استمع إلى الملخص
- أطلقت الجزائر أول صندوق استثماري لتمويل الشركات الناشئة في أفريقيا، بهدف تعزيز المشاريع ذات القيمة المضافة، مع التركيز على النجاعة الاقتصادية والدراسة الدقيقة للسوق لتجنب أخطاء الماضي.
- تواجه الشركات الناشئة تحديات في التمويل والتسويق، مما دفع الحكومة لتوسيع برامج التدريب وإرسال رواد الأعمال إلى دول رائدة لاكتساب الخبرات وتعزيز الابتكار.
أعلنت الحكومة الجزائرية أنها تطمح لبلوغ 20 ألف مؤسسة ناشئة في مختلف الأنشطة والقطاعات الاقتصادية، في غضون السنوات الخمس المقبلة، عبر تشجيع الشباب وخريجي الجامعات على إنشاء مؤسساتهم الخاصة، وتسهيل الحصول على تمويل حكومي وتكوين في طرق التسيير والتسويق وإدارة الأعمال.
وقال وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات الصغيرة ياسين وليد خلال مؤتمر موجه للطلبة ورواد الأعمال، حول طرق الحصول على تمويل المشاريع المبتكرة إن: "وزارة المؤسسات الناشئة تسعى إلى إزالة كل العقبات وتمكين أكبر عدد من الشباب الطموح من الدخول إلى عالم ريادة الأعمال، وذلك لتحقيق الهدف الذي حدده رئيس الجمهورية بإنشاء 20 ألف شركة ناشئة في الجزائر، عبر تشجيع ريادة الأعمال وتنمية المقاولاتية والشركات الناشئة، خاصة في الجامعات، كتجربة حديثة".
وأكد الوزير وليد خلال المؤتمر الذي شارك فيه 600 من الشباب حاملي المشاريع، أنه تم إنشاء صندوق مخصص لتمويل الشركات الناشئة، والذي يعد مبادرة فريدة من نوعها في القارة الأفريقية، كأول صندوق استثماري جزائري من حيث عدد الاستثمارات، مما يعزز توجه الحكومة الجزائرية نحو الاستثمار في المشاريع الواعدة والخلاقة للقيمة المضافة، مشيراً إلى أن "زمن توزيع الريع والمعالجة الإدارية لطلبات التمويل قد ولى، وأن الأهمية الآن تُعطى للنجاعة الاقتصادية للمشاريع الممولة، والدراسة الدقيقة للسوق قبل منح أي تمويل، وذلك لتجنب أخطاء الماضي وتكرار التجارب السابقة التي لم تكلل بالنجاح".
وكشفت بيانات نشرتها وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، أن أكثر من 79%، من أصحاب المشاريع المبتكرة، خاصة على مستوى الجامعات، يعانون نقص المعلومات الكافية حول كيفية الحصول على التمويل، وكذلك قلة المعرفة بمختلف صيغ التمويل المتاحة وكيفية الوصول إليها، كما أظهرت الدراسة أن 22.9% من أصحاب المشاريع يشتكون من ضعف قدراتهم في مجال تسيير الشركات، وأن 70% منهم يواجهون مشاكل تتعلق بتسويق منتجاتهم أو نماذج أعمالهم. ودفعت هذه البيانات الحكومة إلى توسيع خطط تكوين رواد الأعمال والشباب حاملي المشاريع، وتعزيز الحملات الإعلامية التي تشرح لهؤلاء الطرق الصحيحة للحصول على تمويلات حكومية والاستفادة من إعفاءات ضريبية لفترة خمس سنوات.
وفي السياق، تعتزم الحكومة الجزائرية إرسال دفعة جديدة تضم 90 من مسؤولي وأصحاب الشركات الناشئة، إلى كل من الصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأميركية خلال الأسبوع القادم، بهدف تمكين الشركات الناشئة الجزائرية من اكتساب المعرفة والخبرة من أكبر الجامعات والشركات التكنولوجية، والاحتكاك بالمراكز التكنولوجية العالمية، والاطلاع على أسرار نجاح البيئات الريادية في الدول الرائدة بمجال التكنولوجيا بما يعزز قدراتها الابتكارية ويساهم في تعزيز ريادة الأعمال في الجزائر، حيث ستتمكن 450 شركة ناشئة من المشاركة في هذا البرنامج، نحو الدول الثلاث.