استمع إلى الملخص
- انخفضت أسعار النفط بنسبة 6% نتيجة لتراجع الطلب العالمي وزيادة الإمدادات من خارج أوبك، مع توقعات متشائمة للطلب من الأسواق الرئيسية مثل الولايات المتحدة وأوروبا والصين.
- تأثرت أسعار النفط بالهجمات على حاويات النفط في البحر الأحمر، مما أدى إلى ارتفاع مؤقت في الأسعار، لكن زيادة الإنتاج من دول مثل السعودية وليبيا ساهمت في تصحيح الأسعار.
جنت أونصة الذهب نحو 45% خلال عام من العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك بسبب زيادة المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى، وتخلى البنك المركزي الأميركي عن سياسة التشدد النقدي وخفض سعر الفائدة، بينما خسر برميل خام برنت نحو 6%، وفقاً لحسابات خدمة "إن دي تي في بروفيت" (NDTV Profit) المتخصصة بتحليل الأسواق في تقرير صادر عنها أمس الاثنين، لمناسبة عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر.
وتشير الخدمة في تقريرها إلى تحرك أسعار السلع الأساسية، التي تُعد الأكثر تفاعلاً مع الصراعات الجيوسياسية، بشكل كبير على مدار الـ12 شهراً الماضية. وأوضحت أن الذهب ارتفع بوتيرة صاروخية وسط رياح معاكسة عالمية، بينما سجل النفط انخفاضاً على أساس سنوي، حيث عاكس الركود في الطلب العالمي مخاوف العرض الناجمة عن التوترات في الشرق الأوسط.
وفي التفاصيل، ارتفع سعر أونصة الذهب بنسبة 44.8% بزيادة 820 دولاراً، علماً أن سعرها الفوري كان قد بلغ 1810.51 دولارات في 7 أكتوبر 2023، وبعد عام، يتم تداولها عند حوالي 2653 دولاراً. وفي هذا الصدد، تنقل الخدمة عن نائبة الرئيس الأول لأبحاث السلع الأساسية في شركة كوتاك للأوراق المالية المحدودة، كاينات تشينوالا، قولها إن أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى زيادة الطلب على الذهب كان "شراء الملاذ الآمن وسط التوترات المستمرة في الشرق الأوسط".
ومع ذلك، كان الارتفاع مدفوعاً أيضاً بمجموعة من العوامل الأخرى، بما في ذلك توقعات انخفاض أسعار الفائدة الأميركية، وعمليات الشراء القوية من البنوك المركزية الكبرى في الولايات المتحدة والصين والهند وبولندا وتركيا، والطلب القوي من صناديق الاستثمار المتداولة، وأفراد في الهند وتركيا ومصر والمغرب وغيرها.
وأضافت تشينوالا أنه "منذ يوليو/تموز 2024، شهد الذهب مكاسب شهرية ثابتة، ووصل إلى مستويات قياسية في الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول بعد التحول الذي طال انتظاره من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي بدأ بخفض كبير في أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس".
وأما في ما يخص النفط، فقد انخفض برميل برنت 6%، وهو المعيار العالمي للنفط الخام، بنسبة 6.14% أو 5.2 دولارات، على مدار عام مضى. وبلغت قيمة العقود الآجلة لخام برنت 90.89 دولاراً عندما بدأ العدوان الإسرائيلي، بينما كان متداولاً عند حدود 79 دولاراً في الساعة 09:10 صباحاً بتوقيت غرينتش أمس الاثنين. كذلك، انخفض خام غرب تكساس الوسيط، وهو الخام القياسي الأميركي، بنحو 8.5% أو 7 دولارات، على مدار الأشهر الاثني عشر الماضية. وكان يتداول عند 75.78 دولاراً عند الساعة 09:18 صباحاً بتوقيت غرينتش أمس الاثنين.
وفي الأيام التي أعقبت اندلاع الحرب، ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى عند 93 دولاراً للبرميل. وكان هذا مدفوعاً أيضاً بالهجمات على حاويات النفط المرتبطة بكيان الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه في البحر الأحمر على يد المسلحين الحوثيين في اليمن. ومع ذلك، فقد تم تصحيح الأسعار بحدّة على مدى الأشهر القليلة الماضية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انخفاض الطلب العالمي.
ويمكن أن يُعزى الانخفاض إلى عدة عوامل، بما في ذلك غياب انقطاعات كبيرة في الإمدادات ناجمة عن الصراع المستمر، وزيادة في إمدادات النفط من خارج أوبك، وتوقعات الطلب المتشائمة بشكل متزايد من الأسواق الرئيسية مثل الولايات المتحدة وأوروبا والصين. وإضافة إلى ذلك، أدى الهدوء الموسمي في الطلب إلى زيادة الضغط على الأسعار نحو الانخفاض، كما قالت تشينوالا.
وأوضحت أنه في أواخر سبتمبر 2024، انخفضت أسعار خام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوى لها في 14 شهراً عند 66.95 دولاراً للبرميل، متأثرة كثيراً بتوقعات زيادة الإنتاج من السعودية وليبيا.