الصين تتخذ خطوات لحلّ نزاعها التجاري مع أستراليا

11 ابريل 2023
مزرعة شعير في مقاطعة فكتوريا بأستراليا (getty)
+ الخط -

اتخذت الصين خطوات من شأنها حل نزاع تجاري مع أستراليا بشأن الشعير، في أحدث مؤشر على أن العلاقات التجارية بين البلدين تتجه للتحسن رغم سعي كانبيرا لبناء علاقات عسكرية أعمق مع واشنطن. وذلك وفقاً لتقرير في صحيفة "وول ستريت جورنال" اليوم الثلاثاء.

وقال مسؤولون أستراليون إن الصين ستراجع رسوم 80.5% على واردات الشعير الأسترالي خلال الأشهر المقبلة. وتتجه أستراليا لتعليق قضيتها في منظمة التجارة العالمية التي رفعتها ضد بكين بخصوص قيود الشعير.

ونشب الخلاف بين أستراليا والصين أثناء فترة الوباء، عندما أغضبت الحكومة الأسترالية السابقة بكين من خلال الدعوة إلى إجراء تحقيق في أصل Covid-19، الذي تم العثور عليه لأول مرة في الصين. ثم وضعت الصين قيوداً مختلفة على الشعير والواردات الأسترالية الأخرى، بما في ذلك الفحم ولحم البقر والنبيذ والكركند.

في الآونة الأخيرة، سعت الحكومة الجديدة في كانبيرا، بقيادة رئيس الوزراء أنطوني ألبانيز من حزب العمال، إلى إصلاح العلاقات مع بكين التي تعد أكبر شريك تجاري لأستراليا وتشتري منها الكثير من خام الحديد.

ويرى محللون أن رئيس الوزراء أنطوني ألبانيز أمام موازنة صعبة، حيث دعمت حكومته أيضاً اتفاقية Aukus العسكرية مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وتحركت مؤخراً لحظر تطبيق مشاركة الفيديو TikTok في بكين على الأجهزة الحكومية.

وقال بعض محللي السياسة الخارجية إن نشر التفاصيل الشهر الماضي التي تحدد كيفية حصول أستراليا على غواصات تعمل بالطاقة النووية بموجب اتفاق أووكوس قد يدفع بكين إلى إبطاء المفاوضات بشأن المسائل التجارية. وانتقدت الصين خطة الغواصة لتشجيعها سباق تسلح النووي في المنطقة.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونج اليوم الثلاثاء عندما أعلنت صفقة الشعير "يسعدنا أن الصين دخلت في حوار". وتابعت "من الواضح أننا سنواصل التأكيد أن هذه العوائق التجارية غير مبررة وأنه من مصلحة كلا البلدين إزالتها".

وردّاً على سؤال حول الاتفاق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين، إنّ الصين وأستراليا شريكان تجاريان مهمان، وإن تحسين العلاقات سيساعد في تعزيز السلام في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وأضاف "سنعمل على إعادة بناء الثقة المتبادلة بين البلدين وعودة العلاقات الثنائية إلى المسار الصحيح".

و في الأشهر الأخيرة خففت الصين القيود المفروضة على السلع الأسترالية وأنهت فعلياً حظراً على الفحم الأسترالي بينما تعمل على تبني نهج متسامح يفيد نمو اقتصادها. وفي خطوة من الحكومة الأسترالية لتعزيز العلاقات، امتنع مسؤولوها مؤخراً عن انتقاد الصين علناً، وكانت هناك اجتماعات عديدة بين مسؤولين من كلا البلدين.

وبحسب "وول ستريت جورنال"، قال مدير معهد العلاقات الأسترالية الصينية في جامعة التكنولوجيا في سيدني، جيمس لورنسون، إن صفقة الشعير هي حدث يؤكد استمرار تحسن علاقة أستراليا مع الصين، وإنها تخطو نحو المسار الصحيح. وأضاف: "كانبيرا تتراجع  عن قضية منظمة التجارة العالمية لحفظ ماء وجه بكين".

وأكد مسؤولون أستراليون أنهم سيعيدون قضيتهم في منظمة التجارة العالمية إذا لم يتم إلغاء رسوم الشعير. لكن إذا كان الأمر كذلك، فإن عملية المراجعة يمكن أن تكون بمثابة نموذج لرفع القيود المفروضة على النبيذ الأسترالي، حسبما قال المسؤولون. وأضافوا أن مراجعة الصين لقيود الشعير ستكون أسرع في احتمال رفعها من المرور عبر منظمة التجارة العالمية.

وكانت الصين تاريخياً سوق التصدير الرئيسي للشعير الأسترالي، لكن تجارتها توقفت فعلياً بعد أن فرضت الصين رسوماً جديدة على الشعير، وفقاً لوزارة الزراعة الأسترالية. وأجبرت القيود مزارعي الشعير على تحويل محاصيلهم إلى أسواق بديلة حيث لم تكن الأسعار في السوق الصيني مربحة لهم بعد رفع الرسوم.

وقال مستشار الحبوب الأسترالي الذي كان مديراً لمجموعة "بارلي أستراليا"، تريفور بيريمان، إنه على الرغم من أن بكين زعمت بأن المزارعين الأستراليين تلقوا دعماً للبيع بأسعار منخفضة بشكل غير عادل، فإن العديد من العاملين في صناعة الشعير يعتقدون أن أستراليا لديها حجة قوية في منظمة التجارة العالمية. وأضاف: "كان استئناف الحوار إيجابياً بالتأكيد، وأعتقد أننا بدأنا نرى بعض النتائج المادية لذلك أشجع الحكومة على المضي في هذه الجهود".

المساهمون