الليرة السورية تعاود الهبوط بعد التحسن عبر الإجراءات الأمنية

30 مارس 2021
طرق معالجة النظام والمصرف المركزي "قاصرة وآنية" لأنها تركز على القمع والاعتقالات (Getty)
+ الخط -

تراجع سعر صرف الليرة السورية، مقابل الدولار والعملات الرئيسية بنحو 600 ليرة أمس واليوم، عن أسعار الأسبوع الماضي، لتسجل العملة السورية اليوم الثلاثاء، 3900 ليرة مقابل الدولار و4550 لليورو الواحد، بحسب مصادر من دمشق.

وأكدت المصادر أنّ "الإجراءات القسرية" التي اعتمدها نظام بشار الأسد، من إغلاق شركات صيرفة وملاحقة المتعاملين بغير الليرة، فضلاً عن إجراءات المصرف المركزي التي حددت مبلغ السحب اليومي من المصارف بـمليوني ليرة، في حين كان 15 مليوناً، قد انتهت مفاعيلها في السوق، وعاد "العرض والطلب" المحدد الرئيس لسعر الليرة، مشيرة إلى استمرار الطلب على الدولار لتمويل العمليات التجارية، بعد توقف المصرف المركزي عن تمويل المستوردات، فإنه "يوجد لبنانيون أيضاً يشترون الدولار من السوق السورية، أو سوريون يسحبون الدولار لتجار لبنانيين".

وتحسن سعر الليرة السورية، الأسبوع الماضي، لتسجل أمام الدولار 3300 ليرة، بعد أن هوت منتصف مارس/ آذار الجاري إلى نحو 4 آلاف ليرة للدولار الواحد، وقبل أن تعاود التراجع، منذ أمس الإثنين.

ويقول المحلل المالي علي الشامي، لـ"العربي الجديد"، إنّ حكاية الليرة باختصار  هي "عرض وطلب"، فمن جهة يضخ النظام وباستمرار كتلاً نقدية من العملة السورية من دون أي معادل من العملات والمعادن "تمويل بالعجز" ومن الجهة الأخرى، يزداد الطلب على العملات الأجنبية لزوم التجارة والسفر، أو مخافة الانهيار، حتى من صغار المدخرين.

ويضيف المحلل السوري أنّ طرق معالجة النظام والمصرف المركزي "قاصرة وآنية" لأنها تركزت على القمع والاعتقالات، سواء للتجار أو الصرافين، وأقصى ما فعله المصرف المركزي، أنه خفّض قيمة السحب من المصارف، في حين كان يتدخل بالماضي، سواء عبر رفع سعر الفائدة أو من خلال جلسات أسبوعية لبيع الدولار.

ويشير الشامي إلى أنّ الاقتصاد السوري المدمّر "انكشفت عوراته" عبر سعر صرف الليرة وأسعار الذهب، التي تعكس حالات الفساد وقلة الثقة بالنقد والسلطة النقدية والسياسية، وتشير بعلمية واقتصاد، لا بشعارات وقمع، إلى الواقع الاقتصادي الذي فقد حقيقة، كل عوامل الاستمرار بعد خلل الميزان التجاري وتبديد الاحتياطي النقدي وصفرية عائدات السياحة وشلل الإنتاج.

وخسرت العملة السورية نحو 30% من قيمتها خلال العام الجاري، بعد أن تراجع سعرها أمام الدولار، من 2800 ليرة مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي إلى 3900 ليرة اليوم، بعد أن خسرت 211% من قيمتها عام 2020 وقت هوت من 900 ليرة مقابل الدولار مطلع العام وسجلت 2800 ليرة آخر يوم بالعام الماضي.

وكانت العملة السورية التي بلغ سعر صرفها 50 ليرة مقابل الدولار مطلع الثورة عام 2011، قبل أن تبدأ مسيرة التراجع وصولا إلى 3900 ليرة للدولار، اليوم الثلاثاء.

بالمقابل، تماشى نظام بشار الأسد، نسبياً، مع سعر السوق فتراجع تسعير الليرة الرسمي بالمصرف المركزي من 438 ليرة مقابل الدولار مطلع العام الماضي إلى 700 ليرة في إبريل/ نيسان، ومع استمرار تهاوي سعر العملة السورية، خفض المصرف المركزي سعر العملة السورية، بالتوازي مع صدور الحزمة الأولى من "قانون قيصر" منتصف العام الماضي، إلى 1256 ليرة ويرفع سعر الدولار على دولار بدل الخدمة الإلزامية في الأول من ديسمبر/ كانون الأول إلى 2550 ليرة، قبل أن يضاعف مصرف سورية المركزي، الأسبوع الماضي، سعر الحوالات الواردة من الخارج بالقطع الأجنبي، من 1250 إلى 2500 ليرة سورية للدولار الواحد، من دون أي تغيير على سعر الصرف الرسمي للدولار الذي يحدده مركزي دمشق بـ1250 ليرة سورية للدولار الواحد لباقي التحويلات والمعاملات.

المساهمون