أعلن مجلس الوزراء المصري، اليوم الخميس، استحواذ جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، على كامل مساحة بحيرة البردويل الواقعة شمالي سيناء، بدعوى البدء في أعمال التنمية الاقتصادية للبحيرة، وتطوير مراسي الصيد لزيادة الإنتاجية السمكية، وكذلك تطوير أعمال النقل والتداول. وصرح المتحدث الرسمي باسم المجلس، محمد الحمصاني، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه الحكومة بالعمل على تقديم حزمة من المساعدات الاجتماعية للصيادين، بهدف تعويضهم عن وقف أعمال الصيد في البحيرة، ومساعدتهم حتى تستعيد البحيرة طاقتها الإنتاجية من الأسماك.
ونفى الحمصاني ما أثير حول نية الحكومة بيع أو تأجير بحيرة البردويل لصالح دولة الإمارات، قائلاً إنها "معلومات مغلوطة لا أساس لها من الصحة. وعلى الجميع استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، في ظل ما تتعرض له الدولة المصرية يومياً من حرب شائعات، تستهدف زعزعة الاستقرار، وإحداث حالة من البلبلة في المجتمع"، بحسب ما ورد في بيان لمجلس الوزراء.
ولقي القرار صدى شاجباً على وسائل التواصل الاجتماعي من جانب العديد من المصريين، ومنهم ممدوح حمزة الذي كتب على منصة إكس أن "حرمان صيادين ومصدري سمك بحيرة البردويل (وهو أنظف سمك في مصر) من ممارسة مهنتهم من أجل شركة إماراتية أو خلافه، يجب أن يتم تفسيره للشعب المصري، لأننا أصبحنا نشعر أن لقمة عيشنا تُعطى لغيرنا. مش قادر أستوعب، أحاول أن أجد تفسيراً! التفكير يأخذني بعيداً".
حرمان صيادين ومصدرين سمك بحيرة البردويل (وهو انظف سمك في مصر)
— Mamdouh Hamza (@Mamdouh_Hamza) October 30, 2024
من ممارسة مهنتهما من اجل شركة إماراتيه او خلافة يجب ان يتم تفسيره للشعب المصري
لاننا اصبحنا نشعر ان لقمة عيشنا بتعطي لغيرنا
مش قادر استوعب
احاول اجد تفسير!
الفكر بيودي لبعيد
تنتج بحيرة البردويل كميات كبيرة من الأسماك تصل إلى أربعة آلاف طن سنوياً. وهي بحيرة شديدة الملوحة يبلغ طولها حوالي 90 كيلومتراً، وعرضها نحو 22 كيلومتراً، ويفصلها عن البحر المتوسط ممر رملي ضيق، وتقع ضمن النطاق الإداري لمدينة بئر العبد على الساحل الشمالي لشبه جزيرة سيناء.
وتتميز بحيرة البردويل بجودة نوعية الأسماك المنتجة منها، كونها لا تزال بعيدة عن مصادر التلوث. وتنتج أسماكاً من الأنواع الفاخرة التي يجري تصديرها إلى دول الاتحاد الأوروبي، مثل المرجان والدنيس والقاروص والوقار، كما تتمتع بوجود نظام بيئي متزن يساعد على تنوع التركيب المحصولي في الإنتاج السمكي. وأصدر الجيش المصري مؤخراً قراراً بمنع أعمال الصيد في بحيرة البردويل، التي يعمل بها قرابة خمسة آلاف صياد من أهالي محافظة شمال سيناء، وتمثل لهم البحيرة مصدر الدخل الوحيد.
في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، وافق مجلس الوزراء على قرار للسيسي يقضي بتخصيص قطعتي أرض مملوكتين للدولة ملكية خاصة بناحية منطقتي رابعة وبئر العبد، في محافظة شمال سيناء، لمصلحة الجيش عبر جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة التابع له، بحجة استخدامهما في أنشطة الاستصلاح والاستزراع، الأولى بمساحة 46.7 ألف فدان، والثانية بمساحة 714.19 فداناً.
وتبلغ المساحة الصالحة للزراعة في شمال سيناء نحو 500 ألف فدان، تقع أكثر من 70% منها تحت سيطرة أجهزة الجيش المدعوم من رئيس البلاد، ما أدى إلى تهجير آلاف السكان من سيناء منذ عام 2014، وخلو جزء كبير من مدن المحافظة من السكان.
وأُنشئ جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة بموجب قرار السيسي رقم 591 لسنة 2022، بهدف معلن هو استصلاح مليون ونصف مليون فدان من الأراضي الصحراوية. وعوضاً عن ذلك، صدرت قرارات رئاسية تباعاً بضم عدد كبير من الأراضي الزراعية والمستصلحة في المحافظات لمصلحة الجهاز، سواء مملوكة للدولة ملكية خاصة أو للمواطنين، ونزعها منهم قسراً مقابل تعويضات هزيلة، مثلما حدث في منطقة غرد القطانية بمحافظة الجيزة.