الفوضى تغمر الأسواق البريطانية: الحكومة تواجه المشككين في خطتها

29 سبتمبر 2022
ارتفاع عوائد السندات وهبوط الإسترليني (Getty)
+ الخط -

خرجت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس عن صمتها اليوم الخميس، بعد فوضى في الأسواق المالية استمرت قرابة أسبوع بسبب خططها لخفض الضرائب، قائلة إنها مستعدة لاتخاذ قرارات "مثيرة للجدل" لإعادة تحفيز النمو.

وبعد يوم من تجديد بنك إنكلترا " البنك المركزي البريطاني" برنامجه لشراء السندات في خطوة طارئة لحماية صناديق التقاعد من انهيار جزئي محتمل، أرجعت تراس سبب هذه الاضطرابات إلى الغزو الروسي لأوكرانيا الذي تسبب في ارتفاع التضخم في جميع أنحاء العالم.

وأجرى كل من تراس ووزير المال كريس فيلب جولة من المقابلات الإذاعية هذا الصباح، لكن يبدو أن تعليقاتهما لم تفعل الكثير لطمأنة الأسواق. إذ ارتفعت عوائد السندات الحكومية مرة أخرى، وهوت سوق الأسهم والجنيه الإسترليني. وبلغت قيمة الجنيه الإسترليني 1.0789 دولار، بانخفاض 0.9% عن يوم أمس.

وعلى الرغم من وابل من الانتقادات، من صندوق النقد الدولي والمحافظ السابق لبنك إنكلترا مارك كارني، ترفض الحكومة إجراء تغيير جذري في حزمة التخفيضات الضريبية غير الممولة البالغة 45 مليار جنيه إسترليني، والتي تستهدف الأثرياء التي أعلنت عنها يوم الجمعة. كما لا توجد أي إشارة في الوقت الحالي إلى إمكانية تقديم بيان السياسة المالية المقرر إصداره في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني، وفقاً لـ"غارديان".

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

وقالت تراس هذا الصباح: "يجب أن أفعل ما أعتقد أنه مناسب للبلد وما الذي سيساعد في دفعه إلى الأمام".

وشرحت في مجموعة من المقابلات مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): "كان علينا اتخاذ إجراءات عاجلة لنجعل اقتصادنا ينمو وبريطانيا تتحرك ونتعامل مع التضخم، وهذا يعني بالطبع اتخاذ قرارات صعبة ومثيرة للجدل. لكنني مستعدة كرئيسة للوزراء للقيام بذلك، لأن المهم بالنسبة لي هو أن نحرك اقتصادنا".

وأصبحت تراس رئيسة للوزراء في السادس من سبتمبر/ أيلول بعد فوزها بقيادة حزب المحافظين الحاكم، متعهدة بخفض الضرائب. وانخفض الجنيه الإسترليني في سبتمبر أكثر من سبعة بالمئة أي ضعف انخفاض اليورو مقابل الدولار تقريبا.

وردا على سؤال في إحدى المقابلات عما إذا كان الوقت قد حان للعدول عن الموازنة المصغرة، قالت تراس "لا، لأن أغلب الحزمة التي أعلنا عنها يوم الجمعة كانت عن دعم للطاقة للأفراد والشركات، وأعتقد أن هذا كان الشيء الصحيح تماما الذي يجب فعله".

وتحدثت تراس بعد أن اتخذ "بنك إنكلترا" إجراء طارئا الأربعاء لتحقيق الاستقرار في الأسواق المالية بالمملكة المتحدة، ولتجنب أزمة أقتصادية أوسع نطاقا بعد أن أثارت الحكومة قلق المستثمرين ببرنامج التخفيضات الضريبية غير الممولة.

وحذر "بنك إنكلترا" من أن الثقة المتداعية في الاقتصاد تشكل "خطرا حقيقيا على الاستقرار المالي في المملكة المتحدة". وقال إنه سيشتري سندات حكومية طويلة الأجل خلال الأسبوعين المقبلين لمكافحة تراجع الأصول المالية البريطانية.

موقف
التحديثات الحية

وقال مارك كارني، محافظ البنك السابق، إن الحكومة وبنك إنكلترا يبدو أنهما يسيران في اتجاهات مختلفة.

وصرح كارني لـ"بي بي سي" قائلا: "مؤسف أن تكون هناك موازنة جزئية في هذه الظروف. في ظل معاناة الاقتصاد العالمي وأزمات الاسواق المالية والعمل على أهداف متعارضة مع بنك إنكلترا، ستكون هناك تحركات دراماتيكية للغاية في الأسواق المالية".

وأمس الأربعاء، قفزت العملة البريطانية إلى أعلى مستوى لها منذ منتصف يونيو/ حزيران بعد أن أعلن بنك إنكلترا عن خطته.

وقال كريس تيرنر، رئيس الأسواق في آي.إن.جي: "نتوقع أن تظل التقلبات في العملات كبيرة. ستمثل محاولة الحفاظ على قيمة الجنيه الإسترليني حتى اجتماع بنك إنكلترا في الثالث من نوفمبر، لتحديد أسعار الفائدة، تحديا صعبا لصناع السياسات".

المساهمون