الغرب يعتمد على النيكل الروسي رغم العقوبات

17 سبتمبر 2024
النيكل والمعادن الروسية مهمة للمصانع في الغرب/ مصنع في ألمانيا، 21 إبريل 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعتمد الدول الغربية غير الصديقة لروسيا بشكل كبير على النيكل الروسي، حيث تصدرت فنلندا وإستونيا القائمة.
- العقوبات الغربية على روسيا تؤثر سلباً على الدول الغربية نفسها، وروسيا قادرة على إيجاد أسواق بديلة لتصدير فائضها من المعادن.
- فرضت الدول الغربية عقوبات على النفط والغاز والمعادن الروسية، بهدف تقليل إيرادات موسكو وحماية الشركاء والحلفاء من آثار غير مرغوبة.

أظهرت دراسة حديثة أجرتها وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي"، استنادًا إلى بيانات منصة الأمم المتحدة "كومتريد" عن النصف الأول من العام الجاري، أن الدول الغربية، التي وصفتها بـ"الدول غير الصديقة لروسيا"، تعتمد بشكل كبير وملحوظ على النيكل الروسي المستورد. ووفقاً للبيانات، فقد تصدرت فنلندا القائمة، من حيث حصة النيكل الروسي لإجمالي وارداتها من المعدن، حيث بلغت نسبته 88.4%، بقيمة بلغت 335.7 مليون دولار، تلتها إستونيا بحصة 44.1%، وبقيمة 1.5 مليون دولار من واردات النيكل. 

وأشارت الوكالة إلى أن الإمدادات الروسية كانت لها مكانة بارزة في مشتريات النيكل في بعض الدول الأوروبية الأخرى خلال الفترة نفسها، حيث بلغت حصته في واردات التشيك من المعدن 7.7% بقيمة 14.4 مليون دولار، وألمانيا 7.4% بقيمة 80.1 مليون دولار، وبلغاريا 5.7% بقيمة 485.5 ألف دولار. بينما سجلت سلوفينيا نسبة 4% بقيمة 561.3 ألف دولار، وهولندا 2.6% بقيمة 13.8 مليون دولار، وبولندا 2.4% بقيمة 2.8 مليون دولار، ولاتفيا وإسبانيا بنسبة 1.6% لكل منهما بقيمة 9.6 آلاف دولار. كما كانت الحصة أقل من 1% في دول سلوفاكيا بقيمة 43.6 ألف دولار، واليابان بقيمة 8.8 ملايين دولار وكوريا الجنوبية بقيمة 407 آلاف دولار، والدنمارك بقيمة 53.3 ألف دولار. 

وقالت الصحافية الروسية أولغا بولياكوفا، لـ"العربي الجديد"، إن "الإحصائيات تظهر اعتماد الدول الغربية غير الصديقة، التي تظهر مواقف صارمة تجاه روسيا، بشكل كبير على الموارد الروسية رغم العقوبات المفروضة على موسكو". وأضافت أن "روسيا إذا قررت تقليل صادرات بعض المواد إلى الدول غير الصديقة، فقد يؤدي ذلك إلى اضطرابات في الأسواق الأوروبية، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار، وسيخلق تحديات اقتصادية للدول الغربية التي تعتمد على هذه المواد". وأكدت الصحافية الروسية أن "العقوبات الغربية تؤثر سلباً في الدول الغربية نفسها قبل أن تلحق الضرر بروسيا". وأشارت إلى أن "روسيا تمتلك القدرة على إيجاد أسواق بديلة لتصدير فائضها من المعادن، ما يعزز موقفها في مواجهة هذه العقوبات".

وفي اجتماع مع أعضاء الحكومة الأسبوع الماضي، أشار الرئيس فلاديمير بوتين إلى أن روسيا من الدول الرائدة عالمياً في احتياطيات العديد من المواد الخام، واقترح التفكير في تقليل صادرات اليورانيوم والتيتانيوم والنيكل وبعض السلع الأخرى إلى "الدول غير الصديقة"، رداً على العقوبات المفروضة، مؤكداً أن ذلك يجب ألا يكون على حساب المصالح الوطنية. 

وتُعَدّ روسيا منتجاً رئيسياً للمعادن، حيث تنتج 6% من الألومنيوم في العالم، و4% من النحاس، و11% من معدن النيكل عالي النقاء، وفقاً لمجموعة "سيتي غروب". كذلك فإن النيكل مكون رئيسي في بطاريات السيارات الكهربائية وصناعة الصلب.

عقوبات على النيكل الروسي والمعادن

وفرض عدد من الدول الغربية عقوبات على النفط والغاز، إضافة إلى المعادن الروسية، في جزء من مجموعة واسعة من الإجراءات التي اتخذتها رداً على الحرب الروسية على أوكرانيا. وتهدف هذه العقوبات إلى تقليل إيرادات روسيا من صادرات المعادن الأساسية، مثل الألومنيوم والنحاس والنيكل. وفي شهر إبريل/نيسان الماضي، حظرت واشنطن استيراد الألومنيوم والنحاس والنيكل من أصل روسي إلى الولايات المتحدة، وذلك في إطار عقوبات إضافية اتُّخذت بالتعاون مع المملكة المتحدة بهدف تقليل إيرادات موسكو. 

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان لها أن "هذا الإجراء الجديد يحظر استيراد الألومنيوم والنحاس والنيكل الروسي المنشأ إلى الولايات المتحدة، ويحدّ من استخدام هذه المعادن في بورصات المعادن العالمية وتداول المشتقات خارج البورصة". وأوضحت وزيرة الخزانة جانيت يلين وقتها أن "الحظر الجديد الذي فرضناه على معادن أساسية بالتنسيق مع شركائنا في المملكة المتحدة سيستمر في استهداف الإيرادات التي يمكن لروسيا أن تكسبها لمواصلة حربها الوحشية ضد أوكرانيا". وأضافت أن هذه الإجراءات "ستخفض أرباح روسيا مع حماية شركائنا وحلفائنا من آثار غير مرغوبة".

المساهمون