أعلنت وزارة النفط العراقية أمس، عن نجاح جهود إخماد حرائق كبيرة اندلعت في تسع آبار نفطية بحقل حمرين النفطي شمال محافظة صلاح الدين، أحرقها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قبل انسحابهم منها، كما أكدت الوزارة سيطرتها على حقل حمرين النفطي، ما أفقد داعش واحدا من أهم موارده المالية في محافظة صلاح الدين، حيث كان يجني من هذه المواقع النفطية ما لا يقل عن 120 ألف دولار يوميا من بيعه النفط، حسب خبراء نفط لـ "العربي الجديد".
وشدّد الخبير النفطي محمود خليل لـ "العربي الجديد"، على أن "حقول نفط حمرين والخباز تعتبر من المواقع النفطية المهمة، واستعادة السيطرة عليها ضربة موجعة لمصادر تمويل داعش"، مشيراً إلى أن التنظيم كان يسرق منها يوميا نحو خمسة آلاف برميل، وينقل عبر صهاريج إلى نينوى ومنها إلى مهربين دوليين".
وأضاف أن "الصعوبة الحالية التي تواجه العراق تتمثل في إعادة تشغيل تلك الحقول، وربطها بمنظومة التصدير الوطنية بسبب الدمار الواسع في خطوط الإنتاج ومعدات الاستخراج أيضا.
وأوضح خليل أن "العراق يحتاج إلى مراجعة دقيقة وحقيقية لمواقع الإنتاج النفطي، ومستويات الإنتاج والتصدير ورسم خارطة لحماية هذه المواقع النفطية من جديد، وإدخال آليات حديثة في حماية خطوط التصدير، والمواقع النفطية عبر طائرات مسيرة أو كامرات حرارية".
وكان المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد، قال في مؤتمر صحافي، أمس، إن الفرق الفنية والهندسية والدفاع المدني في شركة نفط الشمال، تمكنت في وقت قياسي من إطفاء الحريق في تسع آبار نفطية، ضمن حقل حمرين والسيطرة عليها بشكل نهائي، بعد أن عمد داعش إلى إشعال الحرائق في الآبار التي كانت تحت سيطرته، مؤكدا أن إخماد الحرائق في الآبار جرى خلال فترة وجيزة.
وأشار جهاد إلى أن كوادر الوزارة المتخصصة بإخماد الحرائق بذلت جهودا كبيرة في السيطرة على النيران التي أضرمتها مليشيات داعش، موضحاً أن "كوادر الوزارة كانت قد سيطرت في وقت سابق على النيران التي اندلعت في بئرين نفطيتين ضمن حقل خباز المجاور".
وكان التنظيم قد أحكم سيطرته على آبار النفط في منطقة شرقي صلاح الدين في صيف العام الماضي، عندما تمدد في شمال وغرب البلاد.
لكن حقول النفط الرئيسية ومنظومة التصدير الاستراتيجية في جنوب البلاد بقيت في منأى عن الهجوم. ولم تتأثر صادرات الخام العراقية وبقيت تحوم حول 2.5 مليون برميل يوميا، بل وأعلن المسؤولون عن استهدافهم زيادة الصادرات العراقية خلال الفترة المقبلة.
اقرأ أيضاً:
العراق يبدأ بيع خام البصرة الثقيل من مايو