السودانيون أمام ضغوط معيشية صعبة بعد رفع دعم الوقود وتحرير الدولار الجمركي

24 يونيو 2021
توقعات بارتفاع الأسعار على المستهلكين (أشرف الشاذلي/ فرانس برس)
+ الخط -

يتلقى السودانيون قرارات الحكومة المتسارعة برفع أسعار السلع الرئيسية وتحرير أسعار الخدمات وتغيير قواعد السوق وفق توجيهات صندوق النقد الدولي، بقلق بالغ، وسط توقعات بازدياد الضغوط المعيشية وارتفاع حدة الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية.

فقد أعلن السودان، الثلاثاء، إلغاء العمل بالدولار الجمركي، وهو ما يترتب عليه حدوث قفزات في أسعار السلع المستوردة. وقبل قرار الإلغاء، كان الدولار الجمركي يعادل 28 جنيها سودانيا، بينما يبلغ سعر الدولار في السوق نحو 375 جنيها.

كذا، انتقدت قطاعات اقتصادية مختلفة في السودان خطوة الحكومة الانتقالية بالتحرير الكامل للوقود وزيادة أسعاره بنسبة 100 في المائة يوم 8 يونيو/ حزيران الجاري.

وقال وزير الطاقة والتعدين جادين علي عبيد، لـ"العربي الجديد"، إن القرار صدر بتحرير أسعار الوقود، "وستتم مواكبة تغيرات أسعار النفط عالمياً وتبدلات أسعار العملة شهرياً، عبر لجنة مختصة من الجهات ذات الصلة".

وشرح عبيد أن السعر حر لشركات استيراد الوقود، بحيث تحدده حسب الكلفة مع تحديد هامش ربح بنسبة 4 في المائة لشركات الاستيراد الحكومية، والتي تسيطر على نسبة 50 في المائة من السوق. وأشار إلى قيام الحكومة بوضع ترتيبات ومعالجات لتلافي آثار قرار تحرير الوقود على محدودي الدخل والشرائح الضعيفة.

واستبعد أمين عام الغرفة التجارية في ولاية الخرطوم الطيب طلب، حدوث زيادات كبيرة في أسعار السلع الاستهلاكية في الأسواق تزامنا مع زيادة الوقود "بسبب الركود والتراجع الحاد في القوة الشرائية، باستثناء سلعة السكر التي زادت أسعارها فورا من 12.6 ألفا إلى 13.1 ألف جنيه للجوال زنة 50 كيلوغراماً.

وقال طلب إن مصانع المواد الغذائية تعتمد في إنتاجها على الوقود الحر، وتتضرر من زيادة أسعار الوقود فقط في ترحيل موادها المستوردة من ميناء بورتسودان إلى الخرطوم، وفي نقل السلع الغذائية بعد الإنتاج من المصانع إلى الأسواق، ما يضطرها إلى تغطية هذه الكلفة من المواطن بزيادة أسعار منتجاتها، مشيرا إلى أن أسعار السلع تقفز بنسبة كبيرة تبعا للزيادات اليومية في سعر الصرف أكثر من تحرير الوقود.

وفي فبراير/ شباط الماضي، أعلن البنك المركزي توحيد سعر صرف العملة المحلية الجنيه (تعويم جزئي)، أمام الدولار والنقد الأجنبي.

وقال الأمين العام لاتحاد الغرف الصناعية عباس علي السيد، لـ"العربي الجديد"، إن قرار زيادة تعرفة الوقود وتحرير الأسعار غير موفق، وهو سياسي أكثر منه اقتصادي ويؤثر على قدرة المصانع المحلية في المنافسة الخارجية وعلى اتفاقياتها وصفقاتها التجارية، ويرفع أسعار السلع المحلية كافة ويضعف قدرة المنتجين والمستهلكين على الإنتاج والاستهلاك.

ورصدت "العربي الجديد" عودة طوابير المركبات العامة والخاصة أمام عدد من محطات الوقود واستمرار الندرة. وأكد وكيل محطة وقود في الخرطوم، لـ"العربي الجديد"، اهتمام الحكومة بتحديد الأسعار أكثر من توفير السلعة والتي يتزايد الطلب عليها يومياً، وقال إن الكثير من أصحاب المركبات يتذمرون من ندرة الوقود ويقفون ساعات طويلة للحصول عليه رغم ارتفاع الأسعار.

وسارع أصحاب المركبات العامة بمواقف مواصلات الخرطوم وبحري وأم درمان إلى زيادة كلفة النقل على المواطنين، حيث ارتفعت بشكل متباين حسب بعد المسافة ما بين 150 جنيهاً و200 جنيه على الفرد الواحد.

وأشار مدير شركة سمراوي للباصات السفرية في الخرطوم سمير عرش الدين إلى أن الزيادة الجديدة على أسعار الوقود تؤدي إلى ارتفاع حاد في كلفة التشغيل وتقلص فرص السفر لارتفاع أسعار تعرفة النقل، فيما الكثير من المنتجين يعتمدون على الباصات السفرية في نقل مدخلات إنتاجهم بين الولايات. وتخوف نائب رئيس جمعيات الإنتاج الزراعي في ولاية القضارف حسن زروق، في حديث مع "العربي الجديد"، من تأثيرات زيادة أسعار الوقود الزراعي على رفع كلفة الإنتاج ورسوم النقل.

المساهمون