استمع إلى الملخص
- يتوقع المحللون ضعف أداء الين واليورو مقابل الدولار، بينما قد يستفيد الفرنك السويسري وعملات الدول المصدرة للمواد الخام، مع تباين التوقعات حول مستقبل اليورو.
- تشير توقعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى زيادة أسعار الفائدة على الدولار، مما يعزز قوته، بينما يواجه اليورو تحديات اقتصادية وسياسية قد تؤثر على نموه.
في عام 2025، من المتوقع أن يقوى سعر الدولار وأن تتأثر أسواق العملات بشكل كبير بالمشهد السياسي والاقتصادي الذي ستشكله الإدارة الأميركية الجديدة في عهد دونالد ترامب، وسيطرة الحزب الجمهوري على الكونغرس، والحروب التجارية التي من المتوقع أن تشنها إدارة ترامب ضد شركاء الولايات المتحدة التجاريين. ومن المتوقع أن يشكل الدولار القوي صداعاً للعملات الناشئة وبعض عملات الدول الصناعية مثل اليورو والين الياباني.
ومن بين العوامل التي ترشح قوة الدولار السياسة المالية، حيث من المرجح أن تؤدي خطط الإدارة الجديدة لسياسة مالية أكثر مرونة، إلى جانب تشديد ضوابط الهجرة، إلى خلق بيئة مؤاتية لقوة الدولار. والعامل الثاني أسعار الفائدة، إذ من المتوقع مع ارتفاع الفائدة نسبيا في الولايات المتحدة، مقارنة بالاقتصادات الأخرى، أن يؤدي ذلك إلى تعزيز الطلب على الدولار. وتشير التوقعات إلى أن عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات قد تصل إلى 5.5% بحلول نهاية عام 2025، ما يعزز جاذبية الدولار. وثالثاً السياسة الحمائية، إذ من المتوقع أن يؤدي موقف ترامب الحمائي إلى ارتفاع الدولار لأنه قد يعيق المنافسة الأجنبية ويدعم الصناعات المحلية.
ويتوقع محللون أن يكون أداء الين واليورو ضعيفًا مقابل الدولار إلى جانب العملات التي تعتمد على التصدير إلى الولايات المتحدة مثل البيزو المكسيكي والدولار الكندي. ومن المتوقع أن يستفيد الفرنك السويسري من سياسات ترامب لأنها ستجعل منه عملة أمان في أوروبا، كما ستستفيد عملات الدول المصدرة للخامات والمعادن والسلع الأولية مثل النفط والغاز والمعادن.
ويتوقع مصرف دويتشه بنك تراجع سعر صرف اليورو إلى دولار واحد بنهاية العام الجاري. وعلى الرغم من أن البنوك الاستثمارية العالمية مترددة في توقع انخفاض العملتين الأميركية والأوروبية إلى ما دون مستوى التعادل، لكن مصرف ويلز فارغو يتوقع إن ينخفض اليورو إلى 0.98 دولار في نهاية العام الجاري. وفي المقابل يتوقع مصرف " يو بي إس" السويسري أن يتعافى اليورو إلى 1.10 دولار، وذلك وفق موقع " كرنسي نيوز" يوم الأربعاء.
وأظهرت توقعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الصادرة في ديسمبر/كانون الأول 2024 زيادة ملحوظة في التوقعات بشأن أسعار الفائدة على الدولار حتى عام 2025، مع معدل فائدة متوقع على الأموال الفيدرالية عند 3.9%. وأشارت اللجنة إلى تباطؤ وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة عما كان متوقعًا في السابق، ما قد يعزز الدولار مقابل العملات الأخرى، بما في ذلك اليورو.
ويشير موقف اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بشأن الحفاظ على أسعار فائدة أعلى وسط الضغوط التضخمية المستمرة إلى أن اليورو قد يواجه تحديات لأنه يتنافس مع الدولار الأقوى. ويقول محللون إن للسياسات المتوقعة، وخاصة في ما يتعلق بالتدابير المالية والتجارة، دور حاسم في تحديد أسعار العملات في كل من الأسواق المتقدمة والناشئة خلال العام الجديد.
وفي أوروبا، أشارت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إلى أن البنك المركزي حقق تقدمًا كبيرًا في السيطرة على التضخم على مدار العام. وهو ما يفتح الباب أمام خفض سعر الفائدة على اليورو وفق محللين. وأعربت عن تفاؤلها بأن عام 2025 سيكون العام الذي يمكن أن يعود فيه التضخم إلى هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%. ومع ذلك، فقد سلطت الضوء أيضًا على عدم اليقين بسبب عدم الاستقرار السياسي المستمر داخل منطقة اليورو والتهديدات المحتملة بحرب تجارية من الولايات المتحدة.
ويشير هذا التعليق إلى أنه على الرغم من احتمال وجود توقعات إيجابية للسيطرة على التضخم داخل القارة، إلا أن العوامل الخارجية قد تعيق النمو الاقتصادي، ما يؤثر على قوة اليورو.