يتجنب كبار المسؤولين في شركات عالمية كبيرة التحدث عن توقعات بشأن تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، وفقاً لما أوردت "بلومبيرغ"، نتيجة الصورة الضبابية المرتبطة باحتمالات اتساع دائرة الصراع إلى جبهات أُخرى، ومنهم مسؤولون في "غولدمان ساكس غروب" و"بلاك روك" و"يونايتد إيرلاينز هولدينغز".
لكن مع تزايد موسم أرباح الربع الثالث، لن يكون لدى العديد من الشركات خيار سوى مواجهة المستثمرين والموظفين وبقية أصحاب المصلحة الذين يتوقعون أن يكون لقادة شركاتهم تأثير في الأحداث العالمية.
عن هذا الموضوع تقول مؤسسة شركة "تيمين أند كومباني" لاستشارات الأزمات في نيويورك ديفيا تيمين إن الرؤساء التنفيذيين "يطرحون جميعاً السؤال نفسه: إذا قلت شيئاً فهذا رأيك، لكن بالقدر نفسه أنت في خطر إذا لم تقل شيئاً، لأن الصمت هو بيان، لذا فإن الصمت مثير للجدل أيضاً".
وتبدو الشركات العالمية الكبرى مترددة عموماً حتى الآن في الخوض في التصريحات حول المعارك، حيث أصدر نحو خُمس أكبر 100 شركة فقط في مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بيانات رسمية حول العدوان الإسرائيلي اعتباراً من 17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وعلى النقيض من ذلك، أصدرت جميعها تقريباً بيانات رسمية حول حرب أوكرانيا. وقد أدى ذلك بدوره إلى انتقادات من بعض الموظفين مفادها أن قادة شركاتهم لم يتحدثوا بسرعة كافية.
شركة "نايكي"، مثلاً، لم تصدر بياناً عاماً. وفي حين أرسل رئيس قسم أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة صناعة الأحذية الرياضية بريداً إلكترونياً إلى الموظفين بعد وقت قصير من اندلاع المواجهة حول "التأثير المدمر" للعنف، لم يمر سوى أسبوع تقريباً بعدما شجب الرئيس التنفيذي جون دوناهو "الهجمات المروعة" في رسالة على مستوى الشركة.
وقال بعض الموظفين إنهم أصيبوا بخيبة أمل إزاء الرد، وفقاً لرسائل من مجموعة موظفين يهود اطلعت عليها "بلومبيرغ"، واستشهد أحد الموظفين بالبريد الإلكتروني الذي أرسله الشخص مباشرة إلى دوناهو، متسائلاً لماذا لم يُدن الرئيس التنفيذي هجوم المقاومة.
بينما سأل آخر عن سبب تخصيص حملة جمع تبرعات تنظمها الشركة فقط للمنظمات في غزة وليس في دولة الاحتلال أيضاً، في حين أوضحت "نايكي" أن حملتها تشمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهي منظمة تعمل غالباً في غزة والضفة الغربية كما في إسرائيل.