الليرة التركية تتراجع بتأثير مخاوف سعر الفائدة والعملة الرقمية

20 سبتمبر 2021
ما يزيد مخاوف الأسواق هو توجه البنك المركزي نحو الفائدة المنخفضة (Getty)
+ الخط -

بعد انتعاش لنحو شهر وتسجيلها 8.2 ليرات مقابل الدولار مطلع الشهر الحالي، تواصل ليرة تركيا تراجعها منذ أسبوع، إذ فقدت اليوم الإثنين 0.4% من قيمتها، حيث سجلت أدنى مستوياتها منذ يوليو/تموز الماضي، مع استمرار مخاوف تُنذر بمزيد من تراجع سعر صرف العملة التي سجلت اليوم 8.683 ليرات متراجعة عن سعر إغلاق يوم الجمعة البالغ 8.65.

ووفق الاقتصادي التركي أوزجان أويصال فإن مخاوف كثيرة تلف الأسواق، رغم تحسن معظم المؤشرات الاقتصادية، فـ"اليوم يوجد ترقب لمؤشر ثقة المستهلك لشهر سبتمبر/أيلول، والأهم ترقب قرارات المصرف المركزي الأسبوع المقبل، وما رشح عن احتمال تخفيض سعر الفائدة البالغة 19% بواقع تضخم وصل إلى 19.25% خلال أغسطس/آب الماضي".

ويضيف أويصال، لـ"العربي الجديد"، أن ما يزيد مخاوف الأسواق هو توجه البنك المركزي نحو الفائدة المنخفضة، وفق ما صرح به محافظه شهاب قاوجي أوغلو الأسبوع الماضي، حيث اعتبر أن "الفائدة المرتفعة تحد من إمكانية الحصول على القروض، وأن التضخم يتجه إلى الانخفاض خلال الفترة المتبقية من العام".

وجاء تراجع سعر صرف الليرة التركية بعد موجة تفاؤل بتحسن سعرها، بعد ما قيل عن تحسن العلاقات التركية المصرية والإماراتية وانتعاش السياحة والصادرات هذا العام، بعد عام كورونا.

كما جاءت توقعات وكالات التصنيف الائتماني العالمية بزيادة نمو اقتصاد تركيا إلى ما يتجاوز 9% هذا العام، بمثابة عامل إضافي لآمال عُقدت على تعافي الليرة، خاصة أنها ترافقت مع زيادة الاحتياطي الأجنبي لدى البنك المركزي إلى 118 مليار دولار في أغسطس/آب الماضي.

ويعتبر أستاذ المالية في جامعة باشاك شهير في إسطنبول، فراس شعبو، أن "لا أسباب اقتصادية لعودة الليرة إلى التراجع، بل على العكس، كل ما يصدر عن أرقام الصادرات وتوافد السائحين من المفترض أن يزيد عرض العملات الأجنبية ويوازن العرض والطلب، وبالتالي تحسن سعر الليرة".

جاءت توقعات وكالات التصنيف بزيادة نمو اقتصاد تركيا إلى ما يتجاوز 9% هذا العام، بمثابة عامل إضافي لآمال عُقدت على تعافي الليرة، خاصة أنها ترافقت مع زيادة الاحتياطي إلى 118 مليار دولار في أغسطس

لكن الدكتور شعبو يستدرك، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن سعر صرف الدولار يرتفع هذه الفترة، وخلال النظر لسعر الليرة التركية "علينا المقارنة بعملات وحدة السحب الخاصة وليس العملة الأميركية فقط"، معتبراً أن المخاوف من تخفيض سعر الفائدة خلال اجتماع المصرف المركزي المقبل "سبب مهم لترقب الأسواق والتراجع النسبي الذي لحق بالليرة".

معارضة العملات المشفرة

ويلفت أستاذ المالية شعبو إلى أن "ثمة سببا بدأ يتردد بالشارع التركي، وهو دعم تركيا بعد معارضتها للعملات المشفرة، وزيادة الحديث عن طرح العملة التركية الرقمية، لأنها إن طبقت، فستؤثر على حجم السيولة في الأسواق".

وكان المصرف المركزي التركي قد أنشأ، الأربعاء الماضي، بالتعاون مع شركات تكنولوجية، "منصة تعاون الليرة التركية الرقمية" بهدف توسيع البحث في الفوائد المحتملة لإدخال نسخة رقمية من العملة التركية.

وأعلن المركزي التركي أنه أبرم اتفاقيات مع شركات الدفاع والتكنولوجيا أسيلسان Aselsan وهفلسان Havelsan ومجلس البحوث العلمية والتكنولوجية في تركيا TUBITAK، للتعاون في بحث وتطوير العملة الرقمية.

وأوضح أنه يواصل البحث عن الفوائد المحتملة لإدخال الليرة التركية الرقمية لاستكمال البنية التحتية للمدفوعات الحالية، وذلك بعد ما أسماها "المرحلة الأولى" وإنشاء نموذج أولي يعرف بـ"شبكة الليرة التركية الرقمية"، وإجراء اختبارات محدودة في دائرة مغلقة بمساعدة شركائه التكنولوجيين الجدد، لتأتي المراحل اللاحقة بعد نتائج الاختبارات.

وكانت تركيا كشفت عن نيتها اختبار عملة رقمية للبنك المركزي منذ العام 2019، بعدما تم ذكرها في البرنامج الرئاسي السنوي للرئيس رجب طيب أردوغان.

المساهمون