طلبت السلطات الصينية، من شركات الطاقة الصينية العملاقة المملوكة للدولة، التوقف عن إعادة بيع شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا المتعطشة لهذه المادة الحيوية، في ما قد يكون ضربة للآمال الأوروبية في استمرار التدفقات الكبيرة للغاز الطبيعي المسال لدول القارة العجوز مع اقتراب فصل الشتاء.
وبحسب نشرة "أويل برايس" الأميركية المتخصصة في الطاقة، فقد أخبرت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية (NDRC)، أعلى هيئة تخطيط في الصين، مستوردي الغاز الطبيعي المسال المملوكين للدولة في البلاد، بما في ذلك شركات "صينوبيك" و"بترو تشاينا" و"سي أن أو أو سي"، بالتوقف عن إعادة بيع شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، والاحتفاظ بها لضمان إمدادات الغاز الصينية لموسم الشتاء.
وحققت شركات الطاقة الصينية أعلى أرباح لها في النصف الأول من العام الجاري، مستفيدة من الحصول على حسومات سعرية من روسيا على المشتقات البترولية وشحنات الغاز المسال.
وفي الأشهر الماضية، كان مستوردو الغاز الطبيعي المسال في الصين يبيعون فائض مخزوناتهم إلى أوروبا ويحققون أرباحا كبيرة من المبيعات، بسبب ضعف الطلب في الصين بسبب عوامل تباطؤ النمو الاقتصادي.
يذكر أن الطلب المحلي الصيني على الغاز الطبيعي تضرر في الشهور الماضية من عمليات الإغلاق المفاجئة للنشاط الاقتصادي، بسبب السياسة المتشددة التي أقرتها الحكومة لمكافحة انتشار فيروس كورونا وتباطؤ النمو الاقتصادي، ما أدى إلى تحويل بعض الشركات شحناتها إلى أوروبا.
وكانت مبيعات الشركات الصينية من الغاز الطبيعي المسال لدول أوروبية مصدر ارتياح لسوق الغاز في هولندا خلال الشهور الماضية، بحسب نشرة "اويل برايس".
ولكن مع تحرك الصين الآن لتأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي المسال خلال فصل الشتاء، فمن المحتمل أن يؤثر القرار الصيني على إمدادات الغاز إلى أوروبا.
وساهمت شركات الغاز الصينية الباحثة عن الأرباح إلى حد ما في تخفيف أزمة الطاقة الأوروبية، حيث تمكنت الدول الأوروبية من ملء مواقع التخزين بشكل أسرع من توقعات مفوضية الاتحاد الأوروبي.
كما ساهمت هذه الشحنات في تراجع أسعار الغاز في أوروبا من مستويات قياسية مرتفعة خلال فترة الصيف، وسجلت خلال الشهر الجاري أدنى مستوياتها. يذكر أن مواقع تخزين الغاز في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي باتت ممتلئة بنسبة 92% اعتباراً من 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفقًا لبيانات مؤسسة "غاز إنفرستركشر يوروب".