يتحرك لتهدئة ارتفاع الأسعار في سوق السندات عن طريق بيعها لتخفيف الطلب. وقال تشانغ مينغ، وهو كبير الزملاء ونائب مدير معهد المالية والمصرفية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، وهي مؤسسة بحثية حكومية: "سيصبح بنك الشعب الصيني متداولًا منتظمًا ونشطًا في السوق الثانوية للسندات السيادية في المستقبل"، مضيفًا أن "الحكومة الصينية تسير على الطريق الصحيح لزيادة مبيعات سنداتها السيادية بشكل كبير في السنوات المقبلة".

وارتفعت العائدات على السندات الحكومية الصينية لأجل 10 و30 عامًا بعد البيان إلى 2.2% و2.4% على التوالي، وهو ما يعني تراجع أسعارها. ويشعر المنظمون الصينيون بالقلق إزاء جنون السندات السيادية، إذ حذّر بنك الشعب الصيني في أكثر من مناسبة من أن شهية السوق المفرطة تهدّد بحدوث أزمة مماثلة لأزمة انهيار بنك سيليكون فالي في الولايات المتحدة في العام الماضي. وقال مينج مينج، كبير الاقتصاديين في "سيتيك" للأوراق المالية: "إعلان اليوم يعني أن بنك الشعب الصيني سيبيع السندات السيادية قريبًا في السوق المفتوحة، وهذا سيكون من شأنه أن يساهم في استقرار مستوى العائد على السندات طويلة الأجل، ويحدّ من مخاطر تقلبات أسعار الفائدة".

وقال محافظ بنك الشعب الصيني، بان غونغ شنغ، قبل أسبوعين في منتدى إن البنك مستعد لتداول السندات السيادية في السوق الثانوية. وشدد على أن تداولات المركزي الصيني القادمة للسندات السيادية لا تعادل التيسير الكمّي. وقال بان إنّ "إدراج شراء وبيع السندات الحكومية في أدوات السياسة النقدية لا يعني أننا سنقوم بالتيسير الكمّي". مشيرًا إلى أنّ هذا التداول "من المفترض أن يكون قناة لضخّ الأموال الأساسية وأداة لإدارة السيولة".

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

وارتفعت أسعار السندات الحكومية الصينية بصورة ملحوظة خلال النصف الأول من العام بالتزامن مع تباطؤ النمو الاقتصادي للصين في الأرباع الأخيرة، ما دفع المستثمرين إلى البحث عن أصول أكثر أمانًا مثل سندات الحكومة، وتسبب في ارتفاع أسعارها وخفض العوائد. وبينما بدأت عوائد السندات بالتراجع في أكبر اقتصادات العالم، ازدادت جاذبية سندات الحكومة الصينية. ويمثّل المستثمرون المحليون في الصين، مثل البنوك وشركات التأمين، كبار المشترين للسندات الحكومية، ومع دخول الأموال الساخنة وصناديق التحوّط الضخمة من الاقتصادات الكبرى، يمكن أن يساهم هذا الطلب المتزايد في المزيد من ارتفاع الأسعار.

وتعطي الحكومة الصينية الأولوية للاستقرار، وتتطلع إلى تحفيز الاقتصاد من خلال خفض تكاليف الاقتراض، وهو ما ترى إمكانية تحقيقه عن طريق إصدار سندات بعوائد أقل.

المساهمون