الفائدة على اليورو في أعلى مستوياتها ... ورئيسة المركزي الأوروبي ترى التضخم مرتفعاً للغاية
رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق اليوم الخميس، في محاولة لتهدئة معدل التضخم وأسعار المستهلكين، لكن اليورو انخفض بعد أن أشار البنك إلى أن دورة الزيادات تقترب من نهايتها، رغم تأكيد كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، أن "التضخم في أوروبا مازال مرتفعاً للغاية".
وجاء قرار البنك المركزي الأوروبي رفع سعر الفائدة على الودائع، للمرة العاشرة على التوالي، بمقدار ربع في المائة إلى 4%، وهو المستوى الأعلى على الإطلاق، وذلك بعد سلسلة غير مسبوقة من رفع الفائدة من سالب 0.5% في يونيو/حزيران 2022 إلى المستوى القياسي الحالي، مع سعي البنك لخفض التضخم الذي يتجاوز بصورة كبيرة مستهدف البنك.
وأكدت لاغارد عزمها ورفاقها في البنك المركزي على العودة بمعدل التضخم الأوروبي إلى مستواه المستهدف عند 2%.
وجاءت زيادة سعر الفائدة في الوقت الذي خفض فيه المسؤولون توقعاتهم للنمو لاقتصاد منطقة اليورو. وحسب تقرير صدر يوم الخميس في صحيفة "فاينانشال تايمز"، انخفض اليورو إلى أدنى مستوى خلال ثلاثة أشهر مقابل الدولار بعد قرار مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت.
وفي تعاملات منتصف وبعد ظهر اليوم الخميس، انخفض اليورو بنسبة 0.5% إلى 1.0677 دولار. وانخفض العائد على سندات الخزانة الألمانية الحساسة لأسعار الفائدة لمدة عامين، والتي ينظر إليها على أنها معيار لمنطقة اليورو، بنسبة 0.04 نقطة مئوية إلى 3.13%.
ووفق العديد من الاقتصاديين، فإن البنوك المركزية الكبرى تقترب من نهاية ارتفاع أسعار الفائدة بسبب انخفاض التضخم وتباطؤ النمو تحت ضغط ارتفاع تكاليف الاقتراض.
في هذا الصدد، ألمح البنك المركزي الأوروبي إلى أن تكاليف الاقتراض في منطقة اليورو بلغت ذروتها.
وقال إن زيادة اليوم الخميس تعني أن "أسعار الفائدة وصلت إلى مستويات من شأنها، إذا تم الحفاظ عليها لفترة طويلة بما فيه الكفاية، أن تقدم مساهمة كبيرة في عودة التضخم إلى الهدف المنشود في الوقت المناسب".
وقال كبير الاقتصاديين الأوروبيين في شركة T Rowe Price توماس ويلاديك إن "هذا ارتفاع متشائم للغاية، لقد أشاروا بوضوح إلى عزمهم على إبقاء أسعار الفائدة من دون تغيير من الآن فصاعداً".
وترفع هذه الخطوة سعر الفائدة على الودائع لدى البنك المركزي الأوروبي إلى أعلى من المستوى القياسي السابق المسجل في عام 2001، عندما رفع صانعو السياسات تكاليف الاقتراض لتعزيز قيمة اليورو الذي جرى إطلاقه حديثاً وقتها.
من جانبها، قالت لاغارد للصحافيين، إن "أغلبية كبيرة" من واضعي أسعار الفائدة فضلت زيادة الفائدة مقارنة بالأقلية التي أيدت التوقف المؤقت.
وأنهت الأسهم الأوروبية تعاملاتها اليوم الخميس على ارتفاع بنسبة 1.61%، حيث قام المستثمرون في المنطقة بتقييم قرار البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة مرة أخرى.
وارتفع قطاع الموارد الأساسية بنسبة 4.2% بعد أن أعلن البنك المركزي الصيني أنه سيخفض نسبة متطلبات الاحتياطي في معظم البنوك بمقدار 25 نقطة أساس اعتبارًا من 15 سبتمبر/ أيلول الماضي، في أحدث خطوة لتعزيز اقتصادها المتعثر تدريجيًا.
وانخفضت أسعار السيارات بنسبة 0.2% بعد المشاعر الإيجابية الأولية المحيطة بالتحقيق الذي يجريه الاتحاد الأوروبي في دعم السيارات الكهربائية الصينية. ومع ذلك، فإن المخاوف بشأن الإجراءات الانتقامية المحتملة من قبل الولايات المتحدة أدت إلى تثبيط التفاؤل.
وكان قرار رفع الفائدة اليوم الخميس هو الأكثر أهمية بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي منذ أكثر من عام، حيث دعا أعضاء مجلس محافظي البنك الأكثر حذرًا إلى توقف مؤقت في رفع الفائدة المصرفية، بسبب علامات ضعف النمو الاقتصادي وتباطؤ الإقراض المصرفي ومشاكل سوق العمل وانخفاض التضخم. لكن الصقور في البنك المركزي يشعرون بالقلق من أن التضخم لا يزال مرتفعاً للغاية.
ورفع البنك المركزي الأوروبي توقعاته للتضخم هذا العام من 5.4% إلى 5.6%، وللعام المقبل من 3% إلى 3.2%. لكنه قلص توقعاته للتضخم لعام 2025 من 2.2% إلى 2.1%. وتعاني أوروبا من تراجع الاستثمارات الأجنبية بسبب انهيار سعر صرف اليورو مقابل الدولار.