الصين قلقة على مصالحها الاقتصادية في المنطقة جراء الحرب على غزة

16 أكتوبر 2023
ناقلات نفط في ميناء شاندونغ الصيني (Getty)
+ الخط -

تبدو الصين قلقة من تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتداعياتها على مصالحها الاقتصادية الواسعة في المنطقة العربية وإيران، وتمددها في منطقة الشرق الأوسط.

وسط الدعم الغربي الصريح والواسع لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتياهو في حملة القصف الجنوني على سكان غزة ومحاولة تهجيرهم إلى سيناء، جاءت انتقادات بكين للحرب الإسرائيلية على غزة.

وحسب تقرير لقناة "سي إن بي سي" الأميركية اليوم الاثنين، حثت الصين إسرائيل على وقف العقاب الجماعي للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، بينما كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتجول في الشرق الأوسط خلال عطلة نهاية الأسبوع.

تستهلك الصين يومياً نحو 10 ملايين برميل، تستورد معظمها من دول الخليج وإيران والعراق

وتتخوف الصين، التي تعاني اقتصادياً منذ أكثر من عام، من تمدد الحرب خارج قطاع غزة لتؤثر على مرور حاويات النفط عبر مضيق هرمز، الذي تمر به يومياً 17.5 مليون برميل يومياً، وعلى قناة السويس، الشريان الحيوي لتجارتها العالمية.

وتستهلك الصين يومياً نحو 10 ملايين برميل، تستورد معظمها من دول الخليج وإيران والعراق. كما أن لدى الصين استثمارات ضخمة في إيران واتفاقية طويلة الأجل تمتد لـ25 عاماً بنحو 400 مليار دولار.

وحتى الآن، ارتفعت أسعار النفط منذ عملية " طوفان الأقصى" بمستويات متواضعة، ولكن المخاوف من تمدد الحرب إلى المضايق المائية في المنطقة لا تزال تسيطر على المتعاملين. 

وحسب نشرة "إنسايتس غلوبال" العالمية المتخصصة في الطاقة والشؤون الدولية، تقدر صادرات السعودية وحدها من النفط إلى الصين سنوياً بنحو 28.1 مليار دولار، أو ما نسبته 15.9% من إجمالي واردات الصين من النفط الخام.

كما تقدر صادرات العراق النفطية سنوياً بما قيمته 19.2 مليار دولار (نحو 10.9% من إجمالي واردات الصين). وتعد كل من سلطنة عمان والإمارات والكويت أيضاً من بين أكبر 10 موردين للنفط إلى الصين.

أدى اعتماد الصين على الشرق الأوسط للحصول على النفط والغاز إلى زيادة الأهمية الاستراتيجية للمنطقة العربية بالنسبة لبكين

وربما يكون أفضل مثال على تعطش الصين لنفط الشرق الأوسط هو حالة إيران، إذ خلال العام 2020 وحتى أوائل عام 2021، صدرت إيران ما يقرب من 17.8 مليون طن (306 آلاف برميل يومياً) من النفط الخام إلى الصين في مواجهة العقوبات الأميركية على الطاقة الإيرانية.

وأدى اعتماد الصين على الشرق الأوسط للحصول على النفط والغاز إلى زيادة الأهمية الاستراتيجية للمنطقة العربية بالنسبة لبكين.

وبناء على ذلك، سعت الصين إلى توسيع تعاونها مع منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة إلى ما هو أبعد من قطاع الطاقة، حيث عملت على بناء مشاريع البنية التحتية البحرية والسكك الحديدية في إطار مبادرة الحزام والطريق، والاستثمارات في التقنيات المتقدمة مثل شبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والطاقة النووية.

ووفقاً لمعهد أميركان إنتربرايز، تدفقت أكثر من 123 مليار دولار من الصين إلى الاستثمارات المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط بين عامي 2013 و2019.

وقد أدى التشابك الاقتصادي الناتج إلى خلق اعتماد متبادل، جعل الصين لاعباً رئيسياً في المنطقة. وبالتالي، يقول محللون إن بكين تبدو قلقة من تطور الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي استمرت منذ الأسبوع الماضي بغارات جوية وحشية، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 2670 شخصاً، وقطعت الغذاء والماء والوقود والكهرباء عن القطاع الفلسطيني المحاصر.

المساهمون