الحيتان العرب وأثرياء العالم وأنشطة الخير... الأجانب يكسبون

26 نوفمبر 2024
غيتس وورين بافيت بين الرجال الأغنى في العالم (سبنسر بلات/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تبرعات أثرياء الغرب: أثرياء مثل وارين بافيت وبيل غيتس وجيف بيزوس تبرعوا بجزء كبير من ثرواتهم لدعم التعليم، الرعاية الصحية، مكافحة الأمراض، وحماية البيئة، مع مبادرات مثل "تعهد العطاء" لتشجيع التبرعات.

- مقارنة مع أثرياء العرب: يركز العديد من رجال الأعمال العرب على زيادة ثرواتهم الشخصية والتهرب من الضرائب، مع حفظ الأموال في البنوك الأجنبية، مما يحرم شعوبهم من الفوائد، رغم وجود استثناءات قليلة لأسباب دينية.

- أمثلة بارزة: تشاك فيني تبرع بثمانية مليارات دولار، وسيرجي برين وكيفن جريفين تبرعا بمليارات، ومارك زوكربيرغ تعهد بدعم التعليم والرعاية الصحية، مما يعكس التزامهم بتحقيق تأثير إيجابي.

تستطيع أن تحصي عشرات بل مئات الأسماء من أثرياء العالم وكبار رجال الأعمال الغربيين الذين تبرعوا بأكثر من نصف ثرواتهم لأعمال الخير والتي تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات. وتستطيع أن تحصي العشرات ممن تبرعوا بكامل ثرواتهم في حياتهم أو بعد مماتهم. بل أن تحصي مليارديرات كباراً تجاوزت تبرعاتهم 50 مليار دولار، وهو مبلغ يزيد عن ميزانيات دول عربية، وذهبت كل تلك التبرعات لأوجه الخير والمستشفيات ودور الرعاية الصحية والمؤسسات التعليمية والبحثية ومكافحة الأمراض والأوبئة وحماية البيئة والحد من السلوكيات الخطيرة ومنها الفقر والجهل والتدخين والتسول. وأن ترصد آلاف من رجال الأعمال الغربيين الذين ضحوا بثرواتهم الضخمة، بل وحرموا أولادهم منها، بحثاً عن عالم أفضل للعالم خاصة للفقراء والمحتاجين والمرضى.

وفي المقابل، تستطيع أن تحصي آلافاً من رجال الأعمال و"الهوامير" و"الحيتان" العرب الذين يراكمون الأموال والثروات يوماً بعد يوم، ويزاحمون الفقراء والعمال في مصادر رزقهم، ويتهربون من سداد مستحقات الدولة من ضرائب وتأمينات ورسوم وغيرها، ويحرصون على زيادة أرصدتهم بسرعة في البنوك وحصصهم في الشركات وأسهمهم في البورصة، بل يحرمون شعوب المنطقة منها، إذ تستقر تلك الأموال في البنوك السويسرية والغربية بحثاً عن الضمان والأمان والعائد الأفضل كما يردد أغلب هؤلاء.

وبسرعة تقارن بين أثرياءنا وأثرياءهم من حيث المسؤولية الاجتماعية والعمل الخيري عندما تطالع أحدث الأخبار المتعلقة بالملياردير الأميركي والمستثمر المخضرم، وارين بافيت، والذي أعلن أمس الاثنين تبرعه بنحو 99.5% من ثروته التي تقدر بأكثر من 150 مليار دولار، وذلك للأعمال الخيرية، وتأكيده أن ثروته بالكامل ستؤول إلى صندوق خيري تشرف عليه ابنته وولداه عندما يموت. كما أعلن عن تعيين ثلاثة أمناء لتولي مسؤولية توزيع ثروته بعد وفاة أبنائه. وبافيت لمن لا يعلم هو سابع أغنى شخص في العالم، وفقاً لمؤشر "بلومبيرغ" للمليارديرات، ويحمل لقب حكيم أوماها، ويأخذ كبار المستثمرين والمضاربين وصائدي الصفقات حول العالم نصائحه وتوقعاته وقرارته الاستثمارية بجدية شديدة.

بافيت أهم أثرياء العالم في أنشطة الخير

بافيت ليس الأول في قائمة طويلة تضم مليارديرات تبرعوا بكامل ثرواتهم أو بمبالغ ضخمة منها، بل سبقه متبرعون كبار، فقد تعهد مؤسس شركة مايكروسوفت، بيل غيتس، بالتبرع بثروته للأعمال الخيرية بدلاً من توريثها لأبنائه، ليخرج من قائمة الشخصيات الأكثر ثراء في العالم، وفي منتصف يوليو/تموز 2022، تبرّع بالفعل بمبلغ 20 مليار دولار للمؤسسة الخيرية التي يديرها هو وزوجته السابقة ميليندا فرينش غيتس. وأطلق بافيت وغيتس عام 2010 مبادرة "تعهد العطاء" بهدف تشجيع كبار الأثرياء في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم على التبرع بأكثر من نصف ثرواتهم للجمعيات الخيرية.

ومنتصف شهر نوفمبر 2022 أعلن مؤسس أمازون الملياردير جيف بيزوس عزمه التبرع بمعظم ثروته التي تزيد قيمتها عن 263 مليار دولار لأعمال الخير وهو على قيد الحياة، كما تعهدت زوجته السابقة ماكنزي سكوت التي تُقدّر ثروتها بنحو 40 مليار دولار، بالتبرع بأكثر من نصف ثروتها للجمعيات الخيرية، بل قامت بالفعل بتوزيع مليارات الدولارات على تلك الجمعيات، المهتمة بالتعليم، والمساواة العرقية، وتمكين المرأة.

وتضم قائمة المتبرعين أيضاً الملياردير الأميركي الأيرلندي الأصل، تشاك فيني، الذي تبرع بثروته البالغة ثمانية مليارات دولار وهو على قيد الحياة، لدعم التعليم ومكافحة الأمراض والتنمية المستدامة. وتبرع سيرجي برين أحد مؤسسي جوجل، بـ2.55 مليار دولار، وكيفن جريفين بـ1.56 مليار دولار، وتبرع الملياردير الصيني، يو بينيان، بثروته البالغة ملياري دولار للفقراء. كما تبرع مايكل بلومبرغ بـ8.2 مليارات دولار منها 1.8 مليار دولار ذهبت لجامعة جون هوبكنز، لدعم برامج المساعدات المالية للطلاب المؤهلين من ذوي الدخل المنخفض والمتوسط. أما مارك زوكربيرغ، مؤسس موقع التواصل فيسبوك، فتعهد بتخصيص معظم ثروته التي تقترب من 200 مليار دولار لدعم التعليم وتحسين الرعاية الصحية.

مئات، بل آلاف النماذج الغربية التي يقودها مليارديرات كبار تسعى لإسعاد الآخرين عبر التنازل عن الثروات أو جزء كبير منها، لكن ماذا عن حيتان العرب والهوامير وقناصي الصفقات وآكلي أموال اليتامى وناهبي ثروات الشعوب في دول المنطقة الذين لا يعرفون سوى مراكمة الأموال؟ صحيح أن للقاعدة أستثناء، فهناك عدد من رجال الأعمال العرب الذين تبرعوا بجزء من ثرواتهم دون الإعلان عن ذلك ربما لأسباب دينية.

المساهمون