استمع إلى الملخص
- الدولار الأمريكي شهد تراجعًا طفيفًا وسط ضبابية بشأن السياسات الاقتصادية الأمريكية، بينما لم تتأثر العملات المرتبطة باليوان بشكل كبير، وشهد الدولار الكندي تراجعًا بسبب توقعات سياسية.
- استقرت أسعار الذهب عالميًا كتحوط ضد الضبابية السياسية والتضخم، مع توقعات بتباطؤ خفض الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بينما ارتفعت الفضة وانخفضت أسعار البلاتين والبلاديوم.
هبط اليوان الصيني في السوق المحلية إلى أدنى مستوى في 16 شهراً إلى 7.3289 للدولار، في حين انخفضت العملة الصينية في السوق الخارجية 0.06% إلى 7.3558 للدولار. وتراجع اليوان في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي، يوم الجمعة، إلى ما دون 7.3 للدولار، وهو مستوى مهم من الناحية النفسية في السوق المحلية للمرة الأولى منذ 14 شهراً بعدما دافع بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) بقوة عن هذا المستوى على مدار معظم شهر ديسمبر/كانون الأول.
وقال راي أتريل، رئيس قسم استراتيجية النقد الأجنبي في بنك أستراليا الوطني: "يبدو أن بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) توقف عن الدفاع عن مستوى 7.30". وأعلن البنك المركزي الصيني، السبت، عن خطة نقدية تيسيرية معتدلة تهدف إلى تعزيز الطلب المحلي لتحفيز النمو، بعد أيام من دعوة الرئيس شي جين بينغ إلى سياسات اقتصادية كلية أكثر فعالية، وهو ما يسمح بمزيد من خفض أسعار الفائدة وتراجع سعر صرف اليوان في مسعى لمواجهة السياسات الحمائية المتوقعة ومنح صادراتها مزيداً من المنافسة السعرية أمام صادرات باقي دول العالم، وهو ما يثير في الوقت نفسه مخاوف نشوب ما يسمى حرب العملات.
وتسمح القواعد الصينية لليوان بالارتفاع أو الانخفاض بنسبة 2% عن السعر الاسترشادي للبنك المركزي في كل يوم تداول في سوق الصرف الأجنبي الفورية. وقالت وكالة بلومبيرغ الأميركية في تقرير لها، السبت، إنّ "قرار الصين هذا الأسبوع السماح لعملتها بالضعف مقابل الدولار إلى ما يتجاوز المستوى الذي دافعت عنه لأسابيع يسلط الضوء على احتمال أن يشهد عام 2025 توترات كبرى بشأن سياسة سعر الصرف".
وضخ بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، اليوم الاثنين، 14.1 مليار يوان (1.96 مليار دولار تقريبا)، من خلال آلية إعادة الشراء العكسية لأجل سبعة أيام بفائدة قدرها 1.5%. ويقول البنك المركزي إن هذه الخطوات تستهدف المحافظة على سيولة نقدية في النظام المصرفي مقبولة ووفيرة. وبلغ السعر الاسترشادي لسعر اليوان من بنك الشعب الصيني 7.1876 يوان لكل دولار، بانخفاض قدره 2 بيب صيني (اليوان = 100 بيب)، عن مستواه أمس وكان 7.8178 يوان.
تراجع ضئيل للدولار وسط ضبابية في الأسواق
وفي أسواق العملات، تراجع مؤشر الدولار قليلا إلى 108.89، كما انخفض سعر صرف الدولار اليوم الاثنين قليلا، لكنه ظل بالقرب من أعلى مستوى في عامين مع ترقب المتعاملين مجموعة من البيانات الاقتصادية الأميركية هذا الأسبوع لاستيضاح مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن أسعار الفائدة.
وينصب تركيز السوق على تقرير الوظائف في الولايات المتحدة، المقرر صدوره يوم الجمعة. وقد توفر البيانات المزيد من الأدلة على خطط أسعار الفائدة التي يتبناها المركزي الأميركي بعدما أحدث حالة من الاضطراب في الأسواق الشهر الماضي بتقليصه توقعاته لخفض أسعار الفائدة لعام 2025. كما يترقب المستثمرون أيضا تقرير إيه.دي.بي لبيانات الوظائف وفرص العمل، بالإضافة إلى محاضر آخر اجتماع للسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي.
وتلقى الدولار دعما إضافيا لكونه ملاذا آمنا وسط غموض إزاء خطط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية باهظة على الواردات وخفض الضرائب وفرض قيود على الهجرة عند بداية ولايته في 20 يناير/كانون الثاني. ومن المتوقع أن تؤدي التعرفات الجمركية وسياسات الحماية التجارية التي يقترحها إلى تأجيج التضخم.
وقال أتريل، من بنك أستراليا الوطني: "لا يزال هناك قدر مهول من الغموض إزاء السرعة التي سنراها في إعلان السياسات ومدى توافق الواقع مع التصريحات، لذا أعتقد أن هذا يترك قدرا كبيرا من الضبابية في الأسواق". وأضاف "من الصعب حقاً أن نرى الدولار يتعرض لأي ضرر".
وقال مصدر لوكالة رويترز إن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو من المرجح أن يعلن عن عزمه على التنحي عن منصبه لكنه لم يتخذ بعد قرارا نهائيا. وذكرت صحيفة غلوب اند ميل في وقت سابق أن من المتوقع أن يعلن ترودو استقالته اليوم الاثنين. ووضعت الأسواق ذلك في الحسبان إلى حد كبير على ما يبدو وقد ترحب بإجراء انتخابات، ما أدى إلى تراجع الدولار 0.36% مقابل نظيره الكندي إلى 1.4395 دولار كندي.
ولم يتأثر الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي، اللذان يستخدمان عادة مؤشرين لأداء العملة الصينية، بتحرك اليوان هبوطا يوم الجمعة، إذ ارتفع كلاهما بنحو 0.2% في التعاملات الآسيوية. وسجل الدولار الأسترالي في أحدث تعاملات 0.6227 دولار، فيما ارتفع الدولار النيوزيلندي 0.22% إلى 0.56245 دولار. ولم يطرأ تغير يذكر على اليورو ليبقى عند 1.0310 دولار. وارتفع الجنيه الإسترليني 0.13% إلى 1.2440 دولار. وانخفض الين 0.24% إلى 157.66 للدولار.
استقرار أسعار الذهب
وفي أسواق المعادن النفيسة، استقرت أسعار الذهب اليوم الاثنين، وبحلول الساعة 00.34 بتوقيت غرينتش استقرت أسعار الذهب عند 2639.56 دولارا للأوقية (الأونصة)، وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1% إلى 2652 دولارا للأوقية. وترتفع أسعار الذهب عندما تنخفض أسعار الفائدة، فضلا عن أنه يستخدم كتحوط في أوقات الضبابية السياسية والتضخم. وقد يدفع هذا المركزي الأميركي إلى التباطؤ في خفض أسعار الفائدة، وهو ما يحد من ارتفاع أسعار الذهب.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 29.64 دولارا للأوقية، وانخفض البلاتين 0.7% إلى 931.70 دولارا للأوقية، وتراجع البلاديوم 0.4% إلى 918.63 دولارا للأوقية.
(رويترز، العربي الجديد)