الطلب الأوروبي يرفع أسعار إمدادات النفط البديلة

13 فبراير 2024
تعطل شحنات الشرق الأوسط يدفع أوروبا لشراء النفط من غرب أفريقيا وأميركا (فرانس برس)
+ الخط -

يرفع الطلب الأوروبي المتزايد على النفط أسعار الخامات القادمة من الأسواق البديلة، حيث تتزايد الشحنات من غرب أفريقيا وكذلك بحر الشمال والولايات المتحدة وأميركا الجنوبية.

وتستفيد المصادر البديلة من استمرار الاضطرابات في البحر الأحمر، حيث يؤدي هذا الوضع إلى ارتفاع تكلفة براميل النفط في السوق الفعلية، بينما تعمل مصافي النفط في أوروبا على زيادة مشترياتها من الخام، خاصة بعد ارتفاع أسعار الديزل وتعطل الشحنات المستوردة من الشرق الأوسط.

وعُرض مؤخراً خامان رئيسيان من غرب أفريقيا، هما "فوركادوس" و"إيجينا"، بعلاوات سعرية تزيد عن 5 دولارات و7 دولارات للبرميل فوق خام برنت العالمي المؤرخ، الذي يُنظر له كمعيار رئيسي للسوق العالمية. بينما قبل شهر كان السعر أعلى بنحو 4 دولارات و6 دولارات لدرجتي الخام.

وقال متعاملون لوكالة بلومبيرغ الأميركية، إن الدرجتين استفادتا من تركيبتهما الغنية بالديزل، فضلاً عن تأخر ناقلات النفط الوافدة إلى القارة من الشرق الأوسط، بسبب هجمات الحوثيين في اليمن على السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية تحديداً في البحر الأحمر. كما أدت هذه الاضطرابات إلى شراء شركات التكرير الأوروبية للنفط من وجهات أقرب.

ووفق فيكتور كاتونا، كبير محللي النفط الخام في مؤسسة "كبلر" المتخصصة في تحليل بيانات الطاقة وأسواق السلع، فإن "السوق الفعلية تأثرت باضطرابات البحر الأحمر وتعطيلها لشحنات النفط، مع زيادة احتياجات أوروبا من النفط الخام".

وتشهد أوروبا نقصاً نسبياً في إمدادات الديزل، ويعود ذلك جزئياً إلى انقطاع الإمدادات في الشرق الأوسط، ما يعني أن المصافي حريصة على معالجة المزيد من الوقود بخامات مواتية بهدف تحقيق أقصى قدر من الأرباح. وسجل الديزل أعلى مستوى خلال أربعة أشهر عند 32.88 دولاراً للبرميل، يوم الجمعة الماضي، وفقاً لبيانات بلومبيرغ.

وبجانب الإمدادات القادمة من غرب أفريقيا تأتي شحنات النفط من بحر الشمال والولايات المتحدة وأميركا الجنوبية. ووفق مذكرة لشركة "كبلر" صادرة في وقت سابق من فبراير/شباط الجاري، تراجع عبور ناقلات النفط في قناة السويس المصرية بنسبة 23% في ديسمبر/كانون الأول 2023 مقارنة بالشهر السابق له. وكان التراجع أكثر وضوحاً بالنسبة إلى غاز البترول المسال، الذي انخفض 65% والغاز الطبيعي المسال الذي هوى 73%.

وتأتي توترات البحر الأحمر واحتمالات اتساع الصراع في الشرق الأوسط الحيوي لإمدادات النفط عالمياً، في وقت تشهد صناعة النفط العالمية تغيرات كبيرة في ديناميكيات الإمدادات، حيث تنتقل من المنتجين الرئيسيين في المنطقة إلى الولايات المتحدة ودول أخرى.

وشهدت الولايات المتحدة نمواً غير متوقع في إمدادات النفط في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى مستوى قياسي جديد العام الجاري. وتنتج الآن أكثر من أي دولة أخرى على الإطلاق.

ووفق تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، من المتوقع أن يرتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام في 2024 إلى أكثر من 13.1 مليون برميل يومياً، بينما بلغ نحو 12.92 مليون برميل العام الماضي، بزيادة 8.5% عن العام السابق له.

وكان 2023 هو العام الثاني على التوالي الذي يشهد إنتاج النفط الخام خلاله نمواً بعد زيادة بنسبة 5.7% أو 600 ألف برميل يومياً خلال 2022.

المساهمون