الدور على إيران

17 ديسمبر 2014
تراجع أسعار النفط يتعب إيران(أرشيف/Getty)
+ الخط -

قصم تهاوي أسعار النفط ظهر روسيا، وألحق فقدان الأسعار أكثر من 48% من قيمتها خسائر فادحة بالاقتصاد الروسي تتجاوز 100 مليار دولار، والآن جاء الدور على إيران التي تسعى دول كبرى منتجة للنفط، بالتعاون مع الولايات المتحدة، إلى قصم ظهرها أيضا عن طريق التأثير على إيراداتها النفطية واربكاها من خلال احداث عجز بموازنتها العامة واضعاف قدرة الحكومة على الانفاق ودفعها نحو التقشف.

ومحاولة تركيع روسيا وبعدها إيران ستحقق للدول العربية الكبرى المنتجة للنفط أهدافا عدة، أولها مساعدة أميركا في خنق روسيا للتراجع عن موقفها الحاد تجاه الأزمة الأوكرانية، وثانيها شل قدرات طهران على تقديم مساعدات مالية لحلفائها الإقليميين والدوليين، وغل يدها أيضاً عن مساندة الأنظمة الموالية لها في اليمن والعراق ولبنان وسورية والبحرين وغيرها من دول العالم.

بالطبع في حال استمرار انهيار سعر النفط لن يكون لدى طهران القدرة على تقديم الأموال السخية لحزب الله، أو تمويل عمليات شراء الحزب اللبناني لأسلحة متطورة يقاتل بها إلى جانب النظام السوري أو يواجه بها إسرائيل، ولن يكون بمقدور طهران، حال تكبدها خسائر من تراجع النفط، دعم جماعة الحوثي في اليمن صاحبة الكلمة الأولى في المشهد السياسي بالبلاد.

ولن تستمر طهران في دعم نظام الأسد الذي قدمت له مساعدات عينية ومادية بمليارات الدولارات في حربه على شعبه منذ أكثر من ثلاث سنوات، والتي أباد فيها بشار الحجر والشجر وهجر الملايين لداخل البلاد وخارجها، كما لن تواصل طهران دعمها لشيعة البحرين.

طهران تستشعر بمأزقها وأن هناك مؤامرة تحاك ضدها، وهو ما عبر عنه الرئيس الإيراني، حسن روحاني الذي أكد قبل أيام أن مؤامرة سياسية من قبل دول، لم يسمها، تقف وراء هبوط أسعار النفط، وكرر المعنى النائب الأول للرئيس الإيراني الذي أكد وجود مؤامرة سياسية وراء هبوط الأسعار، وأن الحكومة ستدير البلاد بصورة جيدة حتى لو أوصل المتآمرون سعر البرميل إلى 40 دولارا على حد قوله.

لكن هل هناك أدوات لدى إيران لمواجهة تراجع أسعار النفط، خاصة وأن حليفتها روسيا تعيش نفس المأزق؟

لا أظن، خاصة وأن لجوء إيران لبيع النفط في السوق السوداء الدولية بات غير مجدي في ظل حالة التشبع التي يعيشها السوق.

المساهمون