بات نمط السياحة الثقافية من أبرز الأنماط التي تستقطب ملايين السياح حول العالم، بخاصة أنّها ترتبط مباشرة بكيفية التفاعل الإنساني.
في الماضي، كان الزوار، يعتقدون أن زيارة المتاحف، أو المهرجانات والأمسيات الغنائية وما إلى ذلك، تعد وجهاً من أوجه السياحة الثقافية، لكن هذا المفهوم تبدل، بعدما أعلنت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، أن السياحة الثقافية، هي تفاعل السياح مع مواطني الوجهة السياحية، من خلال الانخراط في العديد من النشاطات، وعلى رأسها، النشاطات المتعلقة بالفنون، والجولات على المناطق الأثرية، والسفر لدراسة طبائع البشر والفلكلور وغيرها.
في عام 2023، قد تكون هناك، العديد من الوجهات التي تعكس نمط السياحة الثقافية، بخاصة مع عودة الفعاليات الدولية، والمهرجانات الغنائية والفنية، والمسرحيات الى ما قبل فترة جائحة كورونا.
فإن كنتم تستعدون لزيارة مناطق ومدن تراثية وثقافية مختلفة، إليكم هذه الوجهات الأكثر استقطاباً للزوار.
الفن في فيينا
لم تأت كلمات أغنية "يا ليالي الأنس في فيينا" التي قامت بأدائها.. من فراغ، بل هي صورة حقيقية عما تعكسه هذه المدينة الأوروبية، كوجه ثقافي وفني على مر العصور.
فبعد رفع القيود عن جائحة كورونا، تستقطب فيينا، والتي تعرف باسم مدينة "الموسيقى" المئات من المهرجانات الفنية هذا العام، فيما تقوم السلطات السياسية في هذا العام، بتسليط الضوء على الإرث الموسيقي الكلاسيكي، من خلال الترويج لرحلات لزيارة منازل العديد من الموسيقيين العالميين، على غرار بيتهوفن، وموزارت، وغيرهما، بهدف تعريف الأجيال الجديدة بجزء من التقاليد الأوروبية.
وتعد فيينا، أيضاً، موطنا لإحدى دور الأوبرا الرائدة في العالم. تقدم دار الأوبرا الشهيرة في فيينا أكثر من 60 عرضاً للأوبرا والباليه لمدة 300 يوم تقريباً في كل موسم. وإن كنتم تريدون زيارة فيينا في العام الحالي، فمن الأفضل زيارتها من إبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران، ومن سبتمبر/أيلول إلى أكتوبر/تشرين الأول.
الفن المعماري في برشلونة
برشلونة مدينة ذات هندسة معمارية مذهلة. عندما تصادف لأول مرة La Sagrada Familia أو تمثال La Pedrera، ستشعر بالأصالة والجودة الفنية، التي لا تضاهيها أي أعمال فنية أخرى. كما يوجد في برشلونة 9 مواقع تراثية عالمية تابعة لليونسكو، 7 منها من عمل أشهر مهندس معماري في المدينة أنطوني غاودي.
وهي أيضاً المدينة الوحيدة في العالم التي حصلت على الميدالية الذهبية الملكية للهندسة المعمارية من المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين.
وينصح دائماً لاكتشاف جمال المدينة، والتعرف إلى وجهها الثقافي، بزيارة سوق الطعام في منطقة La Boqueria، والاستمتاع بمنتزه Tibidabo Amusement Park.
التراث في شنغهاي
مدينة شنغهاي المعروفة أيضاً باسم المركز المالي العالمي وأكبر مدينة في الصين، والمدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم، تمثل واحدة من أجمل المناطق الثقافية، فهي ومن دون منازع، مسقط رأس السينما الصينية، وتفتخر بالعديد من عوامل الجذب الثقافية مثل المتاحف الوطنية والإقليمية، والهندسة المعمارية المتنوعة والمعارض الفنية الرائعة، والمطاعم والمقاهي.
ومن المرجح أن تستقطب هذا العام ملايين السياح مع رفع القيود بشأن جائحة فيروس كورونا.
ومن أكثر ما يمكن القيام به، والتعرف إلى الوجه الحضاري لهذه المدينة، الاستمتاع أولاً برحلة داخل أسرع قطار في العالم، أو الاستمتاع بنزهة هادئة في البحيرات الاصطناعية حيث يعزف مئات الفنانين الموسيقى التقليدية الصينية.
ومن أفضل الأوقات لزيارة هذه المدينة، خلال أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني.
الحضارة الأوروبية
وهل أجمل من أوروبا، تحديداً المدن القديمة، لزيارتها والتعرّف إلى تقاليدها وتراثها؟ من قلب القارة العجوز، تطل مدينة فيزبرم في المجر، غير المعروفة على بعد 120 كيلومتراً من العاصمة بودابست، وهي موطن 60 ألف شخص، وهي واحدة من أقدم المناطق الحضرية في المجر، وحصلت على لقب مدينة الموسيقى التابعة لليونسكو في عام 2019.
والآن، سُمّيت بأوروبا عاصمة الثقافة لعام 2023. سيبدأ برنامج الأحداث الثقافية الذي يستمر لمدة عام في الفترة من 21 يناير/كانون الثاني، مع حفل الافتتاح الكبير للاحتفال بالذكرى المئوية الثانية للنشيد الوطني المجري "هيمنوز"، وكذلك يوم الثقافة المجرية، حيث يمكنكم التمتع بالنشاطات المتنوعة.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
