السعودية تبعد استثمارات الذكاء الاصطناعي عن الصين إرضاءً لأميركا

08 مايو 2024
السعودية تفضل التكنولوجيا الأميركية - كاليفورنيا 13 مارس 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أميت ميدا، رئيس صندوق استثمار سعودي جديد، يعلن استعداد المملكة لسحب استثماراتها من الصين بناءً على طلب الولايات المتحدة، مؤكدًا على أهمية الشراكات الأمريكية في مجالات الذكاء الاصطناعي وصناعة أشباه الموصلات.
- الولايات المتحدة تضغط على السعودية لاختيار التكنولوجيا الأمريكية على الصينية في مشروعها لبناء صناعة أشباه الموصلات، في إطار مخاوف أمنية وطموحات السعودية لتصبح قوة إقليمية في التكنولوجيا المتقدمة.
- المملكة العربية السعودية والإمارات تسعيان للريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، مع تنافس متزايد يشمل بناء مراكز بيانات متقدمة، وسط تدقيق أمريكي متزايد في علاقاتهما التكنولوجية مع الصين.

قال أميت ميدا رئيس صندوق الاستثمار السعودي الجديد المتخصص في استثمارات الذكاء الاصطناعي وصناعة أشباه الموصلات إن بلاده ستسحب استثماراتها من الصين إذا طلبت منها الولايات المتحدة ذلك.

ونقلت "بلومبيرغ" عن الرئيس التنفيذي لشركة آلات، المدعومة بمبلغ 100 مليار دولار من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، قوله: "حتى الآن كانت الطلبات هي إبقاء سلاسل التصنيع والتوريد منفصلة تمامًا، ولكن إذا أصبحت الشراكات مع الصين مشكلة بالنسبة للولايات المتحدة، فسنسحب استثماراتنا".

وأبلغ المسؤولون الأميركيون نظراءهم السعوديين أنهم بحاجة إلى الاختيار بين التكنولوجيا الصينية والأميركية، في مشروعهم الهادف لبناء صناعة أشباه الموصلات في المملكة العربية السعودية، حسبما ذكرت "بلومبيرغ" عن المحادثات الجارية بين البلدين حول مجموعة من قضايا تتعلق بالأمن القومي.

وقال ميدا في مقابلة مع "بلومبيرغ نيوز" على هامش المؤتمر العالمي لمعهد ميلكن في كاليفورنيا: "نسعى إلى شراكات موثوقة وآمنة في الولايات المتحدة. أميركا هي الشريك الأول بالنسبة لنا والسوق رقم واحد في مجال الذكاء الاصطناعي والرقائق وأشباه الموصلات". وأضاف: "شركة آلات ستعلن عن شراكات مع شركتين أميركيتين للتكنولوجيا بنهاية يونيو/حزيران، وستشارك في الاستثمار مع شركة استثمار أميركية". 

وتتنافس المملكة العربية السعودية على الريادة الإقليمية في مجال التكنولوجيا المتقدمة، على أمل إنشاء مراكز بيانات وشركات الذكاء الاصطناعي وتصنيع أشباه الموصلات. وتأتي طموحاتها في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بالتدقيق بشكل متزايد في علاقات دول الشرق الأوسط مع الصين، بسبب المخاوف من أن دولا مثل المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة يمكن أن تكون بمثابة قنوات لبكين للوصول إلى التكنولوجيا التي تُمنع الشركات الصينية من شرائها من الولايات المتحدة.

وطلبت الولايات المتحدة بالفعل من شركة الذكاء الاصطناعي G42 ومقرها أبوظبي التخلص من التكنولوجيا الصينية، مقابل استمرار الوصول إلى الأنظمة الأميركية التي تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ومهدت هذه الاتفاقية الطريق لاستثمار شركة مايكروسوفت الأميركية مبلغ 1.5 مليار دولار في G42.

والشهر الماضي قالت "بلومبيرغ" إن كلاً من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تريدان أن تصبحا القوة العظمى الإقليمية في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن التنافس الناشئ بينهما قد أدى إلى إطلاق سباق لبناء مراكز بيانات صحراوية باهظة الثمن لدعم هذه التكنولوجيا.

وأشارت الوكالة إلى أن مراكز البيانات لن تتمكن وحدها من تحويل أي بلد إلى دولة ذات وزن ثقيل في مجال الذكاء الاصطناعي، رغم استحالة أن يصبح أي بلد كذلك بدونها. ويريد البلدان إنشاء مرافق داخل حدودهما لأسباب تكنولوجية، حيث يعتبران أن القرب من العملاء يمكن أن يسهل الوصول إلى الخدمات ويسرعها، ولأسباب جيوسياسية، لأن البيانات القيمة الموجودة في الخوادم ستكون خاضعة للوائح المحلية ومعزولة عن التدخل الأجنبي.

المساهمون