استمع إلى الملخص
- تواجه الزراعة العمانية تحديات كبيرة مثل التغير المناخي وندرة المياه، مما دفع الحكومة لتبني استراتيجيات مبتكرة لإدارة الموارد المائية وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي.
- التكنولوجيا الحيوية تلعب دورًا محوريًا في تحسين الإنتاج الزراعي من خلال تطوير سلالات مقاومة للأمراض والظروف البيئية القاسية، مما يسهم في تحقيق طفرة نوعية في القطاع.
يشهد قطاع الزراعة في سلطنة عُمان نموًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، حيث تتزايد الجهود لتلبية مستهدفات الأمن الغذائي ومواكبة تحديات السوق العالمية.
ووفقًا لتقرير "Food Outlook" الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة الأممية (FAO)، فإن الزراعة العمانية تُظهر إمكانات كبيرة في تحقيق الاستدامة الغذائية، مع تركيز متزايد على التنوع في المحاصيل وتطوير التقنيات الزراعية الحديثة، مشيرا إلى أن هذه الجهود تستهدف تقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز الإنتاج المحلي لتلبية الطلب الداخلي.
لكن تقريرا للبنك الدولي يشير إلى "تحديات كبرى" تواجه قطاع الزراعة بالسلطنة، تشمل تأثير التغير المناخي وندرة المياه، وهما عاملان يفرضان ضغوطًا كبيرة على الزراعة في المنطقة.
وإزاء ذلك، تتبنى الحكومة العمانية استراتيجيات مبتكرة لإدارة الموارد المائية، مثل تقنيات الري الحديث وإعادة تدوير المياه، بما هي وسائل لمواجهة هذه التحديات، بالإضافة إلى تبني المبادرات الإقليمية والدولية في تعزيز التعاون الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ويقدر حجم سوق الزراعة في سلطنة عمان بمبلغ 2.24 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 3.01 مليارات دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6.16% خلال الفترة من العام الجاري وحتى 2029، وفقا لتقرير نشرته منصة Mordor Intelligence المتخصصة في أبحاث السوق.
وفي السياق، يؤكد الخبير الاقتصادي العماني، مرتضى حسن علي، لـ "العربي الجديد"، أن التحسن الملحوظ في نمو القطاع الزراعي في سلطنة عمان خلال النصف الأول من العام الجاري، سجل معدل نمو بالناتج الإجمالي للقطاع بحوالي 13.2%، وعزا ذلك إلى الدعم الحكومي ومشاريع القطاع الخاص التي تسهم في تعزيز الأمن الغذائي للسلطنة.
إلا أن هناك العديد من التحديات التي تتطلب حلولًا مبتكرة لتحقيق مستويات متقدمة من الأمن الغذائي، حسب علي، مشيرا إلى أن قلة الأراضي الزراعية والمياه، واعتماد الطرق التقليدية في الزراعة، من أبرز العقبات التي تواجه القطاع.
سلطنة عُمان وتبني أساليب حديثة للزراعة
ولذا فإن تبني الأساليب الزراعية الحديثة بات أمرا ضروريا، خاصة مع التقدم الكبير في التكنولوجيا الحيوية، التي أفرزت إنتاج سلالات زراعية أكثر تطورا وقادرة على مقاومة الأمراض، بالإضافة إلى تحسين كمية وجودة الإنتاج، وفق علي، الذي ينوه إلى الاكتشافات العلمية يمكن أن تساعد أيضا على معالجة مشكلات الجفاف، وتدهور جودة التربة، وندرة الأراضي الصالحة للزراعة.
ومع إخفاق الحلول التقليدية في مواجهة التحديات الزراعية، يشير إلى أن التكنولوجيا الحيوية أصبحت محور الاهتمام، إذ تستخدم لتطوير سلالات محسنة من النباتات والحيوانات، وتقديم حلول مبتكرة تُحدث طفرة نوعية في القطاع الزراعي.
ويوضح الخبير العماني أن التكنولوجيا الحيوية تعتمد على استخدام أعضاء حية لتحسين الصفات الوراثية للكائنات الحية، مثل تطوير نباتات مقاومة للأمراض والفيروسات أو التي تتحمل ظروفًا بيئية قاسية، مشيرا إلى قدرة العلماء على تعديل الجينات الوراثية من خلال تقنيات الهندسة الوراثية، حيث يمكنهم حقن جينات جديدة في الحمض النووي لتحسين قوة ومقاومة الكائن الحي.