- الهجوم الذي وقع في 22 مارس/آذار أسفر عن مقتل 144 شخصًا وإصابة أكثر من 550، مع تورط مشتبه بهم من طاجيكستان، مما أثار مخاوف بين الروس تجاه المهاجرين من دول آسيا.
- تشديد القوانين والرقابة على المهاجرين أدى إلى توقعات بنزوح جماعي وتأثيرات اقتصادية مثل انخفاض أسعار الإيجارات في العديد من المدن الروسية بعد مغادرة مواطني آسيا.
بعد الهجوم الإرهابي على موسكو، شهدت روسيا حملات أمنية مكثفة في العديد من المدن، حيث يتم التفتيش على المهاجرين غير الشرعيين والتأكد من وثائق المهاجرين وتحديداً القادمين من آسيا. وهو ما أدى إلى مغادرة عمال آسيا الوسطى لروسيا بسبب تشديد الرقابة.
ويذكر أنه في 22 مارس/ آذار، مساء، وقع هجوم إرهابي على مجمع كروكوس، حينما اقتحم عدد من المسلحين المبنى وفتحوا النار على الناس وبدأوا في إشعال النيران. ووفقاً لأحدث البيانات، فقد قتل 144 شخصاً وأصيب أكثر من 550 آخرين من جراء الحادث الإرهابي. ويشتبه في تورط 12 شخصاً في العملية الإرهابية، من بينهم أربعة مشاركين مباشرين في الهجوم. وتبين أنهم جميعاً مواطنون من طاجيكستان.
ووفقاً لصحيفة "MK" الروسية، بدأت مداهمات واسعة النطاق لسلطات إنفاذ القانون للتعرف على تسجيلات السكن الوهمية للمهاجرين. كما يتم فحص شهادات معرفة اللغة الروسية، والتي يجب تقديمها عند التقدم بطلب للحصول على تصريح العمل أو الإقامة.
من جانبها، أعدت وزارة العمل في الاتحاد الروسي مشروع قانون يتشدد مع إقامة الأجانب في روسيا. على وجه الخصوص، ستحدد السلطات مدة إبرام عقود العمل مع المهاجرين كحد أقصى لمدة عامين. من جهتها، تقول أولغا بولياكوفا، صحافية روسية، لـ"العربي الجديد": "في الوقت الحالي للأسف أصبح العديد من الروس يخافون من تزايد المهاجرين في البلاد وذلك نتيجة للهجوم الإرهابي الذي حدث في موسكو، وخصوصاً المهاجرين من دول آسيا لأن المتورطين في الحادث الإرهابي كانوا من طاجيكستان".
وأضافت بولياكوفا: "بسبب المضايقات بعد الحادث للمهاجرين من آسيا والتشديد الأمني، أدى ذلك بالفعل لعودة مهاجرين إلى دولهم من ابرزهم مواطنو طاجيكستان. وأشارت الصحافية الروسية إلى أن التشديد الأمني من المتوقع أن يتسبب في نزوح جماعي للمهاجرين من روسيا.
وأوضحت الصحافية الروسية لـ"العربي الجديد" أن "إيجاد البديل للعمال المهاجرين من دول آسيا ليس بالأمر السهل وذلك نتيجة لعدة عوامل أبرزها معرفة اللغة الروسية، والتي يتميز بها مواطنو الدول المجاورة لروسيا عن دول أخرى، إضافة إلى القرب الثقافي بين الدول المجاورة لروسيا لتواجدها سابقاً في الاتحاد السوفييتي".
أسعار الشقق
تراجعت أسعار الشقق في العديد من المدن الروسية بعد الحادث الإرهابي ومغادرة العديد من مواطني آسيا. وقال خبراء لصحيفة "MK" الروسية: "يتم إخلاء الشقق التي استأجرها مواطنو طاجيكستان الذين غادروا البلاد بشكل جماعي في نهاية شهر مارس/آذار الماضي".
وفقاً للصحيفة وبناءً على نتائج الربع الأول، ارتفع المعروض من الشقق المكونة من غرفة واحدة في المدن الروسية بنسبة 15%، والشقق المكونة من غرفتين - بنسبة 4.5%، والشقق المكونة من ثلاث غرف بنسبة 3.4%. وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن مدناً من بينها مدينة سانت بطرسبرغ، نوفوسيبيرسك، أرخانجيلسك، مورمانسك، أولان أودي، غروزني، محج قلعة - أصبحت الإيجارات فيها منخفضة، حيث تراجعت تكلفة الشقق المستأجرة في المتوسط بنسبة 4%. وعلى سبيل المثال، في مدن أستراخان، فورونيج، ماجنيتوجورسك وكيميروفو بنسبة 10%.
ويتوقع خبراء روس أنه بسبب رحيل العمال المهاجرين من البلاد ، فإن تكلفة استئجار الشقق للروس سوف تستمر في الانخفاض.