الغاز الإسرائيلي يتدفق إلى مصر: زيادة الصادرات في ظل العدوان على غزة

24 يناير 2024
كميات الغاز الإسرائيلي إلى مصر تتجاوز الكميات قبل 7 أكتوبر (Getty)
+ الخط -

زادت الحرب الإسرائيلية على غزة من اعتماد مصر على الغاز الإسرائيلي، على الرغم من الأزمة التي خلقتها الحرب بين مصر وإسرائيل، في مجموعة متنوعة من القضايا السياسية والأمنية، إلا أنّ إسرائيل، تحت السطح، وتشكّل دعماً اقتصادياً مهماً لمصر في واحدة من أصعب فتراتها، وفقاً لما يورده موقع "كالكاليست" الإسرائيلي، اليوم الأربعاء.

وبينما تشهد مصر أزمة نقص حاد في الدولار يؤدي إلى انخفاض قيمة الجنيه المصري والتضخم السريع، نقل الموقع عن مسؤول حكومي مصري قوله، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنّ كميات الغاز الإسرائيلي التي تتدفق إلى مصر هذه الأيام، تتجاوز الكميات التي تدفقت من إسرائيل قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

وأشار المسؤول، وفق "كالكاليست"، إلى أنه منذ بداية الشهر هناك زيادة بنسبة 15% في الكميات الموردة من إسرائيل مقارنة بشهر ديسمبر/ كانون الأول 2023. وبحسب المصدر المصري نفسه، فإنّ إسرائيل تزوّد السوق المصرية حالياً بحوالي 1.15 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي في اليوم. ويساعد هذا المبلغ مصر في الحصول على دخل بالعملة الصعبة، حيث توجه القاهرة جزءاً من الغاز الإسرائيلي إلى السوق المحلية، وتصدر جزءاً إلى أوروبا بعد تسييله.

واشتد اعتماد مصر على إسرائيل في العام الماضي جزئياً بسبب انخفاض الإنتاج المحلي من الغاز من الحقول المصرية، بما في ذلك حقل الزهور الضخم. وانخفضت واردات الغاز بشكل حاد، خلال أكتوبر الماضي، بسبب توقف إنتاج الغاز من حقل تمار، ووصلت إلى نحو 150 مليون قدم مكعبة يومياً، بحسب مصادر في القاهرة.

الاعتماد على الغاز الإسرائيلي

ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأت الزيادة التدريجية في الصادرات من إسرائيل. وفي بداية نوفمبر، أفادت تقارير بأنّ إسرائيل تصدر إلى مصر حوالي 350 مليون قدم مكعبة يومياً، ثم ارتفعت الكمية في نهاية ذلك الشهر إلى 850 مليون قدم مكعبة يومياً.

وإلى جانب مداخيل النقد الأجنبي من قطاع السياحة وقناة السويس، أصبحت صادرات الغاز الطبيعي من مصر مصدراً هاماً للنقد الأجنبي. وبلغت صادرات الغاز المسال، الموجهة بشكل أساسي إلى الدول الأوروبية، نحو 3 ملايين طن خلال النصف الأول من عام 2023، بحسب البيانات التي قدمها وزير البترول المصري، طارق الملا، خلال أكتوبر 2023. وقدّر أنه لن تنخفض الكميات المصدرة في النصف الأول من هذا العام، وإذا تحققت توقعاته فسيتعين على مصر الاعتماد على تدفق الغاز الإسرائيلي.

وكان عام 2022 عاماً قياسياً من حيث صادرات مصر من الغاز الطبيعي، كمياً ومالياً، حيث استفادت من ارتفاع أسعار الغاز في الأسواق العالمية بعد الحرب في أوكرانيا. وفي عام 2022 بلغت الصادرات 8 ملايين طن، جلبت لمصر 8.4 مليارات دولار.

بدأت الأمور تسوء بالنسبة لمصر الصيف الماضي، عندما اضطرت إلى إعلان وقف تصدير الغاز بسبب أزمة إمدادات الكهرباء في السوق المحلية. ووفقاً لبعض الادعاءات، بحسب "كالكاليست"، فضلت السلطات في مصر تصدير الغاز إلى أوروبا من أجل زيادة الإيرادات بدلاً من توجيهه إلى السوق المحلية، وعندما جاء موسم الصيف وازداد الطلب على الكهرباء في مصر بسبب موجات الحر، ظل قطاع الكهرباء المصري في أزمة. واضطرت الحكومة إلى الإعلان عن انقطاع التيار الكهربائي لساعات، مما أثار غضب ملايين المصريين.

ويشرح "كالكاليست" أن التقارب بين إسرائيل ومصر ينعكس في أيام الحرب هذه في جانب آخر يتعلق بقطاع الطاقة: ففي عام 2019، توصلت مصر إلى اتفاق مع إسرائيل تعوّض بموجبه شركة الكهرباء بمبلغ 500 مليون دولار مستحقة. وقبل أسبوع تنازلت إسرائيل مؤقتاً لمصر عن دفع دين قدره 30 مليون دولار كجزء من الاتفاق، ولا تزال إسرائيل تؤجل السداد "حتى تتحسن الأوضاع في مصر"، بحسب "كالكاليست".

المساهمون