حذر خبراء في الأمن الغذائي مجلس الأمن الدولي من أخطار المجاعة على الاستقرار السياسي في العالم وسط النقص الحاصل في مخزونات القمح العالمية وارتفاع أسعار هذه المادة الأساسية في الأسواق.
وأبلغت خبيرة في الأمن الغذائي مجلس الأمن الدولي بأن العالم لديه مخزونات من القمح تكفيه فقط لمدة 10 أسابيع، بحسب قناة "فوكس 10" الإخبارية الأميركية، وهو ما يعني أن الأمن الغذائي في العالم بلغ مرحلة حرجة لم يشهدها منذ الأزمة المالية العالمية في العام 2008.
وقالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "أغرو انتيليجنس" العالمية المتخصصة في الأمن الغذائي، سارة مينكر"، إن "الغزو الروسي لأوكرانيا لم يبدأ بسبب أزمة الغذاء ولكنها صبت الزيت على نار مشتعلة منذ مدة".
ونبهت مينكر إلى أن "أزمة الغذاء قد لا تنتهي بتوقف الحرب الروسية على أوكرانيا"، مطالبة بجهود أممية لـ"حلحلة هذه الأزمة".
غير أن الخبيرة نفسها تعترف بأن "الحرب الروسية على أوكرانيا فاقمت الأزمة حيث بات العالم يعاني من نقص في الأسمدة ومشاكل في سلاسل الإمداد الغذائي، إضافة إلى العالم يعاني أصلاً من مشكلة جفاف قاسية ضربت العديد من مناطق العالم".
من جانبه، حذر المدير العام لبرنامج الغذاء العالمي بالأمم المتحدة، ديفيد بيرسلي، مجلس الأمن، خلال هذا الأسبوع، من أن "الحرب الروسية أنشأت أزمة غير مسبوقة في أسعار الغذاء نتجت عنها احتجاجات وأعمال شغب في بعض الدول".
وأضاف أن نقص الغذاء وارتفاع أسعاره يهددان بمجاعة في العالم واضطرابات سياسية، حيث إن نحو 47 مليون جائع تمت إضافتهم هذا العام إلى عدد الذين يعانون من المجاعة البالغ عددهم 276 مليون جائع".
ويذكر أن إمدادات العالم من القمح باتت تحت التهديد لأن مجموعة من الأسباب تكاتفت لتخنق إمدادات القمح بالعالم، على رأسها اندلاع الحرب في أوكرانيا والجفاف والفيضانات وموجات الحر التي أدت إلى هبوط الإنتاج.
وقفزت أسعار القمح حول العالم إلى مستوى قياسي في شهر مارس/آذار الماضي عقب غزو روسيا لأوكرانيا، وباتت أغلى بـ80% مما كانت عليه في العام الماضي، وهو ما ساهم في دفع تكاليف الغذاء حول العالم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.