لم يتوقع السوري حسن المحمد أن يخسر خلايا النحل التي يملكها دفعة واحدة، مؤكدا أنه لا يملك خبرة كافية في تربية النحل على اعتبار أن هذه أول تجربة له في هذا المجال، لكنه اكتشف أن ما وقع معه حصل لكثيرين.
يقول المحمد، لـ"العربي الجديد": "اعتقدت للوهلة الأولى أن الخطأ من جهتي، وأنه ربما أغفلت أحد الأساسيات المهمة في التربية، وحين استفسرت أكثر عن الموضوع علمت أنها جائحة أصابت الجميع".
ويضيف المحمد: "لاحظت أن حركة النحل ضعيفة جداً، فتحت باب إحدى الخلايا لتفقد النحل، ظننت للوهلة الأولى أن الحرارة المرتفعة تمنع النحل من مغادرة الخلايا، لكن تفاجأت بموت كامل الخلية، وهذا ما حدث مع الخلايا الخمس الأخرى".
تواصل المتحدث ذاته مع أحد المختصين وشرح قصته، فأخبره أنه الشخص الثالث الذي يحدثه هذا اليوم، وأن ارتفاع درجات الحرارة الذي تعرضت له المنطقة أدى لموت أعداد كبيرة من المناحل.
أما سليمان العبد الله، وهو مربٍّ من سهل الروج غرب إدلب، فقد كانت خسارته أكبر بكثير، لكن لسبب آخر.
يقول سليمان لـ"العربي الجديد" إنه خسر أكثر من مائة خلية نحل في يوم واحد نتيجة رشّ مزارعي المنطقة مزروعاتهم بالمبيدات الحشرية، والتي تعتبر سامة جداً بالنسبة للنحل، ما أدى إلى موت كامل النحل الذي كان يرعى في تلك المزارع.
ويضيف سليمان: "من حق المزارع أن يكافح الحشرات التي تتغذى على ثماره وتتلف المواسم، لكن بطريقة المكافحة هذه انعكس الضرر على كامل مربي النحل في المنطقة، ولا نعلم من سيعوض خسارتنا الهائلة، إذ يبلغ سعر خلية النحل 100 دولار".
ويتابع سليمان: "لم أكن الخاسر الوحيد نتيجة استعمال المبيدات الحشرية، فقد فاقت خسائر المربين في مناطق شمال غرب سورية 5000 خلية، وهو ما دفعنا لتنظيم اعتصام في مدينة إدلب، ثم التوجه بالاعتصام لمقر وزارة الزراعة، على أمل أن يتم حل مشكلتنا المتكررة في كل عام، إلا أن الخسارة هذا العام كانت أكبر بكثير نتيجة ترافق ارتفاع درجات الحرارة مع رش المبيدات الحشرية".
من جانبه، يقول أيمن الحسن، أحد المربين، إنه "من حق المزارع أن يكافح لأجل حقله، لكن يجب استعمال أدوية لا تضر النحل، وهي موجودة في الأسواق، غير أن المزارعين لا يرغبون باستعمالها بسبب ارتفاع سعرها مقارنة مع بقية الأدوية، كما لم يصدر أي قرار من وزارة الزراعة بإيقاف العمل بالأدوية عالية السمية".
ويتابع أيمن: "الحل الوحيد المطروح اليوم لتجنب وقوع كوارث مماثلة هو تشكيل جمعية للعاملين في تربية النحل، لتتولى التنسيق والترتيب مع المزارعين حول مواعيد رشّ المبيدات الحشرية وإخطار المربين بذلك، الأمر الذي يفسح المجال أمام المربي لنقل نحله إلى منطقة أكثر أمناً ريثما يتلاشى أثر المادة الفعالة عن النبات".