تخطى سعر صرف الدولار في السوق السوداء في لبنان اليوم الأربعاء عتبة الـ31 ألف ليرة للمرة الأولى منذ أشهرٍ في مسارٍ تصاعدي سريع يخشى اللبنانيون أن يستكمل تحليقه في ظلّ أخبار تنتشر عن زيادة كبيرة سيلحظها في الفترة المقبلة تترافق أيضاً مع غلاء شامل كانت البداية مع تعرفة الاتصالات.
وفي وقتٍ كان سعر صرف الدولار يُسجِّل صباح اليوم الباكر 30200 ليرة لبنانية، قفز خلال أقلِّ من ساعة إلى 31100 ليرة لبنانية وسط تقلبات كثيرة تدفع بعض المحال التجارية والسوبرماركت إلى التسعير بالدولار واحتسابها تبعاً لتطبيقات الصرف في مخالفة قانونية فاضحة مستغلين أيضاً غياب الأجهزة الرقابية خصوصاً في هذه الفترة وسط انشغالات بالانتخابات النيابية.
وبالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار، تعود طوابير السيارات أمام محطات المحروقات التي فتحت أبوابها في حين هناك عدد من المحطات أقفل اليوم الأربعاء لعدم تسلمه بضائع جديدة وهو ما أثار حالة هلع عند المواطنين الذين يخشون من تجدّد الأزمة ومن أن تكون مقدِّمة لرفع كبير لأسعار البنزين فيما لو أوقف مصرف لبنان منصة صيرفة.
يؤكد عضو نقابة أصحاب المحروقات جورج البراكس لـ"العربي الجديد" أن لا داعي للخوف أو الهلع فنحن أمام شبه أزمة لأن البنزين موجود في البواخر الراسية في البحر لكن التأخير من قبل المصارف التي عليها أن تؤمن الدولار للشركات المستوردة للنفط عبر منصة صيرفة لشراء البضائع.
ويلفت البراكاس إلى أن "هناك محطات نفد المخزون لديها واضطرت إلى الإقفال خصوصاً أن الطلب زاد في الأيام الماضية وفي النهار الانتخابي بينما كانت البلاد في عطلة حتى يوم الاثنين والتسليم كان يتم بكميات ضئيلة جداً على أمل أن تحلّ المشكلة في خلال الساعات المقبلة".
في المقابل، يشدد البراكس على أن "الأهم ليس ما يحصل اليوم بل التفكير في المستقبل، وهو ما ندعو إليه منذ أشهرٍ، إذ على وزارة الطاقة أن تضع آليات مسبقة للتعامل مع أي وضعٍ مستجد ربطاً بمنصة صيرفة، بمعنى أن تضع مخطط سلفاً فيما لو قرر مصرف لبنان إيقاف المنصة وهو سيناريو قد يحصل بأي لحظة، وسبق أن انتشرت أنباء عن أننا سنكون أمام هذا الواقع بعد الانتخابات النيابية، من هنا أهمية وضع آليات لتلجم أي ارتفاع كبير في سعر صفيحة البنزين".
ويعبّر البراكس عن مخاوفه أيضاً من أن تبدأ الشركات بيع المواد بالدولار وفي هذه الحالة لا يمكن لمحطات الوقود أن تشتري بالعملة الصعبة وتبيع بالليرة اللبنانية وفق جدول تركيب الأسعار الذي تعتمده وزارة الطاقة والمياه فعندها ستتكبّد خسائر كبيرة خصوصاً في ظلّ التقلبات السريعة للدولار.
وكان سعر صفيحة البنزين ارتفع أمس الثلاثاء 35 ألف ليرة لبنانية دفعة واحدة ليصبح سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان 552000 ليرة لبنانية، والبنزين 95 أوكتان 542000 ليرة، فيما بلغت صفيحة المازوت الديزل أويل 615000 ليرة لبنانية، بينما وصل الغاز إلى 375000 ليرة.
وعزا البراكس الزيادة التي حصلت إلى ارتفاع سعر كيلوليتر البنزين المستورد ما يفوق 38 دولارا واحتساب سعر الدولار وفقاً لمنصة صيرفة 23200 بدلاً من 22600 ليرة أي بزيادة 600 ليرة للدولار الواحد وما يقارب 12000 ليرة من أصل 35 ألفا. أما بما يتعلق بالمازوت الديزل فحدد سعر الصفيحة 615 ألف ليرة بزيادة 16000 ليرة للصفيحة واحتسب سعر صرف الدولار وفقاً للسوق الموازية بزيادة 1274 ليرة أي من 27012 إلى 28287 ليرة. بينما ارتفعت قارورة الغاز من 16000 ليرة لتصبح 375 ألف ليرة.