الذهب فوق 2500 دولار.. 6 أسباب بينها المواجهات بين حزب الله وإسرائيل

27 اغسطس 2024
متجر ذهب في كولومبيا، 17 يونيو 2022 (Getty)
+ الخط -

يُحافظ الذهب اليوم الثلاثاء على أسعار تفوق المستوى النفسي البالغ 2500 دولار للأوقية (الأونصة)، وسط استمرار الاشتباكات على الحدود اللبنانية بين حزب الله وإسرائيل، وتفاؤل المستثمرين بخفض وشيك لأسعار الفائدة الأميركية. وقد استقرّ الذهب في المعاملات الفورية عند 2515.51 دولاراً للأوقية بحلول الساعة 06:10 بتوقيت غرينتش. وارتفعت الأسعار بأكثر من 21 بالمائة هذا العام، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2531.60 دولاراً في 20 أغسطس/ آب. وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 بالمائة إلى 2551 دولاراً.

وقال ييب جون رونغ؛ خبير الأسواق لدى آي.جي، لوكالة رويترز، إن خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في سبتمبر/ أيلول بات مؤكداً، لكن النقاش الدائر عن حجمه قد يؤدي إلى حالة ترقب، مع تطلع المستثمرين إلى البيانات الاقتصادية المقبلة لتأكيد وجهات نظرهم. ووفقاً لخدمة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي، يتوقع المتعاملون بنسبة 70 بالمائة خفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في سبتمبر، بينما يتوقّع 30 بالمائة منهم خفضاً أكبر بنسبة 50 نقطة أساس. ويرتفع الذهب، الذي لا يدر عائداً، مع انخفاض أسعار الفائدة.

وقالت ماري دالي؛ رئيسة بنك الاحتياطي الاتحادي في سان فرانسيسكو، إن من المحتمل خفض تكاليف الاقتراض بمقدار ربع نقطة مئوية الشهر المقبل. وأضاف ييب جون رونغ: "نتوقع استمرار الاتجاه الصعودي لأسعار الذهب بالنظر لأدائه الإيجابي خلال دورات خفض سابقة لأسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، والطلب الصحي من جانب البنوك المركزية، ومكانته كوسيلة جيدة للتحوط من المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية".

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.6 بالمائة إلى 30.07 دولاراً للأوقية. وانخفض البلاتين 0.2 بالمائة إلى 960.10 دولاراً. وزاد البلاديوم 0.8 بالمائة إلى 965.91 دولاراً.

أسباب ارتفاع الذهب

يشرح موقع مينت المتخصّص أنه توجد ستة أسباب لارتفاع سعر الذهب حالياً، أولها التوتر في الشرق الأوسط، وآخرها تصاعد حدّة العمليات العسكرية ما بين لبنان وإسرائيل.

وقد شهدت أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية، إذ سعى المستثمرون إلى الاستقرار في مواجهة تصاعد الحرب في الشرق الأوسط. وفي ظل غياب أي حل في الأفق، وخاصة مع اقتراب الذكرى الأولى لانطلاقة العدوان الإسرائيلي على غزة، فمن المرجح أن تؤدي أي حرب أخرى إلى زيادة الطلب على الذهب، مما يدفع الأسعار إلى الارتفاع أكثر.

أما السبب الثاني فهو الانتخابات الأميركية المقبلة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، والتي تعتبر حدثاً رئيسياً آخر. تاريخياً، لم تؤد نتائج الانتخابات إلى تحول جذري في أسعار الذهب على الفور، لكن السياسات الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية الأوسع نطاقاً للرئيس الجديد قد تؤدي إلى تقلبات. ونظراً للتأثير العالمي للولايات المتحدة، فمن المرجّح أن تُعزز الانتخابات، إلى جانب عدم اليقين الجيوسياسي الآخر، الطلب على الذهب.

وفي عامها الثالث، تستمر الحرب بين أوكرانيا وروسيا في خلق حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي، ما يجعلها السبب الثالث لارتفاع سعر الذهب. وقد تشير التطورات الأخيرة التي شهدتها أوكرانيا داخل الأراضي الروسية إلى تحول في الصراع. وأي تصعيد، وخاصة في ما يتصل بمزيد من العقوبات أو اضطرابات السوق، قد يدفع المستثمرين إلى التدافع نحو الذهب باعتباره ملاذاً آمناً، وهو ما من شأنه أن يدفع الأسعار إلى الارتفاع.

وقد أثارت احتياطيات الصين المتزايدة من الذهب مخاوف من استعدادها لصراع محتمل مع تايوان. وأي تصاعد في التوترات أو الصراع قد يخلّف عواقب اقتصادية عالمية كبيرة، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب مع سعي المستثمرين إلى الحماية من حالة عدم اليقين.

وصولاً إلى السبب الخامس، حيث كانت دول مجموعة البريكس من كبار المشترين للذهب منذ عام 2022، وستركّز قمتها المقبلة في أكتوبر/ تشرين الأول على القضايا الاقتصادية والاجتماعية والجيوسياسية. وقد يشكّل هذا تحدياً لهيمنة الدولار، حيث قد تستخدم مجموعة البريكس الذهب والنفط لتقويض مكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية، مما يؤثر على أسعار الذهب عالمياً. ويشكّل تغيّر المناخ السبب السادس، إذ إن العديد من البلدان المنتجة للذهب هي من بين البلدان الأكثر عرضة للكوارث البيئية.

المساهمون