فصلت الجزائر رسميا في مصير أنبوب الغاز العابر للتراب المغربي نحو إسبانيا، بعدما قررت عدم تجديد العقد الذي يربطها بالرباط والذي ينتهي يوم الأحد في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021
وأصدر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يوم الأحد، قراراً بعدم تجديد عقد تصدير الغاز نحو إسبانيا عبر المغرب والذي ينتهي رسمياً ليل الأحد - الإثنين.
وبحسب ما ذكرت الرئاسة الجزائرية في بيان لها، فإن تبون أمر الشركة الوطنية "سوناطراك" بوقف العلاقة التجارية مع الشركة المغربية وعدم تجديد العقد، وذلك على خلفية ما وصفها بـ"الممارسات ذات الطابع العدواني من المملكة المغربية تجاه الجزائر".
وكشفت رئاسة الجمهورية الجزائرية في بيان يوم الأحد أن "رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمر الشركة الوطنية سوناطراك بوقف العلاقة التجارية مع الشركة المغربية، وعدم تجديد العقد، وذلك بعد استشارة رئيس الوزراء وزير المالية، ووزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، ووزير الطاقة والمناجم، بالنظر إلى الممارسات ذات الطابع العدواني، من المملكة المغربية تجاه الجزائر، التي تمسّ بالوحدة الوطنية."
وأضاف البيان الذي وصل إلى "العربي الجديد" نسخة منه، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون تسلم اليوم تقريرا حول العقد الذي يربط سوناطراك بالديوان المغربي للكهرباء والماء، والمؤرخ في 31 يوليو 2011، الذي ينتهي اليوم، 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وقطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع الرباط اعتباراً من 24 أغسطس/آب الماضي. وفي أعقاب ذلك، قالت مصادر في شركة سوناطراك النفطية الجزائرية إنه جرى إبلاغ إسبانيا بأن الجزائر ستضمن تموينها بالغاز عبر أنبوب "ميد غاز" المباشر بدءاً من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وسط تلميح إلى عدم تجديد عقد تصدير هذه المادة عبر أنبوب آخر يمر من الأراضي المغربية، منذ عام 1996.
ويمتد أنبوب "المغرب العربي ـ أوروبا" لمسافة 1300 كيلومتر، إذ ينطلق من حاسي الرمل، جنوبي الجزائر، ويعبر 540 كيلومترا في الأراضي المغربية، قبل أن يواصل مساره، البحري والبري، إلى قرطبة في إسبانيا.
وتعد الجزائر الممون الأول لإسبانيا بالغاز، كما يستفيد المغرب بشكل كبير من التدفقات المارة عبر الأنبوب الذي يمر بأراضيه إلى أوروبا.
وفي ظل الأزمة بين الجزائر والمغرب، نقلت وكالة رويترز، يوم الاثنين الماضي، عن مسؤول مغربي كبير، قوله إن المغرب يناقش مع إسبانيا "تدفقا عكسيا لخط الغاز" إذا لم تجدد الجزائر عقد التصدير، مضيفا أن خط الأنابيب "أداة للتعاون الإقليمي... لن نتركه يصدأ".
وتبلغ طاقة خط الغاز المار عبر الأراضي المغربية 13.5 مليار متر مكعب، فيما كانت الجزائر قد قالت إنها ستزيد قدرة خط "ميدغاز" الآخر بنسبة 25% لتصل إلى 10 مليارات متر مكعب.