استمع إلى الملخص
- **إجراءات الحكومة لضبط السوق**: أعلنت وزارتا التجارة والزراعة عن طرح كميات كبيرة من اللحوم البيضاء بسعر 295 ديناراً للكيلوغرام، واتخذت الحكومة إجراءات استباقية لمتابعة السوق وضبط الأسعار.
- **تدابير لمواجهة ارتفاع أسعار القهوة**: أرجع وزير التجارة ارتفاع أسعار القهوة إلى التقلبات الجوية والمضاربات، وأعلن عن تدابير لضمان توفير القهوة بأسعار معقولة، شملت تسقيف هوامش الربح وفتح رواق أخضر للمستوردين.
دفع الارتفاع الكبير لأسعار بعض المواد التموينية، ومنها اللحوم البيضاء (الدجاج) والقهوة، الحكومة الجزائرية إلى التدخل لإعادة ضبط الأسعار وتوفير كميات إضافية، لتلافي تصاعد أي قلق شعبي، خصوصاً عشية بدء الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في السابع من سبتمبر/أيلول المقبل.
وأعلنت وزارتا التجارة والزراعة في الحكومة الجزائرية في بيان بدء طرح كميات كبيرة من اللحوم البيضاء، بسعر 295 ديناراً للكيلوغرام الواحد، أي ما يعادل دولاراً ونصف دولار، عبر كامل التراب الوطني، بعدما بلغت أسعاره في السوق ضعف ذلك، بما يقارب ثلاثة دولارات للكيلو الواحد، بهدف المحافظة على القدرة الشرائية للمواطنين. وأفاد البيان بأن "هذه العملية تحصل عبر كل الوحدات التابعة للديوان الوطني لتغذية الأنعام وتربية الدواجن (أوناب) والشركة الجزائرية لضبط المنتجات الفلاحية (ساربا)، وكذا الفضاءات التجارية الكبرى ومحلات القصابة عبر كامل التراب الوطني".
واعتبر المصدر نفسه أن هذه الخطوة تأتي "في إطار سلسلة من الإجراءات المسطرة من طرف الحكومة الجزائرية التي تهدف إلى تنظيم السوق وضبط الأسعار، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب بما يخدم مصلحة المستهلكين"، وشددت على أن "تجمعات المصالح المشتركة" ستواصل متابعة تطور وضعية السوق الوطنية لاتخاذ الإجراءات الاستباقية اللازمة.
وفي السياق، أعلن وزير التجارة الطيب زيتوني، في تصريح صحافي، أن الحكومة اتخذت إجراءات عاجلة تهدف إلى التحكم في ما وصفه بـ"الارتفاع المذهل" في أسعار مادة القهوة في الأسواق الدولية، والحد من تأثير ذلك بالأسعار في السوق المحلية. وذكر الوزير زيتوني أنه تلقى تعليمات من الرئيس تبون بشأن اتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لضمان أن تكون مادة القهوة في متناول الجزائريين وبأسعار معقولة.
والبن من بين المواد الغذائية الأكثر استهلاكاً في السوق الجزائرية، وشهد ارتفاعاً لافتاً في أسعاره، خصوصاً في المقاهي، حيث ارتفع سعر فنجان القهوة في المقاهي العادية الى حدود ثلث دولار (30 سنتاً) في المقاهي الشعبية، وإلى حدود دولار واحد في المقاهي السياحية.
وأرجع الوزير زيتوني ارتفاع أسعار مادة القهوة في الأسعار العالمية من 2.5 دولار للكيلوغرام الواحد إلى ما يقارب سبعة دولارات، إلى التقلبات الجوية وظاهرة الجفاف، وكذا المضاربات التي تشهدها السوق الدولية، لكنه بعث بطمأنات إلى مجموع التجار والمستوردين للبيع على الحالة في إطار التحويل والتصنيع لمادة القهوة، بشأن قيام "تجمعات مصالح" وزارة التجارة بكل التدابير لضمان توفير وتسقيف أسعار المادة.
وفي 27 يوليو/تموز الماضي، أعلنت الحكومة الجزائرية حزمة تدابير لمواجهة ارتفاع أسعار البن العالمية وانعكاسه على السوق المحلية، والحد من تأثيراته المحتملة في القدرة الشرائية للمواطنين، شملت تسقيف هوامش الربح عند الاستيراد والتوزيع بالجملة والتجزئة؛ وفتح رواق أخضر خاص للمستوردين من قبل مصالح الجمارك لتسهيل إجراءات استيراد هذه المادة.
ويعتقد مراقبون أن دوافع الحكومة الجزائرية للإسراع في معالجة اختلال أسعار اللحوم البيضاء والقهوة، إضافة الى كونها ترتبط باستحقاقات اجتماعية تحاول من خلالها السلطة توظيف المقدرات المالية المتوافرة لصالح ضمان السلم الاجتماعي، فإنها ترتبط أيضاً بقرب استحقاق سياسي هام، وهو الانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من سبتمبر/أيلول المقبل، التي تبدأ حملتها في الرابع عشر من أغسطس/آب الجاري، حيث يبقى التخوف من العزوف الانتخابي قائماً بالنسبة إلى السلطة.