السياحة الزراعية.. ترفيه للعائلة وحماية للبيئة

18 أكتوبر 2022
يزور السياح المزارع للمشاركة في الأعمال الزراعية سواء لغرض التعليم أو الترفيه (Getty)
+ الخط -

الكثير من الأشخاص، سواء عن قصد أو غير قصد، خلال رحلاتهم السياحية خاصة إلى المناطق الريفية، شاركوا بما يعرف باسم السياحة الزراعية.

في فرنسا، وتحديداً جنوبها، تعرف الكثير من السياح على كروم العنب، وشاركوا في قطافه. وليس بعيداً من ذلك، في إيطاليا المجاورة، في فصل الخريف يبدأ موسم حصاد الزيتون، حيث يشارك الكثير من السياح فيه.

هذا النوع من السياحة، يعرف باسم السياحة الزراعية، وهي فرع من صناعة السياحة البيئية حيث يزور السياح المزارع للمشاركة بالأعمال الزراعية، سواء لغرض التعليم أو الترفيه.

يمكن أن تكون إجازاتكم المقبلة فرصة لإيجاد مغامرة جديدة، إما زرعاً أو حصاداً أو حتى تربية الماشية أو القيام بجولة في مزرعة شاي أو مغامرة كاملة يشارك فيها الضيوف في الصيانة المنتظمة للمحاصيل والماشية لعدة أيام.

الصورة
(Getty)
(Getty)

تايوان المختلفة

رغم التوترات السياسية ومع كونها وجهة اقتصادية مهمة، فإن لتايوان أيضاً منفذا سياحيا استثنائيا.

فهناك أمران يجعلانها مكاناً مثالياً لقضاء إجازة متعمقة بالسياحة الزراعية، حيث توفر العديد من المزارع الصغيرة أماكن إقامة منزلية بحيث يمكن للضيوف الاختلاط بالسكان المحليين بدلاً من الإقامة في الفنادق، ولأن الطعام الذي يتم تقديمه وبيعه يُزرع محلياً، يسهل هذا الخيار دعم الزراعة المستدامة وتقليل انبعاثات الكربون أثناء السفر.

وتُعد تايوان المورقة والوعرة بيئة مثالية لزراعة السكر والأناناس والحمضيات والشاي الخام والهليون، وهي المحاصيل النقدية والتصديرية الرئيسية.

وتوفر نحو 200 مزرعة ترفيهية موزعة على 31 منطقة ريفية معينة جولات في الحقول والمرافق الخاصة بهذه المحاصيل، فرصاً كبيرة لتذوق هذه المنتجات.

الصورة
(فرانس برس)
(فرانس برس)

البساطة في ميورقة

في جزيرة ميورقة الإسبانية الشهيرة، تركز نزل المزارع بشكل أكبر على العزلة، حيث يستقبل السكان السياح والزوار للإقامة في بيوت ريفية يعود تاريخها إلى القرن الماضي، وهم يعيشون حياة شبيهة إلى حد كبير بحياة الفلاحين الأوروبيين في القرن التاسع عشر، حتى إن بعض هذه الأماكن تقدم ألبسة تعود إلى تلك الحقبة.

تقع هذه البيوت في القرى الداخلية لمنطقة ميورقة، ويمكن حجز أسبوع في تلك المزارع، حيث يبدأ الروتين اليومي في ساعات الفجر الأولى، فيحضر السياح بأنفسهم فطورهم المكوّن أساساً من الحليب والبيض الطازج، ومن ثم تبدأ النشاطات، سواء في بساتين البرتقال، أو الموز، وبعد الظهر، ينتقل السياح إلى المصانع التقليدية لتعلم كيفية صناعة الأجبان، والمنتجات الغذائية التقليدية، قبل موعد العشاء.

الصورة
(Getty)
(Getty)

تجربة جديدة برازيلية

كثير من السياح يجهلون كيفية الاستمتاع بالحياة البرازيلية التقليدية، وقد تأسرهم فنون العمارة أو الشواطئ والمنتجعات السياحية، لكن في البرازيل معالم طبيعية استثنائية.

فهي تتميز بمواردها الطبيعية الوفيرة، إضافة إلى صناعاتها الزراعية المتنوعة والحيوية.

وتُعد الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية واحدة من أكبر منتجي الصويا والذرة وقصب السكر والأرز في العالم، وهي مورد متوسط للفواكه والبن والأوكالبتوس والزهور الاستوائية.

وفي حين أن الزراعة ليست الجزء الأكبر من اقتصاد البلاد، فإن الممارسات المبتكرة والمستدامة تجتذب المسافرين المهتمين بالزراعة. وتقدم البرازيل مثالاً عالمياً لتجديد واستعادة المراعي المتدهورة.

ووفقاً للاتحاد البرازيلي للزراعة والثروة الحيوانية، فإن ثلث الممتلكات الريفية الخاصة مخصصة فقط للحفاظ على النباتات المحلية. وتخصص كل مزرعة ما لا يقل عن 20% من الأرض لهذا الغرض.

الصورة
(Getty)
(Getty)

تنمية مستدامة

مع وجود أكثر من 7 آلاف جزيرة، تُعد الفيليبين مكاناً مثالياً لزيارة العديد من مواقع السياحة الزراعية المتنوعة أو التركيز على منتج متخصص.

ويمكن للسياح زيارة مزرعة أناناس شاسعة، مثل مزرعة ديل مونتي الأناناس الأكبر في البلاد، لتذوق المحاصيل، أو بدلاً من ذلك التركيز على عمليات أصغر مثل مزارع الأوركيد ومزارع النحل وتلك التي تركز على الفاكهة الغريبة مثل فاكهة التنين والبابايا.

وتتطلع الحكومة الفيليبينية بنشاط إلى تعزيز ما هو فعلاً مكان ناجح للشركات السياحية والمزارعين، ولا يتعين على المسافرين القلق كثيراً بشأن حواجز اللغة لأن اللغة الإنكليزية يتم التحدث بها على نطاق واسع في البلاد.

الصورة
(فرانس برس)
(فرانس برس)
المساهمون