الكارثة تتجاوز قدرات الحكومة الليبية: أموال طارئة ومساعدات دولية

14 سبتمبر 2023
دمار واسع خلفه الإعصار في مختلف المباني بمدينة درنة (الأناضول)
+ الخط -

دفع هول الدمار المترتب على العاصفة "دانيال" الحكومة الليبية إلى تكثيف إجراءاتها من أجل مواجهة الكارثة عبر ضخ أموال طارئة ومساعدات إغاثية بهدف نجدة المتضررين وإزالة آثار الخراب الهائل الذي ضرب مدن شرق ليبيا. ورغم ذلك دعت الحكومة الليبية إلى تسريع المجتمع الدولي خطواته من أجل تقديم الدعم والمساعدة للبلاد حيث إن حجم الكارثة يفوق قدرات السلطات بسبب الخراب المفاجئ والكبير للعديد من المدن.
وقررت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، تخصيص ملياري دينار ما يعادل نحو 450 مليون دولار لصندوق إعادة إعمار مدينتي بنغازي ودرنة، بالإضافة إلى نصف مليار دينار، أي ما يعادل 102 مليون دولار لتغطية الأضرار وإعادة البنية التحتية وتوفير الاحتياجات الأساسيّة.
وذكرت مصادر مسؤولة في الحكومة لـ"العربي الجديد" أن الأموال التي تم تخصيصها توجه للظروف الطارئة، وأن تقييم الخسائر بشكل نهائي يحتاج إلى وقت أكبر.
وقالت المصادر، التي رفضت ذكر هويتها، إن الأموال المخصصة سوف تُعتمد من قبل اللجنة المالية العليا برئاسة رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، مضيفة أن الحكومة طلبت المساندة الدولية بشأن الإنقاذ والمساعدة المالية لإعادة إعمار المناطق المتضررة. وحسب تقرير حكومي أولي، فإن 30 % من مدينة درنة بات غير صالح للسكن حاليا.

وبعد مرور 3 أيام على الإعصار "دانيال" بدأ كشف النقاب عن ملامح الكارثة التي خلفت أكثر من 5 آلاف قتيل ودمارا واسعا في المنازل والمؤسسات الخدمية والبنية التحتية. ويقول الهلال الأحمر إنه تمّ تسجيل ما يصل إلى 10 آلاف شخص في عداد المفقودين بعد الفيضانات النّاجمة عن العاصفة دانيال.
وفي هذا الإطار، قال أستاذ الاقتصاد بالجامعات الليبية عبد الحكيم عامر غيث، لـ"العربي الجديد" إن المعلومات المتوفرة حول الخسائر المالية الكبيرة لخمس مناطق متضررة تؤكد الحاجة إلى تدخل دولي للمساعدة لأن الكارثة أكبر من قدرات السلطات الليبية.
وأضاف أن مختلف المناطق المتضررة تحتاج إلى تخطيط حديث عبر برنامج إعادة الإعمار، موضحا أن سدود درنة تحتاج إلى 24 مليون دولار، والجسور والطرق مع البنية التحتية تحتاج ما يقرب من 100 مليون دولار وإجمالي ما تحتاجه المدينة لا يمكن توقعه حاليا.
وتقع درنة على بعد نحو 250 كيلومترا شرق بنغازي على طول الساحل وتحيط بها التلال القريبة في منطقة الجبل الأخضر.
وفي هذا السياق، رأى المحلل المالي معتز هويدي، أن مخصصات الحكومة بشأن المدن المتضررة تعتبر خطوة أولى لجبر الضرر وفتح المسارات وصيانة مدخل ومخارج مدينة درنة وبعض المناطق.
وأوضح هويدي خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن المدن المتضررة من مساكن ومحال تجارية ومرافق عامة تحتاج إلى مبلغ يناهز ثلاثة مليارات دولار على الأقل لإنشاء مبان جديدة للمواطنين ومعالجة مشكلات البنية التحتية مرجحا بأن يكون صرف المبلغ عبر خطة قصيرة المدى لسنتين أو أكثر.
ومن جانبه، قال رئيس المجلس المحلي الأسبق لمدينة المرج، أحمد الدغاري، إن الخسائر التي تعرضت لها المرج تتعلق بالأراضي الزراعية وخسارة المحصول وكذلك نفوقا في الأبقار والمواشي.
وحكومة الدبيبة المعترف بها دوليا، تنسق مع مصرف ليبيا المركزي في العاصمة طرابلس، من أجل توزيع الأموال على الإدارات الحكومية في جميع أنحاء البلاد.

وشكل محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، لجنة لإدارة الأزمة الناجمة عن الإعصار الذي ضرب المدن الليبية.

وأعلن المصرف المركزي عن دعم أرصدة المصارف التجارية للمنطقة الشرقية بقيمة 5.4 مليارات دينار (الدولار = 4.86 دنانير)، لمساعدتها على مواجهة الأزمة.
ولقيت كارثة الفيضانات المدمرة التي خلفت آلاف القتلى والمفقودين في ليبيا، تضامنا عربيا واسعا، مع تأكيد الاستعداد للدعم في عمليات الإنقاذ وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لتخطي الأزمة.

وكانت قطر ومصر وتونس والجزائر وألمانيا وإيران وإيطاليا وتركيا وبولندا من بين الدول التي قالت إنها أرسلت مساعدات أو مستعدة لإرسالها.
وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، إنّ واشنطن سترسل مساعدات إلى شرق ليبيا بالتّنسيق مع شركاء الأمم المتّحدة والسّلطات اللّيبيّة عبر منشور له في منصة إكس (تويتر سابقا).
وطاول الخراب والدمار أجزاء كبيرة من البنية التحتية للبلاد ومنها الاتصالات، إذ قال رئيس مجلس إدارة شركة الاتصالات القابضة، محمد عياد، في تصريحات صحافية، إن 500 محطة خرجت عن الخدمة وتمكنت الشركة من استرجاع خدمات 350 محطة منها، متوقعا عودة تغطية الاتصالات للعمل بشكل تام في مدينة درنة خلال وقت قريب، وفق تصريح نشرته منصة حكومتنا.
ومن جانبها، قالت شركة العمران المتحدة للخدمات البحرية واللوجستية، أمس الأربعاء، إن أربعة موانئ نفطية رئيسية في ليبيا أعيد فتحها بعد إغلاقها، في أعقاب عاصفة قوية اجتاحت البلاد وأسفرت عن مقتل الآلاف. وأضافت الشركة، أن موانئ البريقة والسدرة ورأس لانوف شرق البلاد فتحت أول من أمس، فيما فتح ميناء الزويتينة صباح أمس.

المساهمون