الشركات تستبق رسوم ترامب: تسريع عمليات شحن السلع من الصين

26 نوفمبر 2024
تسارع نمو الصادرات بالفعل في الربع الأخير من 2024، جيانغسو في 15 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يتوقع الاقتصاديون أن تصل الصادرات الصينية إلى مستوى قياسي هذا العام، مع نمو بنسبة 7% في الربع الأخير، مدفوعًا بزيادة الطلبات المسبقة بسبب تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية.
- تتخذ الصين تدابير لتعزيز استقرار سلاسل الإمداد العالمية، مع التركيز على الانفتاح وتوسيع السوق، وتقديم دعم مالي ودبلوماسي لشركات التصدير، ومعالجة الحمائية المتزايدة.
- تسعى الصين لتقليل اعتمادها على السوق الأمريكية في ظل التوترات التجارية، من خلال تعزيز التحفيز الاقتصادي وخفض قيمة اليوان، مع التأكيد على التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة.

يتوقع الاقتصاديون أن تصل الصادرات الصينية إلى مستوى تاريخي مرتفع هذا العام، مع اندفاع العملاء إلى تحميل الطلبات مقدماً، نظراً لتهديد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية أعلى عندما يتولى منصبه في يناير/ كانون الثاني المقبل. وسيتسارع نمو الصادرات الصينية إلى 7% في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري قياساً بنفس الفترة من العام الماضي، وفقاً لمتوسط توقعات المحللين الذين استطلعت وكالة بلومبيرغ آراءهم في الفترة من 15 إلى 21 نوفمبر/ تشرين الثاني ونشرتها أمس الاثنين.

وهذا التوقع يمثل ترقية من توقعات بارتفاع بنسبة 5% الذي كان في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قبل الانتخابات الأميركية التي فاز بها ترامب. ومن شأن ذلك أن يدفع إجمالي الصادرات هذا العام إلى 3.548 تريليونات دولار وهو أعلى من الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2022. كما يتوقع أن يصل الفائض التجاري الصيني في 2024 إلى نحو تريليون دولار.

وارتفع فائض تجارة السلع إلى 785 مليار دولار في الأشهر العشرة الأولى، وفقاً للبيانات الصادرة الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى على الإطلاق لتلك الفترة وزيادة بنحو 16% عن عام 2023. وقالت الخبيرة الاقتصادية في مجموعة مايبانك للاستثمار المصرفي إيريكا تاي: "في الأشهر القليلة المقبلة، قد تستفيد الصادرات الصينية من ذعر الشركات الأجنبية التي ستلجأ لعمليات شراء واسعة قبل إقرار الرسوم".

وتوقعت وفقاً لبلومبيرغ أن "يتسبب شبح الحرب التجارية في دفع صناع السياسات في الصين إلى الاعتماد بشكل أكبر على تدابير التحفيز المؤيدة للاستهلاك في العام المقبل". وتسارع نمو الصادرات بالفعل في الربع الأخير من 2024، وهو الأعلى منذ يوليو/ تموز 2022، مما وضع الصين على المسار الصحيح لتحقيق فائض تجاري قياسي قد يصل إلى ما يقرب من تريليون دولار هذا العام، إذ واصلت بكين التطلع إلى المبيعات في الخارج للتعويض عن ضعف الطلب المحلي حتى مع تحول المسؤولين في الأسابيع الأخيرة من خلال ضخ التحفيز في الاقتصاد.

وتعهدت الصين بضمان استقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية، والعمل على تعزيز الانفتاح عالي المستوى وتوسع الوصول إلى السوق بشكل أكبر، والترحيب بمزيد من الشركات الأجنبية للانخراط في التعاون الصناعي في البلاد. وقال لي تشيانغ رئيس مجلس الدولة الصيني، في تصريحات بثتها وكالة شينخوا للأنباء اليوم الثلاثاء، إن بلاده "ستواصل اتخاذ إجراءات ملموسة لضمان استقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية وسلاستها". 

