استمع إلى الملخص
- يسعى العراق لتنويع مصادر الطاقة عبر الطاقات المتجددة ومشاريع الدورة المركبة، بهدف تحقيق استقرار الشبكة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وسط أزمة طاقة مستمرة منذ 20 عاماً.
- يعتمد العراق بشكل كبير على الغاز الإيراني لتوليد الكهرباء، ويواجه تحديات بسبب العقوبات الأميركية، مما يدفعه لتعزيز التنسيق مع وزارة النفط لتعويض النقص.
أعلنت وزارة الكهرباء العراقية اليوم الاثنين، إنجاز 90 % من مشروع الربط الكهربائي الخليجي، مشيرة إلى مضي العراق قدماً في تنويع مصادر الطاقة. ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى قوله إن "الوزارة مستمرة في تنفيذ مشاريع الربط الكهربائي بهدف تعزيز استقرار الشبكة الكهربائية وتنويع مصادر الطاقة".
وأوضح موسى أن "مشاريع الربط الكهربائي إلى جانب مشروعات الدورة المركبة والاعتماد على الطاقات المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وتدوير النفايات، تسهم في تحقيق استقرارية عالية للشبكة الكهربائية، فضلاً عن إمكانية تبادل المنفعة ودخول العراق عضواً مهمّاً في سوق الطاقة الإقليمي، سواء العربي أو الخليجي".
وأشار إلى أن "نسبة الإنجاز في مشروع الربط العراقي الخليجي وصلت إلى 90 %، حيث تعمل ثلاث شركات ضمن هيئة الربط الكهربائي الخليجي على إنشاء الخط الناقل الذي يربط محطة الفاو في العراق بمحطة الوفرة في الكويت". وأضاف أنه "من المتوقع أن تدخل المرحلة الأولى من المشروع الخدمة بطاقة تصل إلى 500 ميغاواط لتغذي محافظة البصرة مطلع العام المقبل".
العراق يتوسع في مشاريع الربط الكهربائي
وبشأن مشروع الربط العراقي الأردني ذكر المتحدث أن "الجزء الأول من مشروع الربط العراقي الأردني دخل الخدمة بطاقة 54 ميغاواط، مما أسهم في إيصال الكهرباء إلى قضاء الرطبة بعد 11 عاماً من الاعتماد على المولدات". وتابع أن المرحلة الثانية جارٍ استكمالها والتي ستربط محطة القائم بمحطة الريشة في الأردن، لافتاً إلى أن المشروع يشمل مراحل متقدمة للربط التزامني بين العراق، الأردن، ومصر.
وبشأن مشروع الربط التركي أشار المتحدث إلى أنه "تم تشغيل المرحلة الأولى بطاقة 300 ميغاواط في المنطقة الشمالية، ويجري العمل على استكمال المرحلة الثانية بطاقة إضافية تبلغ 600 ميغاواط. وأوضح أنه تم توقيع العقد الاستشاري الفني لمشروع الربط مع السعودية، وتحديد نقاط الربط وآليات العمل، بطاقة أولية تصل إلى 1000 ميغاواط، متوقعاً أن يكتمل المشروع خلال 36 شهراً.
وأكد المتحدث أن "العراق يمضي قدماً في تنويع مصادر الطاقة عبر مشاريع الربط الكهربائي مما يجعله منتفعاً وممراً مهماً للطاقة، مع الحفاظ على أمنها".
ويواجه العراق أزمة طاقة مزمنة منذ ما يزيد عن 20 عاماً، وتعمل الوزارة على عدد من المشاريع لحل الأزمة من بينها مشروعات الربط الكهربائي مع دول الجوار، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري في توليد الطاقة عبر مشروعات جديدة أيضاً لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.
وبلغ إنتاج العراق من الكهرباء العام الماضي 24 ألف ميغاواط، بينما يبلغ حالياً 25 ألف ميغاواط. ويصل العجز غلى نحو 14 ألف ميغاواط تقريباً. وتلجأ الحكومة العراقية إلى التقنين عبر قطع التيار الكهربائي خلال ساعات معينة من اليوم. ويستورد العراق حالياً ما بين ثلث و40% من احتياجاته من الكهرباء والغاز من إيران، لكنه لا يزال يعاني انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، خاصة في أشهر الصيف.
أعلنت وزارة الكهرباء العراقية في نومفبر/تشرين الثاني الماضي، عن فقدان 5500 ميغاواط نتيجة توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل، مؤكدة أنها سترفع تنسيقها مع وزارة النفط لتعويض ما خسرته المنظومة من الغاز. ويعتمد العراق على الغاز الإيراني لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية. والعام الماضي، أكد وزير النفط الإيراني جواد أوجي تمديد صادرات غاز بلاده إلى العراق لخمس سنوات مقبلة، بعد أن تأخر وصول الغاز أكثر من شهرين، بسبب "صيانة أنابيب نقل الغاز"، ما أدى إلى تقليص صادرات إيران من الغاز إلى العراق.
وكثيراً ما تقطع إيران إمداداتها عندما تحتاج إلى المزيد من الكهرباء في الداخل، ولأن العراق يواجه صعوبة في دفع ثمن الواردات بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على إيران. وتضغط الولايات المتحدة على العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، لخفض اعتماده على الغاز الإيراني.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)