الحرب الأوكرانية تنعش أسعار اليورانيوم

16 سبتمبر 2022
محطة لتوليد الطاقة النووية في منطقة سايزول البريطانية (Getty)
+ الخط -

ارتفعت أسعار اليورانيوم إلى أعلى مستوى لها إثر الغزو الروسي لأوكرانيا الذي تسبب بحدوث اضطرابات في أسواق السلع الأساسية، خاصة استخدام روسيا سلاح الغاز ضد أوروبا، فيما باتت أزمة الطاقة الأوروبية ترفع من الرهانات المتفائلة بشأن مستقبل الطلب على الطاقة النووية.

وبالتالي قفزت أسعار المادة المعروفة باسم "الكعكة الصفراء" التي تستخدم في التوليد الكهربائي بالمفاعلات الذرية بنسبة 7 في المائة منذ منتصف أغسطس/ آب لترتفع أسعار اليورانيوم فوق مستوى 50 دولارًا للرطل، حسب بيانات صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، وهو سعر قياسي لم تشهده أسعار اليورانيوم حتى عندما ارتفعت أسعار العديد من السلع بسبب مخاوف العرض في إبريل/ نيسان الماضي.

ويتوقع العديد من المشاركين في السوق أن يرتفع سعر اليورانيوم بدرجة أكبر خلال الأعوام المقبلة. في هذا الصدد، يتوقع "بنك أوف" أن يصل سعر اليورانيوم إلى 70 دولارًا للرطل في العام المقبل.

وبسبب التحول الحاد نحو توليد الكهرباء من المفاعلات النووية في أميركا وأوروبا واليابان بعد استخدام روسيا الغاز كسلاح في غزو أوكرانيا تنتعش بقوة سوق اليورانيوم.

وتم تداول اليورانيوم آخر مرة عند هذه المستويات منذ عقد من الزمان، وفقًا لشركة "يو أكس سي" الأميركية لأبحاث وتحليل سوق الوقود النووي. وتم رفع اليورانيوم في الأسابيع الأخيرة بسبب الأخبار الإيجابية حول الطاقة النووية، حيث تتحرك شركات المرافق لدعم الإمدادات على خلفية أزمة الطاقة المتفاقمة في أوروبا.

وتعد الولايات المتحدة أكبر منتج للكهرباء من الطاقة النووية في العالم، حيث تمثل حوالي ثلث الإنتاج العالمي من التوليد الكهربائي عبر المفاعلات النووية، حسب تقرير بنشرة "ذا ستريت" الأميركية.

وتتطلب محطات الكهرباء التي تعمل باليورانيوم كميات كبيرة لتشغيل المفاعلات في جميع أنحاء البلاد. ويوجد بالولايات المتحدة 93 مفاعلًا نوويًا تجاريًا في 55 محطة للطاقة النووية في 28 ولاية، وكان متوسط ​​عمر المفاعلات حوالي 40 عامًا ولكن أميركا قد ترفع معدل العمر هذا لتشغيل المحطات، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة.

وفي أواخر الشهر الماضي، أشارت اليابان إلى خطط لتسريع إعادة تشغيل المفاعلات واستكشاف بناء محطات جديدة لأول مرة منذ كارثة فوكوشيما النووية في عام 2011.

وقررت كاليفورنيا في أوائل سبتمبر/ أيلول تمديد عمر آخر محطة نووية عاملة. كما وضعت ألمانيا مصانعها في وضع الاستعداد لتستمر في العمل إذا لزم الأمر بعد نهاية هذا العام. وكانت ألمانيا قد ألغت التوليد بالطاقة النووية ولكن الحرب الروسية في أوكرانيا أجبرت الحكومة الألمانية على العودة للتوليد النووي من جديد.

وكانت أسعار اليورانيوم تترنح قبل غزو الجيش الروسي لأوكرانيا، ولكن المستثمرين أقبلوا عليه بكثافة في الشهور الأخيرة، حيث ارتفع سعره بنسبة تزيد عن 30 في المائة وسط رهان على الارتفاع الكبير المتوقع في الطلب ورهان على أن تصبح الطاقة النووية سمة مركزية للتحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري وكهربة الاقتصاد العالمي.

وتولد الطاقة النووية طاقة نظيفة تقلل من إنتاج الانبعاثات الكربونية في الجو، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى تصنيفها على أنها "خضراء" في وقت سابق من هذا العام. وحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز"، أشار مسؤولون تنفيذيون في التوليد النووي أيضًا إلى عوامل أخرى تعزز الآفاق طويلة الأجل للطاقة النووية، والتي ستستغرق وقتًا أطول لتغذي أسعار اليورانيوم.

وجذب صندوق "غلوبال إكس يورانيوم إي تي أف" نحو 70 مليون دولار من حيث صافي تدفقات أغسطس/ آب الماضي ومن المنتظر أن يتخطى هذا المبلغ الشهر الجاري. يعد ذلك انتعاشاً، لكنه غير قريب من مبلغ 425 مليون دولار الذي تدفق للصندوق خلال شهر مارس/ آذار الماضي، أو أكثر من 860 مليون دولار تدفق إليه في 2021.

وفي هذا الصدد، قالت سوزان هتشينز، رئيسة استراتيجية العائد الحقيقي وكبيرة مديري محفظة الاستثمار في شركة "نيوتن إنفستمنت مانجمنت": "نحب فعلاً الفكرة التي تدور حول الطاقة النووية. في المدى الطويل، تعتبر خياراً عملياً للغاية للتصدي لتلبية النقص في الطاقة، ومن المؤكد أن اليورانيوم سيكون مقنعاً بدرجة كبيرة في ظل هذه البيئة".

(العربي الجديد)

المساهمون