وقال وانغ شوين، الممثل التجاري الدولي الصيني ونائب وزير التجارة، إن بكين ستقدم مساعدة مالية ودبلوماسية لشركات التصدير. وقال في مؤتمر صحافي عُقد يوم الجمعة، في بكين، إن الحكومة ستوجه أيضاً شركات الشحن الصينية لتعزيز سعة الشحن ودعم التجارة الإلكترونية. وأضاف وانغ أن السياسات الجديدة تهدف إلى تعزيز تطوير التجارة "عالية الجودة" ومساعدة الشركات في حل المشاكل العملية في مجالات مثل تمويل التجارة والتأمين والشحن. وأشار إلى أن السياسات تسعى أيضاً إلى معالجة الحمائية المتزايدة، دون تقديم تفاصيل.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية عن سلسلة تدابير لتعزيز التجارة الخارجية وتعهدت بزيادة الدعم المالي للشركات وتوسيع صادرات المنتجات الزراعية. وقالت الوزارة في بيان نشر على الإنترنت إن "الصين ستشجع المؤسسات المالية على تقديم خيارات أكثر لإدارة مخاطر العملة وتعزيز تنسيق السياسات الكلية لإبقاء اليوان مستقراً". وذكر البيان أن  الصين ستوسع أيضاً صادراتها من المنتجات الزراعية وتدعم واردات المعدات الأساسية ومنتجات الطاقة. وأضاف "سنوجه ونساعد الشركات لمواجهة القيود التجارية غير المعقولة من دول أخرى وتهيئة بيئة خارجية جيدة للصادرات".

وخلال الحملة الانتخابية، هدّد ترامب بزيادة الرسوم على السلع الصينية إلى 60%، وهو المستوى الذي تتوقع بلومبيرغ إيكونوميكس أنه سيدمر التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم. خلال فترة ولايته الأولى، فرض ترامب رسوماً جمركية تصل إلى 25% على أكثر من 300 مليار دولار من الشحنات الصينية، مما أثار ردود فعل انتقامية من بكين، وأبقى الرئيس جو بايدن عليها إلى حد كبير.

وأعلنت إدارة بايدن الجمعة الماضي، حظر 30 شركة صينية من التصدير إليها، وبهذه الإضافة، يرتفع إلى 107 عدد الشركات المحظورة الآن من التصدير إلى الولايات المتحدة. وأظهر استطلاع أجرته وكالة رويترز لآراء خبراء اقتصاد الخميس الماضي، أن الولايات المتحدة قد تفرض رسوماً جمركية 40% تقريباً على الواردات من الصين في أوائل العام المقبل، مما قد يقلص نمو الصين بنحو نقطة مئوية واحدة. 

الصين ترد على تهديد ترامب بفرض الرسوم

وأعلن ترامب، أمس الاثنين، أنه سيفرض منذ اليوم الأول لتسلّمه السلطة رسوماً جمركية بنسبة 25% على كل واردات الولايات المتحدة من المكسيك وكندا، وسيزيد بنسبة 10% الرسوم المفروضة على وارداتها من الصين، وذلك لإرغام الدول الثلاث على "وقف تدفق المهاجرين غير النظاميين والمخدرات" لبلاده.

وقال أرين فان ديجكهوزن، كبير الاقتصاديين في ايه بي ان أمرو "ABN AMRO Bank": "نفترض صدمة رسوم جمركية أكبر مقارنة بعام 2018-2019، لكن الصين أصبحت الآن أقل اعتماداً على الولايات المتحدة، وقد طورت دليلاً للرد بما في ذلك خفض قيمة اليوان، وزيادة تحفيز الاقتصاد".

من جانبه، قال ليو بنغ يو، المتحدث باسم السفارة الصينية، في واشنطن إن بكين "تعتقد أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة مفيد بطبيعته للطرفين. لن يفوز أحد في حرب تجارية أو حرب رسوم جمركية". وأشارت السفارة أيضاً إلى خطوات قالت إن بكين اتخذتها منذ اجتماع أميركي صيني في عام 2023 وافقت بعده البلاد على التصدي لتصدير المواد التي تدخل في إنتاج مادة الفنتانيل الأفيونية، وهي السبب الرئيسي وراء حالات تلقي جرعات زائدة من المخدرات في الولايات المتحدة. 

وقال المتحدث "كل هذا يثبت أن فكرة سماح الصين عن علم بتدفق المركبات الأولية للفنتانيل إلى الولايات المتحدة تتعارض تماماً مع الحقائق والواقع".

المساهمون