استمع إلى الملخص
- حوالي 135 دولة واتحاد نقدي يعملون على تطوير العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية، مع تحديات تقنية وسياسية، خاصة في المعاملات العابرة للحدود؛ "إم.بريدج" تسعى لتسهيل هذه المعاملات.
- دول مثل الهند، البرازيل، وروسيا تتجه نحو إطلاق عملات رقمية خاصة، بينما في الولايات المتحدة، مجلس النواب يحظر على الفيدرالي إنشاء دولار رقمي، معللًا ذلك بمخاوف تتعلق بالخصوصية والمراقبة.
انضمت السعودية إلى مجموعة من الدول تسعى لتجربة العملات الرقمية للبنوك المركزية العابرة للحدود التي تهيمن عليها الصين، فيما قد تكون خطوة أخرى نحو تقليص التعامل بالدولار الأميركي.
وبموجب الخطوة، التي أعلنها بنك التسويات الدولية، اليوم الأربعاء، سيكون المركزي السعودي "مشاركاً كاملاً" في مشروع "إم.بريدج" وهو تعاون جرى إطلاقه في عام 2021 بين البنوك المركزية في كل من الصين وهونغ كونغ وتايلاند والإمارات. كما أعلن بنك التسويات الدولية، وهو مؤسسة مالية عالمية مملوكة للبنوك المركزية الأعضاء تشرف على مشروع تجربة العملات الرقمية، أن "إم.بريدج" وصل إلى مرحلة "الحد الأدنى من قابلية المنتج للتطبيق" مما يعني الانتقال به للمرحلة التالية.
العملات الرقمية وهيمنة الدولار
ويعمل ما يقرب من 135 دولة واتحاداً نقدياً، يمثلون 98% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، على استكشاف العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية، لكن التقنيات الجديدة التي يستخدمونها تجعل الحركة عبر الحدود صعبة من الناحية الفنية وحساسة من الناحية السياسية.
وقال جوش ليبسكي، الذي يدير مرصداً عالمياً لتعقب العملات الرقمية الخاصة بالبنوك المركزية في مؤسسة المجلس الأطلسي البحثية ومقرها الولايات المتحدة: "المشروع الأكثر تقدماً للعملات الرقمية للبنوك المركزية عبر الحدود أضاف للتو اقتصاداً رئيسياً من بين مجموعة العشرين وأكبر مُصدر للنفط في العالم".
وتابع "يعني هذا أنه في العام المقبل يمكنكم توقع رؤية توسيع نطاق تسوية السلع الأولية على المنصة بعيداً عن الدولار، وهو أمر قائم بالفعل بين الصين والسعودية ولكن الآن هناك تكنولوجيا جديدة وراءه". وذكر بنك التسويات الدولية أن منصة "إم.بريدج" أصبحت الآن متوافقة مع ""آلة إيثريوم الافتراضية"، وهو برنامج يشكل العمود الفقري للشبكة التي تستخدمها عملة إيثر المشفرة. وأضاف "يسمح ذلك لها بأن تكون أداة اختبار".
ويقول مؤيدو العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية إنها ستحدث المدفوعات بمنحها وظائف جديدة، وستوفر بديلاً للنقود العادية، التي يرون أنها في طريقها للزوال. لكن تظل هناك تساؤلات مطروحة حول سبب اعتبارها تطوراً، في ظل عدم وجود أي إقبال عليها تقريباً في دول تبنتها بالفعل مثل نيجيريا، ومع وجود معارضة سياسية وشعبية لها في بعض البلدان، وسط مخاوف من أن تمكن الحكومات من التجسس على المستخدمين.
وبينما تهيمن الصين على مشروع "إم.بريدج"، فإنها تنفذ أيضاً أكبر مشروع تجريبي محلي للعملات الرقمية للبنوك المركزية في العالم، والذي يشمل حالياً ما يصل إلى 260 مليون شخص، ويغطي 200 احتمال، من التجارة الإلكترونية إلى مدفوعات التحفيز الحكومية. وتخطط اقتصادات ناشئة كبرى أخرى، مثل الهند والبرازيل وروسيا، لإطلاق عملات رقمية خلال العام أو العامين المقبلين، بينما بدأ البنك المركزي الأوروبي العمل على برنامج تجريبي لليورو الرقمي قبل الإطلاق المحتمل في عام 2028.
وعلى النقيض من ذلك، وافق مجلس النواب الأميركي على مشروع قانون يحظر على مجلس الاحتياط الفيدرالي إنشاء "دولار رقمي"، لكن لا يزال يتعين أن يحظى بموافقة مجلس الشيوخ عبر تصويت ليصبح قانوناً. وجاء موقف مجلس النواب على خلفية مخاوف تتعلق بالخصوصية، والإمكانيات التي تتيحها العملات الرقمية للمراقبة الحكومية، وتأثيرها في النظم المالية الحالية، ضمن أسباب أخرى. ولا يعني ذلك بأية حال أنه لن يتم إصدار دولار رقمي في الاقتصاد الأكبر في العالم في أي وقت، وإنما يشير فقط إلى أن مجلس النواب حالياً لا يدعم قيام مجلس الاحتياط الفيدرالي في سعيه لتطوير المنتج.
(رويترز، العربي الجديد)